تحدّثت، اليوم السبت، الوزيرة السابقة والنائبة بالمجلس الوطني التأسيسي سميرة مرعي فريعة حول مبادرة "الالتقاء الوطني للإنقاذ". وقالت مرعي في تصريح ل"الصباح نيوز" إنّ المبادرة تضمّ مجموعة شخصيات وطنية سياسية كانت في احزاب وآخرين في المجتمع المدني، مُشيرة إلى أنّ "أكثر من 700 شخص قاموا بإمضاء ميثاق الالتحاق بالمبادرة عبر الانترنات بصفة طوعية". وأضافت مرعي أنّ "شخصيات سياسية ووزراء سابقين ورجال دولة التحقوا بهذه المبادرة السياسية الجديدة في تونس "الالتقاء الوطني للإنقاذ" التي تهدف إلى "تجميع التونسيين" و"إنقاذ البلاد" من الأزمة السياسية الخانقة وتحقيق المصالحة الشاملة". مدى انفتاح المبادرة؟ وحول انفتاح المبادرة الجديدة على الأحزاب والجبهات السياسية المشكلة في البلاد، أكّدت مرعي أنّ المبادرة ستكون "دون زعيم" وأنها "ليست حزب جديد بل مبادرة لتقليص عدد الاحزاب والانصهار في "مشروع لقاء" "الالتقاء الوطني للانقاذ" بهدف تكوين جبهة انتخابية للانتخابات التشريعية "، مُضيفة أنّ المبادرة بصدد إجراء عدة مشاورات في الغرض. كما أكّدت مرعي أنّ "مُبادرة الالتقاء الوطني لن تكون في هذه المرحلة التأسيسية حزبًا سياسيًا بل برنامج سياسي مشترك في إطار "الدولة المدنية الديمقراطية التقدمية" وضدّ كلّ ما هو "إسلام سياسي""، مُشيرة إلى أنّ الهدف تجميع كل القوى السياسية دون اقصاء باستثناء الاسلام السياسي، في إشارة لحركة النهضة، حول مشروع وليس أشخاص مع ضرورة الايمان بالنقاط الخمس (5) المُدرجة في ميثاق تأسيسي يكون أرضية عمل المبادرة. الميثاق التأسيسي للمبادرة؟ وفي هذا السياق، ذكّرت سميرة مرعي أنّ الميثاق التأسيسي للمبادرة ينصّ على: اولا - تحوير النظام السياسي من خلال استفتاء شعبي ثانيا - إعادة بسط سلطة الدولة وإنفاذ القانون (مقاومة الفساد والمحسوبية والاحتكار، ودحر الإرهاب ومكافحة الجريمة). ثالثا - الذود عن السيادة الوطنية وحرمة إقليمها من الانتهاك الداخلي والخارجي وإيقاف تدفق المال الفاسد عبر الأفراد والجمعيات ورفض كل الاتفاقات الماسة من السيادة ، وإعتماد دبلوماسية اقتصادية وسياسية ناجعة. رابعا - النهوض بالاقتصاد الوطني من خلال منوال تنموي يقوم على الاستثمار في التكنولوجيا والمعرفة والطاقات البديلة وتنمية الموارد الفلاحية خامسا - تكريس الدولة الاجتماعية وإجراء مصالحة وطنية شاملة لخلق مناخ إيجابي يوحد التونسيين ويصنع حلما جماعيا لهم. ومن جهة أخرى، قالت مرعي إنّ المبادرة الجديدة لا تعتبر أيّ حزب من الاحزاب كمنافس، مُوضحة: "نحن نريد تجميع التونسيين، اليوم لسنا في وضع عادي فالدولة التونسية في خطر .. ومن لم يفهم هذا التاريخ سيكشف له ذلك.. كما أنّ النظام السياسي الحالي هجين فلا يمكن اعتباره لا رئاسي ولا برلماني، ما زاد في تشتيت السلطة وضعف الدولة وعمق المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وهو ما من شأنه أن يتسبّب في عواقب جدّ وخيمة". ماذا عن رسالة عبير موسي لكورشيد؟ وفيما يتعلق بالرسالة التي وجهتها عبير موسي الأمين العام للحزب الدستوري الحر، للوزير السابق مبروك كورشيد أحد مكونات مبادرة "الالتقاء الوطني للإنقاذ" والتي دعته فيها إلى أن يكون له وللمبادرة "الشجاعة السياسية والنزاهة الفكرية لإعلان المساندة للنقطة الأولى من البرنامج السياسي المتمثل في تغيير نظام الحكم وإصدار دستور جديد للجمهورية والمرور إلى الجمهورية الثالثة وعدم اللجوء إلى السطو على برامج غيرهم وإطلاق مبادرة ليسوا أصحاب الفكرة الأساسية فيها"، ردّت سميرة مرعي: " نريد الترفّع عن هذه النقاشات.. هذه المبادرة ليست مبادرة كرشيد أو غيره بل مبادرة وطنية ولسنا في تنافس سياسي مع أيّ حزب أو جبهة.. فقد قلنا يجب أن تكون لتونس أغلبية تحكم ومسؤولة وقادرة على تغيير النظام السياسي ونحن ضد سياسة الصراعات ". وأكّدت مرعي انّ "الدعوة لتغيير النظام السياسي كانت منذ سنة 2014"، مُوضّحة: " لا يمكن البقاء في نظام سياسي المسؤولية فيها غير مُحدّدة، هنالك تشتيت للسلطة.. طالبنا منذ زمن المجلس التأسيسي بتغيير النظام واعتبرنا أنّه لا يمكن أن يكون هنالك رئيس مُنتخب وليس له صلاحيات ورئيس حكومة غير مُنتخب وله عديد الصلاحيات.. هنالك تعويم للمسؤولية.. والصراع بين رئيس الدولة والحكومة أدى الى ضرب توازن السلطات". الرئاسيات و"الالتقاء الوطني للإنقاذ"؟ أمّا عن مسألة الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة ومبادرة "الالتقاء الوطني للإنقاذ"، قالت سميرة مرعي إنّه "غير مطروح بالمرة حاليا مسألة ترشيح شخص من داخل المبادرة للرئاسية". كما قالت مرعي: "لا طموح شخصي لغاية شخصية ما يهمنا تونس وتجميع كل القوى السياسية حول برنامج ومشروع قادر على انقاذ البلاد.. واليوم دون تسميات لا حزب سياسي قادر على الفوز في الانتخابات بمفرده.. واليوم تونس قبل الاحزاب".