علمت "الصباح" ان المتهم في قضية اغتيال الشهيد الحاج محمد البراهمي المدعو مصطفى خضر قد دخل عشية امس في إضراب جوع وحشي وذلك على خلفية ما قيل "إقحامه في قضية سياسية لا علاقة له بها". وأكد مصدر قريب من عائلة المتهم ان الإضراب يتنزل ايضا في اطار تخوفاته من احتمال تصفيته بعد المد العالي من التحذيرات والتي كان آخرها الموقف المعلن من طرف رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي. ونقل ذات المصدر ان خضر يخشى من ان يقوم محضرو عملية الاغتيال بتصفيته وإلصاق التهمة بإحدى الجهات السياسية وأساسا حركة النهضة وذلك بعد الندوة الصحفية اول امس لهيئة الدفاع عن الشهيدين والتي أكدت تورط خضر في عملية اغتيال الحاج البراهمي. تخوفات خضر تأتي - حسب المصدر نفسه - عكس ما روجته مصادر قريبة من الرئاسة والجبهة الشعبية بما يعني ان التخوفات الصادرة عن الجهات المذكورة هي في الأصل تحذير من ان يغتال المتهم الأساسي وهو ما من شأنه ان يغيب الحقيقة الكاملة فيما عرف بالجهاز السري لحركة النهضة، وهكذا امر من شأنه ان يورط النهضة ويؤكد حقيقة الجهاز -على حد تعبيره - معتبرا أن ردة فعل خضر من خلال اعلانه إضراب الجوع امس هو تسليط للضوء على الجهة الأقرب لعملية الاغتيال والتي تسعى لتوريط النهضة أولا والحيلولة دون مشاركتها في الانتخابات القادمة خاصة وأن القوانين الاساسية للأحزاب تدفع بحل أي طرف سياسي يثبت استعماله للعنف. ولَم تكن التحذيرات بمعزل عن الواقع السياسي، حيث دون القيادي بنداء تونس برهان بسيس اول امس "ان مصطفى خضر كان جاري في الجناح الذي قضيت فيه شهرين بسجن برج العامري... تبادلت معه الحديث في عدد من المناسبات في ممر الجناح... أحتفظ لنفسي بتحليل كامل حول الرجل ودوره في كل ما يشاع، فقط ما أؤكده أن موضوع السلامة الجسدية لمصطفى خضر هي مسألة جدية وليست موضوع مطالب على الفايسبوك، فالمعني بالأمر نفسه صرح لي بلسانه أنه يشعر أن هناك إرادة لتصفيته جسديا. توفير الحماية لمصطفى خضر مطلب حقيقي وجدي وواجب". موقف بسيس سانده فيه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي امس حيث نقلت مصادر إعلامية متطابقة ان رئيس الجمهورية طلب من وزير العدل ومدير عام السجون خلال انعقاد اجتماع لجنة العفو توفير الحماية الضرورية المشددة لمصطفى خضر، المتهم في قضية "الجهاز السري للنهضة" واغتيال الشهيد محمد البراهمي، المودع بالسجن المدني ببرج العامري بعد ما تردد مؤخرا من مخاطر تهدد سلامته الجسدية بهدف عرقلة مسار البحث في قضايا اغتيالات الشهيدين والجهاز السري. وكان رئيس الدولة طلب من وزير العدل تقريرا عن الحماية الأمنية المتوفرة للموقوف مصطفى خضر داخل السجن وما تم اتخاذه من احتياطات، خاصة بعد المعطيات الخطيرة التي كشفت عنها هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي. خليل الحناشي