تٌنفّذ اليوم الجامعة العامة للتعليم الثانوي يومها «المعتاد» للغضب الوطني والذي تواصل من خلاله الضغط على سلطة الإشراف من أجل تفعيل جملة المطالب المرفوعة بما يؤشر إلى أن الطريق ما تزال طويلة لبلوغ «التوافق» المنشود بين الجامعة العامة للتعليم الثانوي ووزارة التربية. وبالفعل، فقد دعا الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي أمس على صفحته الاجتماعيّة الخاصة «الفايسبوك» الأساتذة إلى ما وصفه ب»شدّ الهمّة» استعدادا للمٌشاركة في يوم الغضب الوطني المُقرّر لليوم الاربعاء 9 جانفي 2019. وكتب اليعقوبي ما يلي: «اليوم هو العنوان والبوصلة لا تبخلوا على أنفسكم ولا تمكّنوهم منكم» متوجها بالقول إلى الأساتذة: «أنتم ظهرنا الوحيد، فكونوا اليوم الظّهر الذي لا يخترق، لأنّهم يراهنون على غير ذلك». وبالتوازي مع ذلك دعت نقابة التعليم الثانوي منظوريها إلى تنظيم تجمعات احتجاجية ومسيرات بكامل ولايات الجمهورية، موضّحة أنّ تجمّعها الاحتجاجي سينطلق اليوم بداية من منتصف النهار ببطحاء محمد علي الحامي بالعاصمة من أمام مقرّ المركزية النقابية في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة.. ويبدو أن التصعيد وانسداد الأفق بين الطرفين هما سيدا الموقف في قادم الأيام، وهو ما يستشف من التصريحات الإعلامية للكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي حيث أورد أمس في تصريح لإذاعة «جوهرة اف ام» أن الجامعة العامة للتعليم الثانوي قررت بعد الهيئة الإدارية الأخيرة أن تواصل بداية من اليوم الاحتجاجات على شكل سلسلة من أيام الغضب. وقال اليعقوبي في هذا الشأن: «هذه التحركات ستكون في شكل تجمعات أمام المندوبيات الجهوية مع مسيرات في اتجاه مراكز الولاية ما يعكس رسالة واضحة مفادها تمسك الأساتذة بمطالبهم ومطالبتهم بمفاوضات جدية وسريعة لإنهاء الأزمة الحالية»، متطرقا من جانب آخر إلى وضعية المعلمين النواب، مشيرا إلى أن ما صرح به المدير العام للشؤون الإدارية بوزارة التربية اول أمس «يؤكد العقلية الفاشية والاستبدادية» التي تتعامل بها وزارة التربية في وقت يطالب فيه النواب بحقوقهم المشروعة وبتنفيذ اتفاقيات وبتمكينهم من حقوقهم الدنيا التي تمكنهم من العمل كموظفين محميين ومتساوين في الحقوق مع زملائهم المرسمين، في حين يقع تهديدهم بالشطب من قاعدة البيانات».. على أن الأهم في معرض تصريحات اليعقوبي الإعلامية تأكيده أن قرار مقاطعة امتحانات الثلاثية الثانية مازالت سارية المفعول ما لم تتعامل الحكومة مع مطالبهم بجدية أكبر على حد قوله. وضعية مستفزة ومقلقة بالنسبة لجمعية الأولياء والتلاميذ التي ما فتئت تعبر مرارا وتكرارا عن استنكارها للانسداد المسجل لقنوات التواصل بين الطرفين وغياب المفاوضات في الوقت الذي تنتظر فيه جمعية الأولياء والتلاميذ العودة سريعا إلى طاولة الحوار وتطويق الخلاف ولا سيما تجاوز شبح السنة الدراسية البيضاء الذي بات يهدد جديا هذه السنة الدراسية في ظل تواصل سياسة التعنت وكسر العظام بين الطرفين. وفي هذا الإطار أورد رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ رضا الزهروني في تصريح ل»الصباح» انه تلقى العديد من الاتصالات من قبل مجموعة من الأولياء قصد تنسيق جملة من التحركات الاحتجاجية غير أن الجمعية - على حد قوله - لا تريد ولوج هذا السقف بالنظر إلى أن هدفها الأساسي هو إبلاغ موقفها لصناع القرار دون اللجوء إلى التحركات الاحتجاجية. انسداد آفاق الحل وفسر رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ في هذا الإطار انه في صورة انعدام الحل وبقاء الوضع على ما هو عليه والمواصلة على هذا النسق فان الجميع لن يقبل بذلك خاصة ان شبح السنة الدراسية البيضاء أضحى يهددنا فعليا قائلا: «بهذه المنهجية نحن ذاهبون نحو انسداد كلي للأفق وهذا لن يقبله أحد»، مشيرا في السياق ذاته الى انه من الضروري تبني خطاب واضح ومسؤول قصد الوصول إلى حل يجعل أبناءنا التلاميذ خارج دائرة هذه الصراعات حتى نضمن استقرار المرفق العام . وقال في هذا الإطار: «يفترض أن دولة تحترم نفسها تعمل على فرض السير العادي للدروس لا سيما أن هناك اليوم ما يقارب ال900 ألف تلميذ بين إعدادي وثانوي، تغيب عنهم الراحة المعنوية والنفسية في ظل التلويح بمقاطعة امتحانات الثلاثي الثاني»...