- الجنس العنيف أحد أسباب الاغتصاب - العنف الجنسي المسلط على الأطفال إما عدم إشباع في الزواج أو خارجه أو حاجة ماسة إلى المادة باستعمال كل السبل للوصول إليها.. تونس-الصباح الأسبوعي جرائم اغتصاب الأطفال في تونس من الجرائم البشعة التي باتت تسجل ارتفاعا كبيرا خلال الخمس سنوات الأخيرة ورغم ذلك فالحكومة لا تحرك ساكنا.. فمنذ عدة أيام شهد الشارع التونسي جريمة بشعة اهتزت لها منطقة منوبة على اثر اغتصاب كهل 57 سنة طفلة ال10 سنوات بعد ان قام باختطافها واغتصابها ثم إلقائها في احد المسالك الفلاحية بالمنطقة وقد عثر عليها في حالة حرجة.. جريمة أخرى هزت الرأي العام لبشاعتها في معتمدية أم العرائس أواخر شهر أوت الماضي ما يزال الأهالي تحت وقع صدمتها على اثر انتشار خبر اعتداء جنسي لكهل متزوج على طفلة الثلاث سنوات... هذه الجرائم ليست الأولى فقد سجلت آخر الإحصاءات الصادرة عن وحدة الطب الشرعي التابعة لمستشفى شارل نيكول 800 حالة اغتصاب سنويا، 65 في المائة من الضحايا أطفال لم يتجاوزوا 18 سنة، و80 بالمائة منها إناث أي بمعدل 3 حالات اغتصاب يوميا... جرائم اغتصاب الأطفال من أبشع الجرائم على الإطلاق فهي نوع من الإرهاب سلط على الأطفال يقتل الضحية ويدمر العائلة، ولم تنجح القوانين التونسية في الحد منها لحماية الأطفال من الاغتصاب رغم العقوبات المسلطة على الجاني والتي تصل إلى الاعدام... فما هي أسباب انتشار هذه الظاهرة وكيف يمكن الحد منها؟ أكد منصف وناس أستاذ مختص في علم الاجتماع ان هذه الظاهرة انتشرت بعد 2011 في تونس بشكل لافت للانتباه بسبب حالة الانفلات.. واعتبر انه بتفسير الظاهرة وفهمها والوقوف على أسبابها يمكن معالجتها.. حيث ارجع أسباب ارتفاع نسب جرائم اغتصاب الأطفال وانتشارها إلى 5 عناصر رئيسية أولها ارتفاع وتيرة التعنس الذكوري والأنوثي في المجتمع التونسي.. وأكد أن تونس سجلت أرقاما قياسية مقارنة بالمجتمعات العربية سواء القريبة أو البعيدة عنها من حيث أن متوسط عمر الشاب التونسي عند الزواج هو 40 و45 سنة، بينما الإناث بين 35 و40 سنة. واعتبر وناس أن هذا التأخر يمكن أن يفضي إلى ممارسات غير سوية وشاذة.. أما العنصر الثاني فقد أرجعه مختص علم الاجتماع إلى ارتفاع نسبة الطلاق خاصة وان المجتمع التونسي يعد من اعلي نسب الطلاق في العالم جراء توتر الشخصية التونسية وجراء صعوبات المعيشة حسب تعبيره.. وقال ليس خافيا على احد أن المجتمع التونسي يواجه صعوبات نفسية واجتماعية واقتصادية كبيرة جدا لم يعد قادرا على مواجهتها وعلى إشباع حاجياته جراء ارتفاع المعيشة وغلاء المواد الأساسية... بينما ربط العنصر الثالث بالمجتمع التونسي الذي اعتبره ما يزال في جوهره وعمقه مجتمعا محافظا لا يسمح بالعلاقات الزوجية.. وقال على الرغم من وجودها وأهميتها فإنها تولد شعورا بالذنب وشعورا بالوصم والإقصاء ولهذا لا توجد قناة من قنوات الإشباع خارج إطار الزواج.. والتالي هناك لجوء إلى الأسلوب الغريب والشاذ والمتمثل في الاتصال بالأطفال.. الجنس العنيف أحد أسباب الاغتصاب السبب الرابع للاغتصاب حسب محدثنا يتمثل في وجود مشكلة نفسية عميقة لدى شريحة من أفراد المجتمع تتمثل في الإشباع الوهمي عن طريق ما نسميه بالجنس العنيف أو المعنف بمعنى أن هذه الشريحة لا تستطيع أن تتزوج بشكل عادي وتعيش تجربة جنسية في إطار الزواج لأنه لا يمكنها أن تحس بنوع من الإشباع الواهم إلا عن طريق الجنس العنيف.. وهذه ظاهرة موجودة في المجتمع التونسي وتعبر عن نفسها بين الفينة والأخرى الأمر الذي يدلل على مشكلة نفسية عميقة وعلى ضرورة فهم الظاهرة وعلى الاحتياط منها.. أما البعد الخامس والذي لم يتم التطرق إليه أو التباحث فيه أو وجود دراسات حوله في المجتمع التونسي حسب محدثنا هو العنف المزدوج ويتمثل في عمليتين متكاملتين أولا اختطاف قصد التعنيف الجنسي أي الاغتصاب ثم القتل بحثا عن الكنوز واستخراجها من باطن الأرض اعتقادا من هذه الفئة التي تمارس هذا العنف أن دم الطفل أو روحه تساعد على الوصول إلى بواطن الأرض واستخراج الكنوز... وبالتالي خمس فئات تمارس العنف الجنسي لأسباب خاصة بها وقد أثبتت الإحصائيات أن اغلب الذين ارتكبوا عمليات اغتصاب الأطفال هم أشخاص أما لم يتزوجوا البتة أو تزوجوا وزواجهم لم يدم طويلا أو تزوجوا ولم ينسجموا مع مقتضيات الزواج أوفي حاجة إلى شكل آخر من أشكال الإشباع العنيف والشاذ الذي قد يكون أيضا مورس عليهم في طفولتهم، وهو بعد آخر يتمثل في إعادة الانتقام من تاريخ شخصي معين أو تجارب شخصية صعبة لذلك يعيد الكهل الانتقام في الأطفال .. استخلص منصف وناس أن العنف الجنسي المسلط على الأطفال في كل الحالات يعني أمرين اثنين إما عدم إشباع في الزواج أو خارجه أو حاجة ماسة إلى المادة باستعمال كل السبل للوصول إليها..