واشنطن (وكالات) في أول تعليق على قرار سحب القوات الامريكية من سوريا اعتبر عضو مجلس الشعب السوري، بطرس مرجانة أن «الفعل هو الأساس لا الأقوال»، مشيراً بهذا الخصوص إلى تصريحات واشنطن حول سحب قواتها من سوريا. وقال رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية في المجلس «الفعل هو الأساس وليس التصريح، لأنه خلال الحرب على سوريا، التصريحات كانت كثيرة، أما الأفعال فكانت قليلة. ولفت مرجانة إلى أنه سبق، وأن صرحت الولاياتالمتحدة منذ نحو4 إلى 5 أشهر، بأن أيامها أصبحت معدودة في سوريا، ولكنها لم تنسحب، «ورأينا كيف تضرب هجين في شرق الفرات، وكيف يقصف طيرانها أهالي دير الزور».ورأى مرجانة، أنه ممكن أن يكون هناك رابطا قويا بين الإعلان الأمريكي والتهديدات التي يطلقها النظام التركي بشن عدوان على مناطق شرق الفرات. ونوه النائب السوري إلى أن الأكراد، قد خسروا الرهان الذي كانوا يعولون عليه ألا وهو أمريكا. من جانبها أعلنت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالى لوازو أمس الخميس أن فرنسا «تبقى» ملتزمة عسكريا في سوريا وذلك بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب عن سحب قواته من هذا البلد. وقالت الوزيرة لشبكة «سي نيوز» ردا على سؤال حول قرار الانسحاب الأمريكى «في الوقت الراهن، نبقى في سوريا». ترامب يدافع عن قراره وكان البيت الأبيض قد أعلن أول أمس الأربعاء عن بدء سحب القوات الأمريكية من سوريا، وانتقال الحملة الأمريكية هناك إلى مرحلة جديدة. ودافع الرئيس الأميركي الخميس عن قراره إعلان النصر على تنظيم «داعش» وسحب القوات الأميركية بالكامل من سوريا، قائلا إنه يفي بتعهد قطعه خلال حملته الانتخابية. وقال ترامب «الخروج من سوريا لم يكن مفاجئا. أطالب به منذ سنوات، وقبل ستة أشهر، عندما عبرت علنا عن رغبتي الشديدة في فعل ذلك، وافقت على البقاء لمدة أطول. روسيا وإيران وسوريا وآخرون هم العدو المحلي ل»داعش». نحن نؤدي عملهم. حان الوقت للعودة للوطن، وإعادة البناء. وأعلنت واشنطن أنها تستعد لسحب قواتها بالكامل من سوريا، في وقتٍ قريب، وفقًا لما تحدثت به مصادرعسكرية أمريكية ونقلته عنها صحيفة واشنطن بوست على أن تتم عملية الانسحاب خلال ستين او مائة يوم .وأوضحت المصادر، أن الخطوة جاءت بعد اتصال هاتفي، بين ترامب وأردوغان، الأسبوع الماضي. وبيّنت الصحيفة، أنّ قرار إدارة ترامب سحب جميع القوات الأمريكية من سوريا سينفذ في أسرع وقت ممكن.بدوره، قال ترامب على تويتر «لقد هزمنا تنظيم «داعش»في سوريا وكان ذلك السبب الوحيد لوجود قواتنا هناك خلال فترة رئاستي».وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز الأربعاء، إن الولاياتالمتحدة تبحث سحب كل قواتها من سوريا مع اقترابها من نهاية حملتها لاستعادة كل الأراضي التي كان يسيطرعليها التنظيم . يذكر أنه في أكتوبر 2015 نشرت الولاياتالمتحدة أول دفعة من جنود القوات الخاصة بواقع «خمسين جنديًا في سوريا في دور استشاري غير قتالي»، كأول تواجد عسكري أمريكي على الأرض. وقال ممثل هيئة الأركان المشتركة الأمريكية كينيث ماكينزي إن عدد القوات الأمريكية في سوريا يبلغ نحو 500 فرد، لكنّ مسؤولين أمريكيين أفادوا نهاية عام 2017، بأن عدد القوات الأمريكية في سوريا يصل إلى 2000 فرد. ياتي ذلك فيما أكد مسؤول امريكي ان الحملة ضد «داعش» ستستمر في سيناء ومصر. و في وقت سابق أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن "الوقت قد حان" لعودة الجنود الأمريكيين من سوريا، بعد سنوات من قتالهم تنظيم «داعش».وقال ترامب في رسالة عبرتويتر»لقد انتصرنا… ودحرناهم وأنزلنا بهم هزيمة قاسية. لقد استعدنا الأرض». وتابع»لذا فإن أبناءنا، شبابنا من النساء والرجال سيعودون جميعا، وسيعودون الآن". وفي مواجهة الانتقادات من الجمهوريين والديمقراطيين، شدد ترامب على أن هذا هوالتوقيت الصحيح لمثل هذا القرار، وقال: "هم يستعدون، وسترونهم قريبا جدا. هؤلاء هم أبطال أمريكيون كبار". الحملة ضد «داعش» ستتواصل في مصر وليبيا واعتبرالسناتورالجمهورى غراهام، أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، سيكون خطأ. وأضاف غراهام، إن انسحاب القوات الأمريكية سيكون «انتصارا كبيرا لتنظيم «داعش» وإيران وبشارالأسد وروسيا». من جانبه أكد مسؤول أمريكي رفيع بالبيت الأبيض أن مهمة الولاياتالمتحدة الرامية إلى مكافحة الإرهاب لا تتغير بعد انسحابها العسكري من سوريا، موضحا أن الحملة ستستمر في بلدان أخرى مثل مصر وليبيا. وقال المسؤول الأمريكي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في مؤتمر صحفي عقده مساء الأربعاء عبر الهاتف: «إن مهمتنا الخاصة بمكافحة الإرهاب لا تتغير. إنها مستمرة، وهذا ما سنولي له اهتمامنا بأمر من الرئيس».وأوضح المصدرأن الإعلان عن «الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحملة ضد «داعش» يعني أن الولاياتالمتحدة «ستواصل اليقظة والحذر فيما يخص التهديد المستمر النابع من التنظيم».وأشارالمسؤول الأمريكي إلى أن «مهمة مكافحة الإرهاب ضد «داعش» ستتواصل في أماكن أخرى مثل سيناء أو ليبيا».