مباشرة بعد هدوء أحداث الثورة بالجهة في بداية سنة 2011 طالب متساكنو حي الخضراء بسبيطلة مشروع تهذيب حيّهم المبرمج منذ سنة 2009 باعتمادات قدرها حوالي 10 مليارات من المليمات (9397 الف دينار)، لانهم يعيشون في ظروف متردية الى ابعد الحدود في غياب ابسط المرافق الضرورية، ويعزلهم وادي سبيطلة عن بقية المدينة كلما نزلت امطار غزيرة، وفي بداية سنة 2012 التقينا بالنائب بالمجلس التاسيسي آنذاك القاطن بسبيطلة مبروك الحريزي (اعيد انتخابه بمجلس النواب الحالي)، فقال لنا بانه قام باتصالات متعددة مع السلط الجهوية بالقصرين ووزارة التنمية والمندوبية العامة للتنمية الجهوية بنفس الوزارة من اجل اعادة احياء المشروع وتجسيمه على ارض الواقع، كما نفذ متساكنو الحي على مدى السنوات الاخيرة عدة تحركات احتجاجية للمطالبة بانطلاق اشغاله منها اغلاق الطريق في الكثير من المناسبات، لكن الى الان لم يتحقق منه شيء على ارض الواقع. في الاسابيع الاخيرة زادت الامطار الغزيرة التي نزلت على سبيطلة في اكثر من مرة من معاناة اهالي الحي الذين وجدوا انفسهم في عزلة تامة عن بقية المدينة وسط الاوحال وتجمعات المياه، الى درجة ان معلمي وتلاميذ المدرسة الابتدائية بالحي التي اصبحت تحمل اسم الشهيد نجيب السعدوني (استشهد في حادثة حافلة الامن الرئاسي بشارع محمد الخامس)، لم يستطيعوا التحول الى مؤسستهم التربوية، ومؤخرا ومثلما افادنا بذلك متساكنون من الحي قام الجيش الوطني باغلاق الطريق المؤدي للحي دون ابلاغهم باسباب ذلك وهو امر قد يعود للتوقي من العمليات الارهابية بما ان الحي لا يبعد كثيرا عن الثكنة العسكرية بسبيطلة، ليصبح الدخول اليه من جانب وحيد يتمثل في مسلك يمر عبر وادي سبيطلة، وقالوا لنا ان حياتهم لم تعد تطاق في غياب طرقات معبدة وشبكات التطهير والتنوير العمومي وتصريف مياه الامطار وكانهم في تجمع ريفي باحدى المناطق النائية والحال انهم يوجدون على بعد امتار قليلة من قلب مدينة سبيطلة والطريق الوطنية عدد 13 التي تشقها.. وهم ينتظرون منذ عشر سنوات مشروع تهذيب حيهم لتحسين ظروف عيشهم. طلب عروض في غياب معتمد بسبيطلة منذ حوالي عامين حملنا مشاغل متساكني الحي الى ولاية القصرين فافادنا مصدر منها ان المشروع سيرى النور قريبا وذلك بعد ان قام المجلس الجهوي بالقصرين في نهاية الاسبوع المنقضي بنشر اعلان طلب عروض وطني لانجاز اشغال تعبيد وترصيف وتنوير حي الخضراء بمعتمدية سبيطلة في اطار برنامج التنمية الحضرية المتكاملة لسنة 2016، وافادنا نفس المصدر انه سيتم فتح طلبات العروض في بداية سنة 2019 لتنطلق بعدها الاشغال وبالتالي تجسيم المشروع المذكور. حسب النائب مبروك الحريزي ومسؤولين بمصلحة الشؤون الفنية ببلدية سبيطلة واعتمادا على ما جاء بموقع المندوبية العامة للتنمية الجهوية التابعة لوزارة التنمية والاستثمار والتعاون الدولي فانه وقع رصد اعتمادات تناهز 10 ملايين دينار لتهذيب حي الخضراء بمعتمدية سبيطلة المبرمج منذ سنوات، بعد أن استكملت الأطراف المعنية مختلف الدراسات والمراحل التحضيرية المتعلقة به. ويضم المشروع 3 عناصر، أولها خصص له مبلغ حوالي 3.5 ملايين دينار يشمل البنية الأساسية المنتجة التي تمس مباشرة حياة المواطن وهي بناء فضاء اقتصادي على مساحة 1050 مترا مربعا وإحداث سوق محلية مساحتها 1015 مترا مربعا وبناء فضاء صناعي تبلغ مساحته 1243 مترا مربعا، وهو ما سيمكن من خلق نسيج صناعي بالحي ومن توفير مواطن شغل تتراوح بين 60 و80 موطن شغل، اما العنصر الثاني فيشمل البنية الأساسية بكلفة تبلغ 3.5 ملايين دينار، عبر برمجة بناء منشأة مائية (جسر) لربط الحي بوادي سبيطلة وحمايته من الفيضانات وتهيئة وترصيف وتعبيد8 كيلومترات من طرقات الحي وتركيز شبكة تنوير تتضمن 150 وحدة ضوئية وتجديد شبكة التطهير وتوسعتها مع بناء مركز صحة أساسية صنف 2 وناد للطفولة وملعب في حين يشمل العنصر الثالث تمويل أو بعث مشاريع صغرى لعدد من متساكني الحي العاطلين عن العمل باعتمادات تقدر ب 3 ملايين دينار.. فهل سيتم انجاز كامل هذه المكونات ام سيقع الاقتصار وفق ما جاء في اعلان طلب العروض على اشغال تعبيد وترصيف وتنوير الحي؟ وفي كل الحالات فان ما سيقع تنفيذه سيمكّن من تحسين ظروف عيش متساكني الحي البالغ عددهم اكثر من 7 آلاف ساكن كما سيساهم في تغيير وجه الحي «المزري» الذي يفتقر منذ نشأته خلال التسعينات الى ابسط ضروريات الحياة خصوصا وأن اغلب بناءاته فوضوية اقيمت بعد الثورة بصفة عشوائية والعديد منها يوجد بمحاذاة مجرى الوادي وهي مهددة بالسيول عند نزول امطار غزيرة..