كشف رئيس مصلحة حفظ الصحة وحماية المحيط بالإدارة الجهوية للصحة بالمهدية، لطفي علاية، في تصريح ل"وات"، أن التحاليل المخبرية لمياه الشرب بولاية المهدية أظهرت أنها غير مطابقة للمواصفات الصحية. مثل خبر تلوث مياه الشرب للشركة الوطنية للاستغلال وتوزيع المياه مثل صدمة زادت من مرارة العيش لدى سكان الجهة وخاصة منهم المتواجدون في عدد من المعتمديات على غرار سيدي علوان وأريافها، التي يختلط فيها سنويا حر الصيف بالعطش. تتالى انقطاعات مياه الشرب، خلال فصل الصيف، لتتواصل في العديد من المناسبات لأكثر من شهر فتزداد صعوبة الحياة على الإنسان والحيوان وما نفوق أكثر من 50 من ماشية فلاحي سيدي علوان، صائفة 2018، إلا جزء يسير من معاناة طالت لسنوات. يقول علاية أن عينات من مياه الشرب رفعت من ثلاثة خزانات هي "الفراحتة" من معتمدية الشابة و"الحياة" بمعتمدية السواسي و"شيبة" بمعتمدية المهدية أظهرت أن متساكني الجهة يشربون مياها ملوثة. ويضيف المسؤول أن السبب الرئيس في تلوث المياه، وفق ما كشفته التحاليل، يعود إلى عدم تعهد الخزانات بالنظافة الدورية طيلة سنوات مما ساهم في انتشار الفيروسات والأمراض المعدية. ويقول عدد من متساكني وادي باجة الشمالية من معتمدية سيدي علوان، المنطقة الأكثر عطشا خلال فصل الصيف، "حقنا في الحياة السليمة لا يتلخص إلا في دفع فواتير الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه". ويشددوا، في لقاء مع "وات" الجمعة، "سنوات مرت لم نعرف خلالها تغييرا للمشهد المروع، الذي يعيشه الأهالي خلال فصل الصيف...عطش يستمر لأسابيع يضطرنا إلى شراء مياه لا نعلم مصدرها". ويضيف المتحدثون "تكرر قطع المياه على المنطقة خلال فصل الحر ينعكس سلبا على الحياة اليومية في أبسط تفاصيلها انطلاقا من الحمامات وصولا إلى غسيل الأواني وتنظيف المنازل وتوفير المياه خلال حفلات الزفاف دون أن ننسى الشرب". "لقد قمنا بالعديد من التحركات الاحتجاجية وقطع الطرقات والتجمع أمام المعتمدية ومقر الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه دون أن نظفر بحل يساعدنا على التخلص من هذا الأرق، لا سيما، وأن مياه الآبار غائرة وتتطلب أموالا طائلة لاستخراجها زيادة على ملوحتها وندرتها"، يلاحظ عدد من المستجوبين. ويتابعون "أطفالنا عرضة للأمراض بسبب غياب الماء الصالح للشرب وتلوث المياه، التي يتم شراؤها من باعة يختصون في هذا المجال خلال فصل الصيف، لذلك انتشر مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي صنف "أ" في صفوف الأطفال". اجراءات وقرارات جهوية عاجلة قرر والي الجهة، محمد بودن، عقد مجلس جهوي خصص للمياه بالجهة توقيا من أزمة انقطاع مياه الشرب خلال فصل الصيف وضمان عدم تكرارها خاصة مع الكميات الهامة للأمطار، التي سجلتها البلاد خلال الفصول الممطرة لسنة 2019. ودعا الوالي، على ضوء نتائج تحاليل مياه الشرب، أعوان الإدارة الجهوية للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، بالمباشرة الفورية بتنظيف وتعهد خزانات المياه مع موافاته بتقارير عاجلة حول الحالة الصحية للمياه في فترات متقاربة. وأكد، في تصريح ل"وات" الجمعة، على أن مجموعة من المشاريع ستنطلق قريبا ومنها توسعة قنوات شبكة مياه الشرب بمعتمدية سيدي علوان وتأمين تزويدها عبر محطة ضخ "شراحيل" للتخفيف من الضغط على الشبكة الحالية وضمان قوة تدفق عادية وعدم انقطاع مياه الشرب. ولاحظ بودن أن المشاريع تتضمن توسعة قنوات شبكة توزيع المياه بالجم مع دخول محطة تقوية الضخ الجديدة بمعتمدية كركر حيز الاستغلال لتحسين منسوب المياه بالإضافة إلى استغلال الآبار العميقة بمناطق شيبة والمعايزية وبئر المالح وبئر الجرف. وبين في ذات السياق، أن مرحلة وضع القنوات بمشروع تزويد مناطق ريفية بمعتمدية هبيرة قد استكملت ليتم قريبا ربطها بالتيار الكهربائي إلى جانب الإنتهاء من وضع القنوات بمشاريع الماء الصالح للشراب بالطوالب 1 والطوالب 2 من معتمدية السواسي وبئر الصيد بأولاد الشامخ فيما دخل مشروعا الهود بمعتمدية ملولش والعيثة بالجم مرحلة تسجيل الصفقة. يشار إلى أن المجامع المائية بولاية المهدية، البالغ عددها 31 مجمعا، والتي انشأت لمعاضدة جهود الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه، تواجه اشكالات تعلقت اساسا بالديون المتخلدة بذمة حرفائها والمقدرة ب162 ألف دينار.