بحلول سنة 2019، تكون شركة «هواوي تونس» قد أنهت العشرين سنة من تاريخ تمركزها في بلادنا، هذه الفترة قدمت فيها هذه المؤسسة حزمة من المشاريع والبرامج وعقدت جملة من اتفاقيات الشراكة جمعتها بالحكومة بأغلب مكوناتها من أجل دعم قطاع تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي. حول نشاط الشركة في بلادنا طيلة هذه المدة بما فيها من تحولات اقتصادية وسياسية وحول إستراتيجيتها المستقبلية واهم التحديات التي تحملها للتونسيين في مسايرتهم للكم الهائل من المتغيرات التكنولوجية وهيمنة الرقمنة على عالمنا، تحدث المدير العام ل«هواوي تونس» سبارك زانغ ل«الصباح»... وفي ما يلي نص الحوار: قريبا تحتفلون بمرور 20 سنة على تواجد شركتكم في تونس، كيف تقيمون تجربتكم طيلة هذه الفترة؟ -صحيح مرت على تمركز شركة «هواوي» في تونس 19 سنة، وخلال هذه الفترة تعلمنا الكثير من هذه التجربة ونعتبرها مهمة لأنها كانت مثمرة، حيث قمنا بانجاز العديد من المشاريع أهمها المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية في مجال الاتصالات، كما ساهمنا في صناعة تكنولوجيات الاتصال والمعلومات ومازلنا نعمل على إنجاح الثورة الرقمية التي تهدف تونس إلى تحقيقها... ما هي المرتبة التي تحتلها شركتكم على الصعيد العالمي وفي تونس من جملة شركات القطاع؟ -اليوم تحتل شركتنا المراتب الأولى عالميا، حيث أنها تلعب دورا هاما ويعد الدور الأقوى على الإطلاق في مجال الرقمنة، كما تحتل الصدارة في تونس وتمكنت «هواوي» خلال كامل سنة 2017 من تحقيق رقم معاملات مهم ناهز ال92.5 مليار دولار عالميا، ويتوقع أن تتجاوز مع موفى السنة الجارية ال100 مليار دولار كرقم معاملاتها على كامل سنة 2018، وهي المرة الأولى التي تحقق فيها الشركة هذا الرقم المهم منذ نشأتها.. على ماذا تعول شركتكم لبلوغ أهدافها في مجال الرقمنة في تونس؟ -في الحقيقة تعول شركتنا كثيرا على دعم مجال البحوث والتنمية، إذ تؤمن من 12 إلى 15 بالمائة من حجم رقم معاملاتها السنوي لدعم هذا المجال، وفي تونس أبرمنا العديد من الاتفاقيات من اجل إيصال الرقمنة ومواكبة التطورات التكنولوجية ومعلومات الاتصال مع العديد من المؤسسات والمنشات العمومية والخاصة من بينها مشروع «المخبر المفتوح» الموجه لشركا«ئنا لدعم قدراتهم ومهاراتهم ومشروع «أكاديمية تكنولوجيا المعلومات والاتصال» ومشروع «بذور المستقبل» الذي تم بالشراكة مع الجامعات لاختيار 10 طلبة من الأوائل كل سنة والعمل على تكوينهم، وقد مرت على هذا المشروع أربع سنوات.. وخلقت «هواوي» من خلال هذه المشاريع مسابقات تنتظم سنويا ويتمتع فيها عدد من الطلبة ببرنامج تكويني مهم، كما متعت الشركة بلادنا لأول مرة بمسابقة جديدة في هذا المجال على الصعيد الفرنكفوني الإفريقي... ماذا عن المشاريع المستقبلية التي تنوون إطلاقها في تونس؟ -نحن نشتغل دائما على مساندة كل المتعاملين مع شركتنا ومتابعة نشاطهم في العديد من المجالات دون نسيان المسؤولية المجتمعية التي نعمل على تكريسها، ومن بين المشاريع التي اتفقنا بشأنها مع وزارتي تكنولوجيا الاتصال والاقتصاد الرقمي والتعليم العالي سينتفع بها 10 آلاف طالب تونسي على مدى خمس سنوات قادمة، والاهم حسب رأيي هو مشروع «المخبر المفتوح» الذي سيكون من بين الحلول للحد من هجرة الكفاءات التونسية إلى الخارج في العديد من القطاعات والذي ستكون له تداعيات ايجابية على اقتصاد البلاد.. كيف تنظرون إلى اقتصاد تونس في الوقت الراهن وهل يثير مخاوف لديكم كشركة أجنبية مقيمة؟ -في الحقيقة اقتصاد تونس يمر بصعوبات لكن نحن منفتحون على كل المؤسسات الاقتصادية وغيرها ونعمل على إيجاد حلول لتطويرها وقد سبق أن شاركنا مع وزارة تكنولوجيا الاتصال والاقتصاد الرقمي في مشروع تونس الرقمية 2020 من خلال بلورة الإجراءات واشتغلنا مع الوزارة كمسديي خدمات وساهمنا كذلك في نجاح الانتقال الرقمي وفي صناعة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في العديد من القطاعات، ونحن أمام تحديات كبيرة وليست هناك أية مخاوف لان تونس تزخر بالكثير من الفرص لابد من حسن استثمارها، والاهم أن الحكومة متعاونة لإنجاح وتطوير قطاع تكنولوجيا الاتصالات وإنجاح الانتقال الرقمي...