في الوقت الذي سيطرت فيه المادة على مختلف فئات المجتمع ومنها الفنانون ولا سيما أولئك الذين يتقاضون مبالغ مالية ضخمة سواء من تونس أو من خارجها دون ان يتنازلوا ولو عن القليل من مطالبهم المادية، هناك من شذ عن هذه القاعدة وهم غالبا ما يجيبون بنعم كلما كانت هناك حاجة إليهم لدعم المشاريع الخيرية وتقديم المساعدة لمن هم في حاجة اليها. ومن بين هؤلاء نذكر فرقة طوق الياسمين التي قامت منذ نشأتها بحركات انسانية نبيلة من خلال اقامة حفلات ناجحة سواء بصفاقس أو بتونس العاصمة ويأتي هذا النجاح نتيجة احتضانها لمواهب وكفاءات موسيقية وصوتية عالية الجودة واحياء سهرات شيقة بين الحين والاخر وهي تخصص عائداتها لمشاريع اجتماعية متعددة. وتستنجد الفرقة في كل مرة بفنان كبير ليعطي الحفل بعدا اكبر ويساهم في جلب الحشود الضخمة اليها ونذكر من الذين لبوا الدعوة الفنان الراقي لطفي بوشناق الذي نزل عند نداء الواجب في اكثر من مرة. وقد أحيت الفرقة عروضا برعاية جمعية صيانة المدينةبصفاقس سعيا منها لدعم الجهود المبذولة لاحياء التراث كما نظمت عرضا لفائدة اطفال غزة في اعقاب العدوان الصهيوني الغاشم على القطاع سنة 2009 بالتنسيق مع الهلال الاحمر التونسي هذا الى جانب احيائها سهرات رائقة لفائدة المهرجانات المتنوعة وسوف تحيي يوم 22 فيفري المقبل بالمركب الثقافي محمد الجموسي حفلا لفائدة جمعية بية للاحاطة بالعائلات المعوزة. ومجموعة طوق الياسمين هي مجموعة نسائية فنية تأسست سنة 2000 بمدينة صفاقس نشطت بقيادة الدكتور محمد خماخم ثم في مرحلة ثانية بقيادة المايسترو ثامر الطرابلسي وهي تتألف من ثلة من سيدات صفاقس يباشرن اعمالهن في مجالات متعددة منها التعليم والطب والمحاماة والصيدلة وغيرها من الميادين جمع بينهن حب الموسيقى كشكل من اشكال الرقي الروحي والثقافي والاجتماعي وهن يلتقين في الرغبة في نشر ثقافة التسامح والسلم والتعاون والمحبة ووأد الفرقة بين الفن والبعد الاجتماعي وهي تنظم عروضا سنوية منتظمة تخصص مداخيلها لفائدة العديد من الجمعيات التي تعنى خاصة بالطفل ذي الاحتياجات الخصوصية نذكر منها جمعية الرفيق بصفاقس – الجمعية التونسية لمساعدة الصم بصفاقس – جمعية اولادنا – جمعية السعادة للمتوحدين بصفاقس – جمعية الاتحاد التونسي لاعانة الاشخاص القاصرين ذهنيا فرع صفاقس الغربية وضيعة سيدي ثابت العلاجية وكذلك الجمعيات التي تعنى بالتراث.