ما هي حدود مشمولات كل من وزارة التربية ووكالة التعاون الفني في التعاطي مع هذه العروض؟ تونس الصباح منطلق هذا التحقيق كان اتصالا هاتفيا ضمنه صاحبه وهو استاذ بأحد معاهد ولاية القصرين تساؤلات واستفهامات حائرة حول مدى شفافية الانتدابات التي تقع في اطار التعاون الفني والمقاييس المعتمدة في تنظيم عروض الشغل الخاصة بالتدريس بالخارج، مبعث هذه الحيرة كما رواها لنا الاستاذ الكريم تعود الى عرض انتداب مجموعة من الاساتذة في اختصاصات متنوعة للتدريس بالامارات العربية المتحدة وتم تعليق الاعلان داخل قاعة الاساتذة احد ايام شهر افريل يحتوي كامل الشروط والامتيازات المقترحة وعدد الخطط والاختصاصات وتم ابلاغ المعنيين بان الاعلان عن النتائج يكون بعيد مقابلة
لجنة اماراتية مكلفة بعملية الفرز والاختيار وذلك في غضون شهر جويلية الجاري وعلى اثر تعليق العرض انطلق الراغبون في الترشح في اعداد ملفاتهم ثم تسليمها للادارات الجهوية للتعليم وانتظار حلول شهر جويلية علهم يكونون من اصحاب الحظ السعيد والظفر بفرصة تلبي طموحاتهم في التدريس لفترة معينة بالخارج. لكن ما كان من صاحبنا كما جاء على لسانه الا ان فوجئ وجمع من زملائه اثناء اصلاح امتحان الباكالوريا في دورته الاولى برواج اخبار متأكدة تفيد بان «كل يد قد شت اختها» وبان القائمة النهائية تم ضبطها وغلقها ثم تعليقها بمقر الوكالة التونسية للتعاون الفني في الفترة الفاصلة بين موفى ماي ومطلع جوان بعد ان حلّت اللجنة الاماراتية واجرت مقابلات مع المترشحين الواردة اسماؤهم بالقائمة المحالة على انظارها.. ليجد محدثنا وامثاله كثر من عدد من الولايات انفسهم في التسلل وفي انتظار موعد لن يأتي متسائلا في استغراب عن سبب هذه «اللخبطة» والتسرع في اتمام عملية الانتداب وعدم الاعلام بحضور اللجنة ولا حتى التبليغ رسميا بتعليق القائمة النهائية حتى لا يبقى البعض يطارد املا وسرابا. طلبية مستعجلة من جهتنا سعينا الى تقصي الامر والتعمق في تناول الموضوع ليس فقط من زاويته الضيقة المتعلقة بهذا العرض بل التوسع عبره لرصد ومتابعة للمسالك التي يمر بها تجسيم عروض الانتدابات الخاصة بالتدريس في اطار التعاون الفني رفعا للغموض الذي قد يعتمل في ذهن البعض وتقصيا للمسارات او لنقل خريطة الطريق التي تسلكها مطالب الترشح لمثل هذه العروض سيما وان العملية يشرف عليها طرفان وان يتم ذلك بتفاوت في مستوى التنظيم هما وزارة التربية والتكوين ووكالة التعاون الفني لتكون الكلمة الأخيرة في الاختيار وتحديد قائمة المنتدبين من قبل اللجنة القادمة من البلد الراغب في الانتداب. .. وللغرض حرصنا على استيقاء المعلومات من الجهتين ولكن قبل نقلها نشير الى ان عرض الانتداب الذي تحدث عنه المواطن تمت تلبيته فعلا وضبط قائمة المنتدبين ممن تتوفر فيهم الشروط المطلوبة كما علمنا ان هذا العرض تم بصفة مستعجلة حيث قدمت اللجنة الاماراتية في شهر ماي واجرت مقابلاتها مع المترشحين وفقا للقائمة المقدمة لها وقد استعجلت اجراء المقابلات وتم تمكينها من القائمات حسب الاختصاص والشروط المطلوب توفرها.. كما علمنا من جهة وزارة التربية والتكوين بانه رغم الاستعجال في اتمام العملية الذي ابدته الجهة المنتدبة تم الحرص على حصر القائمة المعروضة على اللجنة وفقا للمقاييس والشروط المعمول بها عادة وهي بلوغ المطالب في الآجال المحددة مهما كانت المنطقة الواردة منها وكذلك استيفاءها للشروط المطلوبلة دون سواها من الاعتبارات مع الاشارة الى ان قائمة انتظار ما تزال مفتوحة في ما يتعلق بهذا العرض. همزة وصل بخصوص الاجراءات والمراحل التي تعتمد عادة في تجسيم عروض العمل للتدريس بالخارج وتحديدا ببلدان الخليج علمنا من جهة وكالة التعاون الفني انه حالما ترد عليها عروض انتداب في مجال التعليم يتم اعلام وزارة التربية والتكوين بتفاصيل العرض من حيث الاختصاصات المطلوبة وعدد الخطط والشروط.. ثم تتلقى الوكالة من وزارة الاشراف قائمات في المطالب الوافدة عليها حسب الاختصاص مرتبة ويتعين عليها (الوكالة) احترام هذا الترتيب عند ربط الصلة بين المترشحين واللجنة المختصة القادمة من البلد المنتدب وتتولى تعليق القائمة النهائية التي وقع عليها اختيار اللجنة دون ادنى تدخل في مستوى القائمة ليقتصر دورها على ضوء ما توفر لنا من معطيات على تلقي القائمات التي تعرض على انظار اللجنة وتيسير ظروف ربط الصلة بين الطرفين والحرص على تأمين حقوق المتعاقدين عموما. الترتيب حسب الشروط.. من جهة وزارة التربية والتكوين تمت افادتنا بان التعاطي مع عروض الانتداب الواردة في مستوى التعاون الفني تتم وفقا للقواعد المألوفة والمنظمة لهكذا عمليات من خلال تجميع ملفات مطالب الترشح ليتم توجيهها ضمن قائمات مبوبة الى وكالة التعاون الفني تبعا لاستيفائها الشروط المطلوبة ومنها احترام آجال تنظيم المطالب.. وبخصوص مسألة الترتيب التي يستند اليها في ضبط هذه القائمات تمت افادتنا بان الامر يتعلق بضبط قائمات حسب اختصاصات التدريس المطلوبة وتبعا لتوفر الشروط المقرة من الجهة المنتدبة واحترام الآجال ويعود قرار الانتداب النهائي للجنة المختصة بعد ذلك مقابلات مباشرة مع المعنيين.