تستأنف اليوم الدروس بكافة الاعداديات والمعاهد الثانوية وسط اجواء مازالت متشنجة بين وزارة التربية والجامعة العامة للتعليم الثانوي بما ان الخلاف قد بلغ ذروته بين الطرفين بعد أن اعلنت نقابة الثانوي مؤخرا عن قرارها القاضي بمقاطعة امتحانات الثلاثي الثاني كخطوة تصعيدية ثانية بسبب عدم تجاوب وزارة التربية مع مطالب الأساتذة. بما يؤشر الى ان السنة الدراسية ككل «في مهب الريح «وأن المياه ابعد ما تكون عن العودة الى مجاريها بين سلطة الإشراف والجامعة العامة للتعليم الثانوي في الوقت الذي ينتظر فيه التلاميذ والأولياء تطويق الخلاف وإنقاذ الثلاثية الثانية.. لكن للأسف يتضح ومن خلال التصريحات الإعلامية للطرفين سواء كانوا ممثلين عن نقابة الثانوي او من خلال موقف وزارة التربية الذي تعكسه تصريحات وزير التربية حاتم بن سالم بأن التصعيد سيبلع ذروته في قادم الايام بعد ان اكد الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي في معرض تصريحاته الإعلامية أن الأساتذة سينفذون بداية من اليوم تحركات احتجاجية تصعيدية ردا على ما يصفونه بعدم جدية سلطة الإشراف في التعامل مع مطالبهم موجها في الاطار نفسه رسالة الى وزير التربية مفادها:»لن نكلف انفسنا مطلب اقالتك ولن نكلف انفسنا ان نقول لك ارحل مهما دفعتنا لذلك ولكن عليك ان تستعد لما هو اقوى» مشددا على عدم وجود امتحانات في الثلاثي الثاني على ان يكون النزول الى الشارع مرارا وتكرارا... وضعية تعكس مدى قتامة وتردي الواقع التربوي في الوقت الذي ينتظر فيه القائمون والمهتمون بهذا الشان التربوي الجلوس سريعا على طاولة المفاوضات وتجاوز الخلاف بما يراعي مصلحة التلميذ ومستقبل المدرسة العمومية ككل غير أن الغموض وغياب الرؤية هما سيدا الموقف في الوقت الراهن في ظل انسداد قنوات التواصل بين الطرفين وعدم سعي وزارة التربية الى عودة المفاوضات. الكرة في ملعب الحكومة وهذا ما أكّده امس عضو نقابة التعليم الثانوي مرشد إدريس الذي أورد في معرض تصريحه لموقع الشارع المغاربي أن وزارة التربية لم تبد إلى حدود اللحظة أي تجاوب مع مطالب النقابة كما أنها لم تتصل لاستئناف المفاوضات رغم ما وصفه ب»إدعاء وزير التربية حاتم بن سالم لمشروعية مطالب النقابة مؤكدا أن الكرة في ملعب الحكومة ووزارة التربية مشددا في السياق ذاته على ان النقابة لن تتراجع عن قراراتها المنبثقة عن هيئتها الإدارية الأخيرة وأنها ستنطلق في تنفيذها بدءا بمقاطعة الامتحانات وتنظيم تجمعات جهوية في شهر جانفي ومسيرة وطنية يوم 6 فيفري لافتا إلى أن التدريس سيتواصل بشكل عادي مع مقاطعة الامتحانات مؤكدا في الإطار نفسه على أن النقابة منفتحة على أية جلسة تفاوضية تتقدم بها الحكومة على أن تلبي اقتراحاتها طموحات الأساتذة. وبالتّوازي مع تصريحات ادريس فقد أكد الكاتب العام المساعد لنقابة التعليم الثانوي أحمد المهوك مؤخّرا في معرض تصريحاته الاعلامية أن النقابة قد اتخذت 4 قرارات تصعيدية جديدة فعلاوة عن قرار مقاطعة كل امتحانات الثلاثي الثاني فان النقابة ستستانف الاعتصامات داخل المندوبيات الجهوية في صورة اتخاذ وزارة التربية اي اجراء عقابي تجاه المدرسين والمديرين وتنظيم يومي غضب جهويين يومي 9و23 جانفي 2019 ويوم غضب وطني بتاريخ 6 فيفري مضيفا انه ما من حلول اخرى فالحكومة على حد قوله مستهترة وغير مبالية بتعكر الاوضاع وتعقدها. لافتا إلى أن"الأوضاع مهددة بانفجار اجتماعي شامل. علما ان الجامعة العامة للتعليم الثانوي ستعقد هيئة إدارية أخرى في صورة عدم التوّصل إلى حلول مع سلطة الإشراف لاتخاذ قرارات أكثر تصعيدا... لا احد مستفيد... وضعية غير مطمئنة بالمرة, فلا احد مستفيد من معركة كسر العظام بين الطرفين ولا احد يقبل لا سيما الاولياء والتلاميذ ببقاء دار لقمان على حالها. ولهذا وتجنبا لكل اشكال التصعيد فان المطلوب تطويق الخلاف سريعا حتى لا تتعقد الأمور أكثر وتصل لا قدرالله الى مربع العنف. صحيح ان المدرسة العمومية هي ذلك الرجل المريض بالنظر الى ان عللها واشكالياتها التي يعرفها القاصي والداني لكن الكثيرين من المهتمين بالشان التربوي لن يسمحوا بأن تكون مثل هذه الاختلافات والتجاذبات بين النقابة والوزارة المسمار الاخير الذي سيدق في نعش المدرسة العمومية...