تراهن سلطنة عمان من خلال الجناح الخاص بوزارة التراث والثقافة المشارك في الدورة الخامسة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب، على نوعين من الكتب الأولى تتمثل في كتب مترجمة للفرنسية والأنقليزية وأخرى تتمثل في طباعة أمهات الكتب القديمة. هذا ما أكده هلال سيف السيابي، ممثل وزارة التراث والثقافة أثناء لقائه بقصر المعارض بالكرم. وأفاد أن سلطنة عمان تشارك ب149 عنوانا من مختلف صروف المعرفة وتشمل المجلدات وكتب المعرف والتاريخ والأدب واللغة والدراسات والعقيدة وغيرها. وبين أن أبرز ما تضمنه هذا الجناح وأثمنها الموسوعة العُمانية التي صدرت سنة 2014 والي تتكون من 11 مجلدا وتتناول مختلف النواحي المكونة للمواطن العماني ماضيا وحضارة وتاريخا وجغرافيا وديموغرافيا، وأحدثها صدر سنة 2018 يحمل عنوان "تيسير التفسير" لقطب الأئمة محمد يوسف الطفيشي، إلى جانب إعادة طبعة للمجلدات الخمس القيمة "كتاب الجامع" لابن الجعفر 2018. وتجدر الإشارة إلى أن سلطنة عمان تشارك في الدورة الحالية لمعرض تونس الدولي للكتاب بجناح ثان من القطاع الخاص ويتمثل في مكتبة الضامري للنشر والتوزيع تقدم عناوين مختلفة وهامة ومغايرة تهدف إلى المحافظة على الذوق العام وتقديم الإفادة. خاصة أن جل الكتب المعروضة تظهر القيمة الفنية والعلمية للتراث والثقافة العمانية المعتدلة والمنفتحة ولعل ما ميز جناح الوزارة في هذه الدورة من معرض تونس الدولي للكتاب هو التجديد. إذ لأول مرة تتصدره عناوين الروايات على غرار "إنصاف روح وجسد" لنُسيبة المكتومية، والقصص من ذلك "أقفال" لأحمد الرحبي" وكذلك "تواطؤ" لسلطان العزري، و"حافلة الموتى" لعلي الرواحي، وغيرها من الأجناس الإبداعية الأخرى على غرار الشعر العُماني القديم ممثلا في ديوان أبي مسلم البهلاني أو "ما تبقى من اللون" للشاعرة العمانية شميسة النعماني، و"قال نسوة في المدينة" لخالد المعمري و"مراود الحلكة" لفاطمة الشيبي، حفنة ظل "لأشرف العاصمي" وبالإضافة إلى بعض الكتب التي تناقض القضايا الفكرية مثل كتاب لغة الخلق لعبدالله المعمري، الذي يناقش الظاهرة الحيوية وموقع الإنسان منها منشورات وزارة التراث. من بين ما يناهز ستة دور نشر عمانية تواظب دار الضامري للنشر والتوزيع على المشاركة في معرض تونس الدولي للكتاب منذ سنة 2004 وتتميز إصداراتها هذه السنة، بحوالي 200 عنوان في معرض تونس الدولي في دورته 35 قيمة وحديثة وتجمع بين الفكرة والإبداع تعكس الرؤية العمانية في دعم الكتاب محليا وإقليميا، وتتفرد دار الضامري للنشر والتوزيع بتنويع منشوراتها والتركيز على التفرد والتميز رغم إرهاصات السوق، حيث تتنوع منشوارتها بين التحاليل السياسية للقضايا الإقليمية والإستشرافية وآخرها 15 عنوانا من منشورات 2019 نذكر من بينها قصة "عُمان عبر الزمان" لأحمد بن سعيد البادي بالإضافة إلى كتب متنوعة ومُتخصّصة في القانون العُماني منها "إجراءات التحكيم التجاري الدولي في القانون العماني والقانون المقارن"، تأليف د.سليمان بن علي القنوبي، وشرح قانون الأحوال الشخصية العُماني تأليف دكتور مبارك بن عبدالله الراشدي وفي التحاليل السياسية نجد أيضا "التحولات المعاصرة للسياسة الدولية وأثرها على مستقبل العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين" للدكتور محمد بن سعيد الفطيسي إلى جانب كتب وقواميس ومجلدات هي الأخرى ثمينة وذات صيت في المعارض الدولية. تجتمع هذه الأجنحة لتمثل سلطنة عمان الحضارة والتنوع والاختلاف والاحترام والتميز في أحد أعرق المعارض الدولية للكتاب تونس 2019. واعتبر هلال سيف السيابي أن وزارة التراث والثقافة العمانية كجهة غير ربحية، اختارت أن تبيع كتبها بسعر التكلفة مع تخفيض بنسبة 25% . وأضاف في سياق متصل قائلا: "الأجمل في كل ذلك أننا نهدف للتعريف بالمؤسسات الثقافية العمانية سواء كانت جمعيات أو جهات حكومية أو مدنية. لأن في ذلك تعريف بالكاتب العماني". كما اعتبر نفس المتحدث انم فجأة سلطنة عمان في دورة هذا العام بتونس هو المشاركة في ورشة موجهة للأطفال.