لا حديث في مدينة القصرين منذ اول امس الثلاثاء بعد انفراج حالة الطقس، الا عن الاعداد الكبيرة من الاطفال المصابين بمرض»الحصبة « الذين نقلتهم عائلاتهم مؤخرا الى المستشفى الجهوي بالقصرين خوفا عليهم من مخلفات هذا المرض الذي ما يزال يثير الانشغال بل وحتى الرعب رغم ان مصادر طبية اكدت لنا انه عادي ويمكن الشفاء منه في وقت قصير.. ومما زاد في مخاوف اهالي الاطفال المصابين وفاة طفل اسمه بايزيد غضباني مساء اول امس الثلاثاء بقسم الاطفال بالمستشفى الجهوي بالقصرين تم ايواؤه به اثر اصابته بنزلة برد حادة حسب افراد عائلته الذي قالوا بان وفاته تعود الى اصابته بعدوى فيروس «الحصبة « من اطفال اخرين مقيمين بنفس القسم، وانهم لن يسكتوا عن ذلك وطالبوا بفتح تحقيق حول ظروف انتقال عدوى المرض اليه، في حين افادتنا مصادر طبية من المستشفى انه يستبعد ان يكون مات بسبب «الحصبة « وانما من جراء «ضيق التنفس» وللتثبت من الاسباب الحقيقية لوفاته فانه تم ارسال التحاليل التي اجريت عليه الى احدى المخابر المركزية بالعاصمة والمستشفى مازالت في انتظار نتيجة ذلك. 35 حالة اصابة مؤكدة بالحصبة نفس المصادر الطبية قالت لنا ان المستشفى الجهوي استقبل منذ بداية موجة البرد والثلوج الاولى اوائل شهر جانفي 2019 حوالي 200 طفل (198 تحديدا)، تتراوح اعمارهم بين بضعة ايام و 6 سنوات، اثبتت التحاليل والفحوص التي اجريت عليهم اصابة 35 منهم بالحصبة منهم 24 وصلوا بين نهاية الاسبوع الفارط وبداية الاسبوع الحالي، تم الاحتفاظ بهم في قسم الاطفال وتلقوا الرعاية اللازمة وغادر اغلبهم المستشفى باستثناء 4 ما زالوا تحت المتابعة الطبية، واضافت المصادر ذاتها انه لم تسجل اية حالة وفاة في صفوفهم. حملات تلقيح بمناطق ريفية بعد التثبت من ان جميع حالات الاصابة بالحصبة تعود الى اطفال لم تتولّ عائلاتهم القيام بالتلاقيح اللازمة لهم، قالت لنا مصادر من مجمع الصحة الاساسية بالقصرين ان مصالحها انطلقت اول امس في القيام بحملات تلقيح بالمناطق الريفية التي قدم منها الاطفال المصابون وكانت البداية بقرية «الهراهرة» التابعة لمعتمدية سبيطلة و بمنطقتي»المنقار» و»البراطلية» بالضواحي الغربية لمدينة القصرين (قرب سفح الشعانبي) وذلك توقيا من حصول اصابات اخرى لاطفال لم يتلقوا « التطعيم « المعروف للوقاية من الحصبة رغم انه اجباري ومجاني. اشاعات ومخاوف انتشرت اول امس في القصرين اخبار مفادها وفاة 8 اطفال خلال الفترة الاخيرة بقسم الاطفال من جراء»الحصبة»، وحول هذا الامر قالت لنا مصادر بالادارة الجهوية للصحة بالقصرين انها مجرد اشاعة لا اساس لها من الصحة، اراد مروجوها بث الخوف في صفوف الاولياء الذين لديهم اطفال، فيما ذكرت لنا مصادر طبية انه بالفعل تم تسجيل وفاة 14 لكن ليس بسبب الحصبة و انما من حديثي الولادة من جراء ولادة قبل الموعد او نقص في الميزان او ضيق التنفس.. وليست هناك اية حالة وفاة بسبب الحصبة باستثناء الطفل بايزيد غضباني(في انتظار تاكيد او نفي ذلك علميا). فتح تحقيق حول ظروف الوقاية انتشار الاشاعة المذكورة التي تزامنت مع وفاة الطفل واتهامات افراد عائلته للمستشفى الجهوي بانه التقط فيروس الحصبة بقسم الاطفال، جعلت اصوات الكثير من الاولياء وناشطي المجتمع المدني ترتفع للمطالبة بفتح تحقيق اداري وقضائي حول مدى انتشار مرض الحصبة و ظروف اقامة وعلاج المصابين به بقسم الاطفال بالمستشفى الجهوي واجراءات التوقي من انتشار العدوى بهذا المرض، لتوضيح الحقيقة كاملة.