في عملية أمنية نوعية ودقيقة سددت مساء أمس الأول الوحدات الامنية لادارة اقليم الحرس الوطني بمدنين وتحديدا على مستوى منطقة الحرس الوطني بمدنين ضربة موجعة لشبكات التهريب التي تنشط على الحدود التونسية الليبية بدرجة أولى، وعلى الحدود التونسية الجزائرية، حيث نجحت في الإطاحة ب»مافيا» لتهريب السيارات ومختلف انواع البضائع ولا سيما السجائر المجهولة المصدر والقبض على ثلاثة من المشتبه بهم وحجز»شحنة» كبيرة من السجائر قيمتها بعشرات الآلاف من الدنانير. اطوار هذه القضية تفيد بأن قوات الحرس الوطني بمدنين، وفي إطار مكافحة ظاهرة التهريب والتجارة الموازية بين ليبيا وتونس، و»اصطياد» الحيتان الكبيرة التي ساهمت في انتشار هذه الظاهرة التي تتسبب في خسائر بآلاف المليارات للاقتصاد الوطني توفرت معلومة مؤكدة لدى اعوان فرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني بمدنين منذ نحو شهر مفادها اندماج اربعة شبان في العقدين الثالث والرابع من العمر أصيلي الولاية في مجال تهريب التبغ والسجائر وتخطيطهم لتهريب شحنات كبيرة من الذهيبة الى الساحل. رصد ومطاردة ونظرًا لأهمية المعلومة فقد أولاها رجال الحرس الوطني العناية اللازمة وظلوا يرصدون تحركات اثنين من المشتبه بهم، حتى باغتوهم قبل اسابيع قليلة بكمين على الطريق الا انهما تركا سيارتيهما اثر مطاردتهما ولاذا بالفرار، فكانت النقطة التي تأكد من خلالها الاعوان صحة المعلومات التي توفرت بحوزتهم بعد نجاحهم في التثبت من هويتي المشبوه فيهما. كثف المحققون من الابحاث والتحريات وعمليات الاسترشاد والمراقبة ليجمعوا المزيد من المعطيات حول افراد الشبكة الاربعة، ويدركوا مدى خطورة نشاطهم المتواصل منذ فترة طويلة نسبيا وضربه للاقتصاد فضلا عن مخاطره على السلامة المرورية باعتبارهم يعتمدون في عملياتهم وتنقلاتهم على سيارات مهربة من ليبيا غير مؤمنة وغير مدرجة باسطول النقل البري. نشاط ممتد كشف الاعوان -في سرية تامة- النقاب عن نشاط وتنقلات المشتبه بهم الممتد من الذهيبة الى بن قردان ومنه الى مدنين حيث يجمعون شحنات السجائر المهربة داخل مخزن بمدنين الجنوبية استعدادا لترويجه في الاسواق الموازية بالساحل وصفاقس وغيرهما بالتنسيق مع اطراف اخرى. مساء امس الاول الخميس، نصب الاعوان كمينا جد محكم لأحد المشتبه بهم تمكنوا في أعقابه من القبض عليه وحجز سيارة تعرف بين المهربين باسم(أرنب) اي انها غير مدرجة في اسطول النقل البري بتونس، وبالتحري الحيني معه قاد الى الكشف عن مكان تواجد اثنين من افراد الشبكة، حيث داهم رجال الحرس الوطني مخزنا بالتنسيق مع النيابة العمومية والقوا القبض على المشتبه بهما وحجزوا سيارتين بلا وثائق وشحنة من السجائر المهربة تقدر قيمتها بنحو 115 ألف دينار، ليرتفع عدد السيارات مجمعة الى خمس كلها»مضروبة»، فيما تتواصل المجهودات للايقاع بمشتبه به رابع تحصن بالفرار. معاملات كبرى قال مصدر امني مطلع من ادارة اقليم الحرس الوطني بمدنين ل«الصباح» ان المظنون فيهم(ثلاثة بحالة احتفاظ ورابع بحالة فرار) تعمدوا تهريب سيارات ليبية الى تونس وتغيير لوحاتها المنجمية الليبية بأخرى تونسية مدلسة ثم استغلالها في عمليات التهريب، ورجح ان تكشف الابحاث الامنية والتحقيقات القضائية معهم عن اغراقهم السوق الموازية التونسية بالبضائع المهربة وخاصة السجائر، فيما ترجح معطيات اضافية تحصلنا عليها ان تبلغ معاملات هذه الشبكة الخطيرة -والتي يمتد نشاطها المتواصل منذ مدة الى ولايتي قبلي وقفصة من خلال التعاون والتنسيق مع مهربين آخرين- ملايين الدينارات باحتساب وسائل النقل. صابر