عاشت مدينة طبربة من ولاية منوبة مساء أول أمس الثلاثاء على وقع تحرك احتجاجي لعدد من الشبان لا تتجاوز أعمارهم 20 سنة كانت نقطة انطلاقه من أمام مقر المحكمة الابتدائية إثر تجمع لعدد محدود منهم سرعان ما إلتف به العشرات بشكل عفوي وعشوائي غذى لديهم الرغبة في إغلاق المدخل الغربي للمدينة على مستوى طريق الشويقي بإستعمال حاويات الفضلات وإفراغها ثم إحراقها وذلك على مرأى من سكان الأحياء المحيطة بالموقع دون أي تدخل رغم الانتقادات التي كانوا يوجهونها فيما بينهم وحالة الاستياء التي سيطرت على تفاعلهم مع ما يحدث وسط تخوفات من تطور الأوضاع وإعادة عيش نفس سيناريو أحداث طبربة ديسمبر2017 -جانفي 2018.. وقد تزامن هذا التحرك بمرور القطار القادم من باجة في حدود السادسة مساء والذي تعرض لقطع السكة بوضع الحاويات وأغصان الأشجار و للرشق بالحجارة وخلق حالة من الفوضى بين الركاب الذين انبطحوا جميعهم حماية لأنفسهم من الحجارة وشضايا البلور المحطم وهو وضع أجبر السائق على مواصلة السير تأمينا لسلامة الركاب إثر توقفه ورغم كل الحواجز الموضوعة أمامه.. وقد أدت عمليات قطع الطريق والحرق ورشق القطار بالحجارة إلى إسراع أصحاب المحلات التجارية بإغلاقها والتجند للدفاع عنها ضد أي محاولة تخريب أو سرقة خاصة وان أغلب المتابعين للوضع رجحوا فرضية تعمد إحداث الفوضى لخلق حالة احتقان سامحة بالقيام بعمليات خلع وسرقة المحلات والفضاءات التجارية، وقد اتسعت التحركات لتشمل المدخل الشمالي على مستوى مفترق شركة الكهرباء والغاز حيث تعمد بعض الشبان إلى حرق العجلات والأخشاب وقطع الطريق وتعطيل حركة القطار ولكن تم إخلاء مكان التظاهر والفوضى بحلول تعزيزات أمنية وانتشار الأعوان بكل مداخل المدينة وتحكمهم في الوضع بشكل استعادت به حركة المرور نسقها الطبيعي قبل أن يشهد وسط المدينة على مستوى المعرض عمليات كر وفر بين المتظاهرين المسلحين بالحجارة (الذين لم يتبن تحركهم أي طرف أو جهة) وبين قوات الأمن التي لم تستعمل أي وسائل تذكر لتفريق الشبان المحتجين عدا السيارات لينتهي الوضع إلى الاستقرار التام واختفاء كل مظاهر الفوضى والمتسببين فيها خاصة مع غلق كل المحلات والفضاءات لأبوابها في وقت مبكر مقارنة بالعادة وسط تساؤلات وشكوك حول هذا التحرك العشوائي الذي نفى الجميع علاقتهم به.. هذا وقد خلفت التحركات الأخيرة حالة من الاستياء لدى الرأي العام خاصة إثر الحالة التي أصبح عليها وسط المدينة وشوارعها الرئيسية يوم أمس حيث غلبت مخلفات عمليات الحرق على المشهد العام رغم ما بذله أعوان التنظيف بالبلدية من مجهودات مضنية تواصلت طيلة الفترة الليلية الفاصلة بين يومي الثلاثاء والأربعاء لرفع الحجارة وما تم حرقه وبقاياه في نقاط مرورية بالمدينة وهو ما شتت مجهود البلديين وأثر سلبا وبشكل مواز على الرفع اليومي للفضلات التي لازمت أماكنها فزادت في قتامة الوضع وتوسع الشعور بالأزمة وهو نفس الشعور الذي سيطر على أهالي طبربة نهاية سنة 2017 وبداية 2018.. وتبقى التخوفات من تجدد مثل هذه التحركات الأولية وغير المؤطرة التي ينظمها و يتحكم في تأجيجها قلة من الشبان الجانحين لإثارة الفوضى وأخذها نسقا تصاعديا خلال الأيام القادمة قائما سيما مع ظهور تحركات متزامنة في عدد من المناطق بولاية منوبة على غرار السعيدة، وادي الليل ودوار هيشر التي كانت نقطة بداية الاحتجاجات الأخيرة بالتحرك الذي نفذه المعطلون عن العمل أول أمس وسط تهديدات بسلسلة من الاحتجاجات والتحركات في قادم الأيام..