سيعلن اليوم المكتب الاقليمي للمفوضية السامية لحقوق الانسان بشمال افريقيا والشرق الأوسط، بمناسبة إحياء الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الانسان، عن قائمة الثلاثين مدافعا عن حقوق الانسان في المنطقة العربية، وذلك خلال احتفالية تقام اليوم 12 ديسمبر بالجامعة العربية ببيروت، بالتعاون مع مركز الاممالمتحدة للإعلام، ويتزامن ذلك مع إصدار كتيب يحمل الصور والسير الذاتية لهذه الشخصيات الفاعلة والمؤثّرة في مجتمعاتها من أجل «جذب انتباه الرأي العام والتعبير عن الامتنان لدعم تلك الشخصيات الشجاعة لحقوق الإنسان.. وسيكون حضور تونس لافتا في هذه الاحتفالية، من خلال اختيار أربع شخصيات وطنية لتكون ضمن ال30 شخصية عربية عُرفت بدفاعها عن حقوق الانسان في مجتمعاتها وانحيازها لمنظومة الحقوق والحرّيات العامّة والفردية، وهذه الشخصيات التونسية التي تم اختيارها تضمّ نقيب الصحفيين، ناجي البغوري، وقد يعود سبب اختياره الى موقع حرّية التعبير والصحافة في البلاد بعد الثورة والتي تبقى من اهم مكاسب الثورة ومنجزاتها الى حدّ اليوم، وكذلك النائبة بمجلس نواب الشعب ورئيس لجنة المساواة الحرّيات الفردية بشرى بلحاج حميدة ويُرجّح أن اختيارها تم على مواقفها النضالية من مسألة المساواة والحرّيات الفردية في تونس والتقرير الذي أصدرته اللجنة والذي تطوّر في جزء منه الى مبادرة تشريعية تقدّمت بها رئاسة الجمهورية للمساواة في الارث، أما اختيار رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان جمال مسلّم فيعود بالأساس الى الاشعاع الذي حازته الرابطة عربيا ودوليا بعد الحصول مع الرباعي الراعي للحوار على جائزة نوبل للسلام، ومن الممكن أن يكون اختيار الأستاذة الجامعية في القانون الدستوري، حفيظة شقير يعود بالأساس الى كونها تمثّل أحد أبرز علامات النضال النسوي في بلادنا على مدى عقود وخاصّة صلب جمعية النساء الديمقراطيات. ناجي البغوري: نقيب الصحفيين التونسيين يشغل ناجي البغّوري منصب رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين كما يتولى منصب رئيس تحرير مساعد في جريدة الصحافة اليومية وحصل على أستاذية في الفلسفة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق سنة 1992. والى جانب ترؤسه النقابة الوطنية للصحفيين لدورتين متتاليتين، يشغل ناجي البغوري خطّة نائب الرئيس اتحاد الصحفيين على مدى العامين الماضيين، ويعتبر ناجي البغوري من أبرز الكفاءات النقابية الصحفية المعروفة بقدرتها على التفاوض الى جانب مؤهلاته في تدريب الصحفيين، وقد اكتسب البغوري مهارات قيادية معتبرة من خلال مشاركته ونضاله صلب عدّة جمعيات منها جمعية الصحفيين قبل الثورة والرابطة التونسية لحقوق الانسان، وكذلك الائتلاف الوطني للعدالة الانتقالية، كما كان له دور ريادي في صياغة المرسومين 115 و116 اللذين مثّلا نقلة هامّة في تاريخ الصحافة والاعلام الوطني، ويشارك اليوم ناجي البغوري بصفته نقيبا للصحفيين في مشاورات تأسيس»مجلس صحافة» وكذلك في المشاورات الجارية لتعديل المرسوم 116 المتعلّق بالقطاع السمعي البصري. بشرى بلحاج حميدة: رئيس لجنة المساواة والحرّيات الفردية انحازت النائبة بمجلس نواب الشعب والأستاذة بشرى بلحاج حميدة طوال مسيرتها النضالية التي انطلقت من الجامعة منذ منتصف السبعينات الى قضايا حقوق الانسان أكثر من انحيازها للعمل السياسي، وكانت بداية البروز في مسيرتها عندما دافعت كمحامية وكحقوقية على المتظاهرين ابان انتفاضة الخبز سنة 1984، رغم صلف السلطة، كما عرفت بشرى بلحاج حميدة بشجاعتها واستبسالها في الدفاع عن قيم الديمقراطية وعن حقوق النساء الملاحقات من النظام ومن الأمن بشبهة الانتماء والعمل السياسي وكذلك النساء المهمّشات او أولئك اللواتي يتعرّضن للعنف وللاستغلال الاقتصادي والامتهان الاجتماعي. وكانت بشرى بلحاج حميدة أحد أبرز المؤسسين لجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات في 1989 التي ترأستها من سنة 1994 إلى سنة 1998، واستمرت في دعم الجمعية والدفاع عن توجهاتها والتعريف ببرامجها محلّيا ودوليا، بعد الثورة في سنة 2011 التحقت بشرى بلحاج حميدة بحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وترشّحت لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي التونسي على رأس قائمة ولاية زغوان ولكنها لم تفز، و في سبتمبر 2012 كانت بشرى بلحاج حميدة من اوّل النساء الملتحقات بحزب نداء تونس حيث أصبحت عضوا مؤسسا في اللجنة التنفيذية للحزب وشاركت في الانتخابات التشريعية التونسية 2014 وتم انتخابها كممثلة عن دائرة تونس الثانية لتدخل مجلس نواب الشعب كنائب عن نداء تونس. وفي 13 اوت 2017 عيّنها رئيس الجمهورية رئيسة للجنة الحريات الفردية والمساواة، التي أصدرت تقريرها في جوان الماضي، وهو ما تسبّب في هجمة غير مسبوقة على بشرى بلحاج حميدة التي نجحت في امتصاص الغضب حول تقرير اللجنة ودافعت عن الاختيارات الواردة في التقرير ببسالة. ومنذ أشهر نالت بشرى بلحاج حميدة جائزة «آنا ليند» والتي تمنح سنويا للأفراد والمنظمات التي تعمل على مقاومة التفرقة والتمييز والظلم، وتحترم حقوق الإنسان وتعمل على الالتزام بالدفاع عن الديمقراطية. جمال مسلم: رئيس رابطة حقوق الانسان جمال مسلم هو حاليا رئيس الرابطة التونسية للدفاع حقوق الإنسان وهو يعتبر من الشخصيات الحقوقية المؤثّرة والبارزة اليوم في مجال الدفاع عن مختلف الحقوق والحرّيات العامّة والفردية، وقد استطاع جمال مسلّم منذ توليه رئاسة الرابطة أن ينجح في توقيع أربع اتفاقيات مهمّة اوّلها وزارة الداخلية حول الوصول وزيارة أماكن الاحتجاز واتفاقية مشابهة للمراكز الاصلاح والسجون التونسية وكذلك وقّعت الرابطة اتفاقا مع وزارة الشؤون الاجتماعية لزيارة مراكز الايواء الاجتماعي المختلفة بالاضافة الى امضاء اتفاقيات مع عدّة مؤسسات وهياكل رسمية لتدريب أعوانها على احترام مبادىء حقوق الانسان وخاصّة بالنسبة للأمنين، كما وقّعت الرابطة اتفاقية ومع وزارة الشباب والرياضة لإنشاء نواد تعزّز وتنشر ثقافة حقوق الإنسان بين الشباب. وقبل تقلّده منصب رئيس الرابطة التونسية لحقوق الانسان شغل جمال مسلّم رئيس الفرع الجهوي للرابطة بسوسة من 2003 إلى عام 2014، ترأّس الرابطة التونسية كما كان جمال مسلّم عضوا في اللجنة التنفيذية منظمة العفو الدولية – فرع تونس. حفيظة شقير: المناضلة النسوية تعتبر أستاذة القانون العام بالجامعة التونسية حفيظة شقير من أبرز الناشطات النسويات في تونس وهي عضو مؤسس في جمعية نساء ديمقراطيات وهي كذلك عضو مؤسس في جمعية نساء تونسيات للبحث حول التنمية كما شغلت بعد انتخابها في 2016، منصب نائبة رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان ولم تناضل حفيظة شقير طوال مسيرتها على حقوق المرأة التونسية بل كانت تتبنّى أطروحات تدافع على المرأة العربية بشكل عام ضدّ كل أشكال التمييز على أساس النوع الاجتماعي. واتسمت مواقف الأستاذة الجامعية، حفيظة شقير، بالجرأة في الدفاع عن القضايا التي تهم المرأة ومنها مناصرتها اللافتة لتقرير الحرّيات وموقفها من الارث حيث اعتبرت أن هناك نصوصا في «القرآن» تنص على العبودية، تخلّى عنها المجتمع التونسي مؤكّدة في هذا السياق أن المجتمع التونسي لن يقبل بإعادة العبودية، وبالتالي يمكن فهم مسالة المساواة في الميراث من هذا المنطلق المبني على العقلانية والحداثة.