على إثر تداول مقطع فيديو على مواقع التّواصل الاجتماعي يظهر من خلاله حصول تجاوزات خطيرة بالمسلخ البلديّ بسوسة الكائن بحيّ العوينة من خلال استغلال المسلخ ليلا لذبح أبقار وعجول مريضة وفي حالة صحيّة خطيرة جدّا تحوّلت فرقة الشّرطة العدليّة بسوسةالمدينة بعد التّنسيق مع أعوان مركز الأمن الوطني بحيّ العوينة خلال اللّيلة الفاصلة بين السّبت والأحد إلى المسلخ المذكور حيث تمّ الكشف عن وجود بقرتين مريضتين وهزيلتين معدّتين للذبح إلى جانب ضبط بقرة أخرى تمّ ذبحها والشّروع في سلخها في غياب الطّبيب البيطريّ للصحّة وبعد استشارة النّيابة العموميّة تمّ الإذن بفتح تحقيق قضائي مع الإحتفاظ بالحارس اللّيليّ والجزّار الذي يعمل مع شركة معروفة في تجارة اللّحوم كمتورّطين رئيسيين في القضيّة. رئيس بلديّة سوسة توفيق العريبي وفي تعقيبه على الحادثة بيّن أنّه وعلى إثر تلقّيه اتّصالا هاتفيّا من رئيس دائرة سوسة الجنوبيّة مفادها حصول تجاوزات خطيرة بالمسلخ تحوّل صحبة السّلط المحليّة إلى المسلخ أين تمّت معاينة بقرة مذبوحة ومعدّة للسّلخ وبقرتين مريضتين في حالة صحيّة سيّئة حيث لا تقدران على الوقوف. وباستفسار الطّبيب البيطريّ المعوّض والمكلّف من قبل وزارة الفلاحة والذي كان موجودا أوضح هذا الأخير أنّ القانون لا يمنع ولا يحجّر على المسالخ البلديّة القبول بذبح الحيوانات المريضة ليبقى للبيطريّ وحده التّأشير على صلوحيّة لحومها من عدمها وذلك بعد التثبّت والمعاينة الدّقيقة. واعتبر العريبي أنّه من المفيد جدّا اليوم بعد التّنسيق ومراجعة الجهات والمصالح المعنيّة من وزارتي الفلاحة والصحّة التّفكير في بسط مقترح يقضي بتحجير قبول حيوانات مريضة بالمسالخ البلديّة درءا للشّبهات مشيرا في ذات الوقت إلى أنّ المقترح حتّى في صورة الأخذ به لا يمكنه أن يضع حدّا للتّجاوزات الخطيرة التي ترتكب في حقّ المستهلك بل يمكن أن يؤثّرا سلبا فتزداد وتيرة عمليّات الذبح بالمسالخ العشوائيّة في غياب أيّ شكل من أشكال المراقبة الصحيّة وشدّد العريبي على أنّه وإلى جانب التّحقيق القضائيّ فإنّ البلديّة شرعت في فتح تحقيق إداريّ سيرتكز على ما ستفرزه الأبحاث وما ستكشفه كاميراوات المراقبة المركّزة بالمسلخ لتحديد المسؤوليّات وتحميل كلّ طرف مسؤوليّته. فضيحة أخرى تنضاف إلى سلسلة فضائح وتجاوزات هذا المسلخ حيث تعود بناء الذّاكرة إلى استحضار فضيحة ذبح الحمير التي شهدها منذ حوالي سنتين نفس المسلخ البلدي بحيّ العوينة من خلال استهداف مباشر للمواطن المستهلك الذي صار فريسة ضعيفة لجملة من الممارسات التجاريّة غير الشّرعيّة من إحتكار وغشّ وإرهاب غذائيّ يستمدّ جذوره من منظومة أخلاقيّة وقيميّة أصابها الوهن وتمكّن منها الوباء في ظلّ تراجع الوازع الأخلاقي والقيمي في مجتمعنا.