دون تعريف يذكر ببرنامجها ووسط رفض شبه كلي من مكونات المجتمع المدني لتركيبة الهيئة المشرفة عليها، والتي تكونت من نفس الاشخاص الذين عينوا على راسها في السنتين الماضيتين، انطلقت امس الثلاثاء بتالة والقصرين تظاهرة «ايام الشهيد «بحضور وزير التجهيز والاسكان نور الدين السالمي وكاتب الدولة للشباب عبد القدوس سعداوي والاطارات الجهوية وعائلات شهداء وجرحى الثورة بالقصرين وتالة.. وذلك لاحياء ذكرى سقوط شهداء وجرحى الثورة بالجهة اثناء المواجهات الدامية في بداية شهر جانفي 2011 والى غاية هروب الرئيس السابق التي خلفت سقوط 20 شهيدا وقرابة 1300 جريح في الفترة المتراوحة بين 8 و12 جانفي.. الغاء بعض فقرات التظاهرة: بسبب التسرع والضبابية التي رافقت اعداد برنامج التظاهرة ومقاطعة اهم مكونات المجتمع المدني لها، تم الغاء بعض فقراتها المتمثلة في الزيارات الميدانية لبعض المناطق بحجة سوء الاحوال الجوية، في حين عبرت عائلات شهداء وجرحى الثورة بالقصرين امس الثلاثاء اثناء افتتاح التظاهرة بمقر ولاية القصرين عن احتجاجها من تاخر نشر قائمات»شهداء و جرحى الثورة « رغم علمها بانها جاهزة منذ سنة 2015 و في هذا الخصوص قالت لنا والدة الشهيد رمزي الدشراوي انها ملّت من استدعائها كل سنة بمناسبة تظاهرة ايام الشهيد لتناول «الكسكسي» وتقديم وعود جديدة بقيت مجرد سراب، في حين عبّر عدد من ممثلي المجتمع المدني وحتى بعض اعضاء لجنة التنظيم قبل انطلاق التظاهرة عن استيائهم من تكريم 5 جرحى فقط باقتراح من السلط الجهوية وهو ما قد يؤدي حسب رايهم الى الزج بالهيئة في خلافات مع عائلات الجرحى وحملوا مسؤولية ذلك الى والي الجهة، كما اكدوا عدم رضاهم عن برنامج التظاهرة واعتبروه متواضعا الى ابعد الحدود ولا يتماشى مع احياء ذكرى شهداء وجرحى الثورة بالجهة. مسيرتان سلميتان قبل 24 ساعة من بداية التظاهرة، عاشت مدينة القصرين اول امس الاثنين على وقع ثلاثة تحركات احتجاجية سلمية تمثلت في مسيرتين واحدة للمعلمين النواب شارك فيها حوالي الف شخص بدعم من الفرع الجامعي للتعليم الاساسي والاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين خرجت من مقر اعتصام المعلمين النواب بالمندوبية الجهوية للتربية وجابت اهم شوارع المدينة ثم توقفت امام مقر الاتحاد الجهوي للشغل رفعت فيها شعارات تطالب بضرورة تحسين وضعية المعلمين النواب والاسراع بصرف مرتباتهم الشهرية وتنزيل اتفاقية 8 ماي 2018 بالرائد الرسمي والترفيع في أجورهم وتمتيعهم بالتغطية الاجتماعية والصحية، والمسيرة الثانية نظمها العشرات من اصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العمل الذين واصلوا تحركاتهم الاحتجاجية لليوم السادس على التوالي، بوقفة احتجاجية في حديقة ساحة الشهداء والتحول في مسيرة سلمية الى مقر الولاية (على مسافة حوالي 4 كلم )، كان شعارها الوحيد توفير الشغل لهم والتذكير ببطالتهم التي طالت لعدة سنوات دون اتضاح أي افق ايجابي امامهم. يوم غضب التحرك الثالث الذي سبق تظاهرة «ايام الشهيد» كانت ساحة الشهداء مسرحا له وهو كما اطلق عليه منظموه «يوم غضب» ببادرة من مكونات المجتمع المدني بالقصرين و مجموعات شبابية مختلفة اتفقت كلها على تنظيمه للاحتجاج على تواصل تردي الوضع التنموي بالجهة بعد مرور 8 سنوات على ثورة الحرية والكرامة التي قدمت فيها القصرين اكثر الشهداء والجرحى وشهدت ربوعها اعنف مواجهاتها قبل اسبوع من هروب الرئيس المخلوع، ونصب المحتجون مجسمات ضخمة للاتجاهات السياسية الثلاثة بتونس (يمين – وسط – يسار) في حركية رمزية تؤكد رفضهم استغلال تحركهم من أي حزب سياسي وانه لا دخل لهم في التجاذبات السياسية وان تحركهم الاحتجاجي ذو بعد اجتماعي خالص وباسم كافة مواطني الجهة على اختلاف انتماءاتهم، هذا وقد وجد «يوم الغضب» تجاوبا كبيرا من متساكني المدينة وخاصة من الفئة الشبابية التي دعمته و شاركت في مختلف فعالياته وساهمت في تحرير ورفع شعاراته التي من بينها رفض تصنيف القصرين كمنطقة خطر بسبب الارهاب والاشارة الى ان هذه الظاهرة «صناعة سياسية « لتشويه الجهة ومنعها من تحقيق التنمية التي تستحقها.. قريبا انطلاق عدة مشاريع تمهيدا لانطلاق تظاهرة «ايام الشهيد» وفي لقاء جمعه باعلاميي الجهة مساء الاثنين اعلن الوالي سمير بوقديدة ان ولاية القصرين ستعرف خلال الفترة القريبة القادمة انطلاق مشاريع عمومية قيمتها حوالي 50 مليون دينار في عدة قطاعات اهمها الصحة والتعليم والتربية والشؤون الاجتماعية والشباب والرياضة.. انتهت اجراءات نشر طلب وفرز العروض الخاصة بها وتم اسناد صفقاتها مؤخرا الى المقاولين المكلفين بتنفيذها، وذكر الوالي ان نسبة صرف الاعتمادات المحالة للمجلس الجهوي للتنمية بالقصرين بلغت لاول مرة منذ الثورة 52 % متجاوزة بذلك النسبة الوطنية التي هي في حدود 48 %، بعد ان كانت لا تتجاوز في الجهة خلال السنوات السابقة نسبة 30%.. وقال الوالي ان الجهة ستشهد قريبا انتهاء مشروع هام في القطاع الصحي وهو بناء المستشفى الجهوي الجديد بسبيطلة الذي بلغت اشغاله شوطا متقدما واوشكت على نهايتها كما اشار الى قرب استئناف اعمال بناء مقري المحكمة العقارية ومحكمة الناحية (انطلقت قبل الثورة ) المعطلة منذ سنوات بعد فسخ الصفقة مع المقاول السابق في الاشهر الفارطة لعدم التزامه بالاجال المتفق عليها واسنادها الى مقاول اخر سيشرع في عمله قريبا لاستكمال بناء المحكمتين اللتين طال انتظار الاسرة القضائية والمتعاملين معها بالجهة..