بدأ أهالي مدينة تالة منذ صباح أمس يتنفسون الصعداء بعد 4 أيام من المعاناة الشديدة، حيث استعادت المنطقة حياتها العادية مع توفر كل الحاجيات وأولها قوارير الغاز وبترول التدفئة بالكميات الكافية، لكن مخلفات الثلوج الكثيفة والعواصف القوية كانت واضحة على أسطح المنازل وبقايا الاشجار والأعمدة الكهربائية التي دمرتها الرياح... وفي مقابل ذلك فان عددا من سكان المناطق الريفية وخاصة بجبل «الشار» ومنطقة «الحماد» وجبل «بولحناش» ما يزالون يعانون من العزلة نتيجة تحول المسالك الريفية المحيطة بهم الى أودية من الاوحال بعد ذوبان الثلوج التي كانت متراكمة فيها. ورغم المجهودات الكبيرة التي بذلتها اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بالقصرين والمحلية بتالة، فان الوضع المتردي تجاوز امكانياتها، وخاصة بالنسبة للكهرباء التي انقطعت عن كل الارياف تقريبا بفعل تهاوي الاعمدة الكهربائية وتحطمها. وحتى استنجاد «ستاغ» القصرين بفرق من ولايات اخرى لم يكف لإعادة النور الكهربائي لجميع المناطق.. وعلى خلفية هذه الاشكالية وتواصل العزلة، أقدم صباح أمس عدد من أهالي منطقة «زلفان» والارياف القريبة منها على اغلاق الطريق الوطنية عدد 17 الرابطة بين تالةوالقصرين بالحواجز والاطارات المطاطية المشتعلة ونفذوا وقفة احتجاجية شارك فيها حوالي 200 من النساء والرجال والاطفال طالبوا خلالها بالإسراع بإزالة الثلوج والاوحال من المسالك الريفية لفك العزلة عنهم وتمكين حافلات النقل المدرسي من العودة لحمل أبنائهم التلاميذ نحو إعدادياتهم ومعاهدهم بتالة. وبعد حوالي الساعة من انطلاق حركتهم الاحتجاجية وتعطيلهم لحركة المرور بالطريق المذكورة - التي تمثل شريانا حيويا يربط الوسط الغربي بالشمال الغربي - تحول إليهم معتمد تالة جوهر الشعباني وتحاور معهم واستطاع إقناعهم بإعادة فتح الطريق واعدا إياهم بالتدخل السريع لفك العزلة عنهم وإعادة حافلات النقل المدرسي لحمل أبنائهم.. من جهة أخرى، وبسبب تراكم الثلوج فوق سطحها، شهدت قاعة الأساتذة بمعهد ابن شرف بتالة صباح أمس انهيار جزء من سقفها الداخلي، إلا أن هذا الحادث لم يخلف والحمد لله غير بعض الاضرار المادية بالتجهيزات.