فرنسا: إصابة فتاتين في عملية طعن أمام مدرسة شرقي البلاد    الأندية المتأهلة إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي    سلطنة عمان: ارتفاع عدد الوفيات جراء الطقس السيء إلى 21 حالة    اللجان الدائمة بالبرلمان العربي تناقش جملة من المواضيع تحضيرا للجلسة العامة الثالثة للبرلمان    منبر الجمعة .. الطفولة في الإسلام    خطبة الجمعة..الإسلام دين الرحمة والسماحة.. خيركم خيركم لأهله !    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    تم جلبها من الموقع الأثري بسبيطلة: عرض قطع أثرية لأول مرّة في متحف الجهة    دعوة إلى مراجعة اليات التمويل    خلال الثلاثي الأول من 2024 .. ارتفاع عدد المشاريع الاستثمارية المصرّح بها    جوهر لعذار يؤكدّ : النادي الصفاقسي يستأنف قرار الرابطة بخصوص الويكلو    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    عاجل/ بعد "أمير كتيبة أجناد الخلافة": القبض على إرهابي ثاني بجبال القصرين    ارتفاع عائدات صادرات زيت الزيتون بنسبة 82.7 بالمائة    عاجل/ هيئة الدفاع عن الموقوفين السياسيين: اللّيلة تنقضي مدّة الإيقاف التحفّظي    وزير الدّاخليّة يشرف على موكب إحياء الذكرى 68 لعيد قوّات الأمن الدّاخلي    وزير الصحة يشدّد على ضرورة التسريع في تركيز الوكالة الوطنية للصحة العموميّة    توزر.. افتتاح الاحتفال الجهوي لشهر التراث بدار الثقافة حامة الجريد    سوسة: الاستعداد لتنظيم الدورة 61 لمهرجان استعراض أوسو    نقابة الصحفيين التونسيين تُدين الحكم بالسجن في حق بُوغلاب    أنس جابر خارج دورة شتوتغارت للتنس    طبربة: إيقاف 3 أشخاص يشتبه في ترويجهم لمواد مخدرة في صفوف الشباب والتلاميذ    تخصيص حافلة لتأمين النقل إلى معرض الكتاب: توقيت السفرات والتعريفة    سيدي بوزيد.. تتويج اعدادية المزونة في الملتقى الجهوي للمسرح    الرصد الجوّي يُحذّر من رياح قويّة    عاجل/ محاولة تلميذ طعن أستاذه داخل القسم: وزارة الطفولة تتدخّل    محمود قصيعة لإدارة مباراة الكأس بين النادي الصفاقسي ومستقبل المرسى    بعد حلقة "الوحش بروماكس": مختار التليلي يواجه القضاء    عاجل : هجوم بسكين على تلميذتين في فرنسا    كأس تونس لكرة القدم: تعيينات حكام مقابلات الدور السادس عشر    جلسة عمل مع وفد من البنك الإفريقي    حملات توعوية بالمؤسسات التربوية حول الاقتصاد في الماء    شاهدت رئيس الجمهورية…يضحك    انخفاض متوسط في هطول الأمطار في تونس بنسبة 20 بالمئة في هذه الفترة    حيرة الاصحاب من دعوات معرض الكتاب    عاجل/ فاجعة جديدة تهز هذه المنطقة: يحيل زوجته على الانعاش ثم ينتحر..    أبطال أوروبا: تعيينات مواجهات الدور نصف النهائي    عاجل/ تلميذ يطعن أستاذه من خلف أثناء الدرس..    بوركينا فاسو تطرد 3 دبلوماسيين فرنسيين لهذه الأسباب    عاجل : نفاد تذاكر مباراة الترجي وماميلودي صانداونز    هام/ تطوّرات حالة الطقس خلال الأيام القادمة..#خبر_عاجل    اجتماعات ربيع 2024: الوفد التونسي يلتقي بمجموعة من مسؤولي المؤسسات المالية الدولية    قيس سعيد : ''تونس لن تكون أبدا مقرا ولا معبرا للذين يتوافدون عليها خارج''    غادة عبد الرازق: شقيقي كان سببا في وفاة والدي    الحماية المدنية: 9 حالات وفاة خلال ال24 ساعة الأخيرة    في انتظار قانون يحدد المهام والصلاحيات.. غدا أولى جلسات مجلس الجهات والأقاليم    ضربة إسرائيل الانتقامية لايران لن تتم قبل هذا الموعد..    زلزال بقوة 6,6 درجات بضرب غربي اليابان    عاجل/ هذه الدولة تحذر من "تسونامي"..    سيدي بوزيد: حجز مواد غذائية من اجل الاحتكار والمضاربة بمعتمدية الرقاب    مصر: رياح الخماسين تجتاح البلاد محملة بالذباب الصحراوي..    وزير الصحة يشدد في لقائه بمدير الوكالة المصرية للدواء على ضرورة العمل المشترك من أجل إنشاء مخابر لصناعة المواد الأولية    توزر: المؤسسات الاستشفائية بالجهة تسجّل حالات إسهال معوي فيروسي خلال الفترة الأخيرة (المدير الجهوي للصحة)    الكاف: تلقيح اكثر من 80 بالمائة من الأبقار و25 بالمائة من المجترات ضد الأمراض المعدية (دائرة الإنتاج الحيواني)    "سينما تدور": اطلاق أول تجربة للسينما المتجولة في تونس    وزير الصحة يعاين ظروف سير العمل بالمستشفى الجهوي بباجة    جراحة فريدة في الأردن.. فتحوا رأسه وهو يهاتف عائلته    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تتكرر أزمة الماء هذه الصائفة؟
تحقيقات جهوية :شمال يحوز على مدخرات مائية هائلة وجنوب ووسط يعيشان العطش..
نشر في الصباح يوم 24 - 04 - 2013


التفكير في موارد جديدة داعمة للمائدة المائية
والي المهديّة يطمئن.. ومحطّة «كركر» للضّخّ تتدعّم..
لئن شهدت مختلف المناطق في ولاية المهديّة وخاصّة منها الدّاخليّة اضطرابات في التزوّد بماء الشّرب الصّائفة الفارطة وفي شهر الصّيام خاصّة، ممّا نجم عنه أكثر من احتجاج واعتصام وقطع طريق ومحاكمات قاسية، فانّ تخوّفات كبيرة بدأت معالمها تظهر للعيان مع بوادر الجفاف الذي تشهدها الجهة ممّا يدفع بالبعض الى استغلال ماء "الصّوناد" لمواجهة ريّ بعض الزراعات العلفيّة بعد نضوب المائدة المائيّة والتّعويل بما يكفي من المياه للحيوانات التي نفق منها الكثير السّنة الفارطة عطشا الشيء الذي جعل الجهات المسؤولة تتدخّل باتّخاذ قرارات عاجلة، وذلك بتسخير مئات صهاريج الماء من طرف ادارات المجلس الجهوي والحماية المدنيّة والادارة الجهوية للفلاحة بالمهديّة للتّخفيف من معاناة المربّين وأصحاب المواشي أمام الغلاء الفاحش لصهريج الماء الذي ارتفع الى أكثر من 35دينارا تزامنا مع ريّ أصول الزّياتين وأشجار العود الرّقيق بالالتجاء الى مياه الآبار الارتوازيّة الموجودة في بعض المناطق.. فما مدى استعداد جهة المهديّة لهذه المعضلة الحقيقيّة؟
والي المهديّة يطمئن..
وحول مشاكل الماء الصّالح للشّراب وما توليه الدّولة لمشاغل متساكني مختلف مناطق ولاية المهديّة وخاصّة منها الدّاخليّة، وافانا والي المهديّة بأنّه تمّ تدعيم محطّة الضخّ بمدينة "كركر" كمرحلة أولى وانطلاق أشغال في ذات الغرض، وذلك باستبدال المضخّات القديمة ذات طاقة دفق ب1200 لتر في الثانية بأخرى طاقتها 1500لتر في الثانية واقتناء مضخّة احتياطيّة لها نفس المواصفات يقع الالتجاء اليها عند الضّرورة القصوى لاستخدامها بكلفة تفوق 5مليارات على أن يتمّ ضمن مخطّط 2014 مضاعفة عمل هذه المحطّة على أن تبلغ قوّة ضخّها العام2.4 متر مكعّب في الثّانية للإيفاء بحاجيات المواطنين والاعتبار من الأزمة الفارطة.
ومن خلال جولة لنا عبر بعض القرى والأرياف وحتّى المدن، فانّ التّخوّفات على أشدّها نظرا لما سبق من معاناة قاسية طالت حتّى المستشفى الجامعيّ الطّاهر صفر بالمهديّة حين فرغت خزّاناته وتعطّلت بعض الأعمال لتتدخّل كلّ السّلط بإنقاذ الموقف، فانّ الحال في مدينة "سيدي علوان" والمناطق الرّيفيّة المجاورة لها كغيره من حالات القرى الدّاخليّة وأهاليها ممّن لا يتمتّعون بالرّبط بشبكة الصّوناد لبعد المسافة أو لضيق ذات اليد ويعوّلون على الجمعيّات المائيّة، فانّهم يتوجّهون للسّلط الجهويّة بضرورة المراقبة الحينيّة لأوضاعهم البائسة خاصّة وجلّهم من المربّين ورأس مالهم يكمن في مواشيهم التي تتطلّب كمّيات هائلة من الماء، أمّا في منطقة " أولاد صالح" المشهورة بمياهها العذبة من آبار ارتوازيّة، فانّ الوقع يشتدّ هذه الأيّام عل اقتناء الماء امّا لزراعة منتوجات صيفيّة أو للمواشي مع ارتفاع درجات الحرارة وانحباس أمطار مارس وأفريل.
ناجي العجمي

بنزرت: موارد مائية هامة.. والعطشى بالآلاف
تعتبر بنزرت من أغنى الولايات فيما يتعلق بالموارد المائية فالمياه المحفوظة في السدود التسع تناهز 480 مليون متر مكعب دون اعتبار ما تكتنزه السدود التلية والبحيرات الجبلية ورغم ذلك يعاني متساكنو مناطق عديدة فيها من العطش شتاء وصيفا..
بومخيلة.. أهلها عطشى والمياه قريبة..
تعتبر بومخيلة مثالا حيا لعدم تناسب الموجود مع المنشود فالمنطقة تجاورها منشأة تابعة ل"الصوناد" تضخ منها المياه لجهات أخرى.. واكتفت هي بحنفية عمومية تشرف عليها جمعية مائية تم حلها فلم يبق للمتساكنين سوى عين بن صالح أو بئر الحجر أين وجدنا وليد محاطا ببراميل ينتظر دوره لملئها.. وليد أكد لنا أن المعاناة متواصلة منذ مدة رغم تحركاتهم الاحتجاجية وحتى بارقة الأمل التي ظهرت مؤخرا بمد بعض القنوات كبداية أشغال توصيل المنطقة بالماء الشروب فإنها سرعان ما تلاشت لظهور أخطاء في العملية وبقي السكان تحت رحمة بائعي المياه أوالتعرض لأخطار صحية باستهلاك مياه البئر أو العين.
ذكرى السنة الماضية لازالت في البال..
من معتمدية ماطر انتقلنا إلى معتمدية اوتيك أين تقع سيدي عثمان التي عانى أبناؤها لمدة أسبوعين من العطش الصائفة الماضية مما دعاهم للقيام بتحركات احتجاجية.. عثمان إطار بوزارة الثقافة من متساكني المنطقة أكد لنا أن فشل الجمعية المائية في توزيع المياه إضافة إلى خطا من المندوبية الجهوية للفلاحة التي مدت أنابيب على مستوى الحي السكني ولم تصل المنازل بماء الشرب هما السببان الأساسيان للمعضلة وبقي الأمل في تفهم الصوناد وتوقف الانقطاعات الفجئية والمتكررة للمياه الصالحة للشراب خاصة في الصيف..
عطب أصاب الشبكة فبقي السكان عطشى..
منطقة تمرة من معتمدية سجنان تعاني أيضا من العطش صيفا شتاء والسبب بسيط وهو عطب أصاب أحد القنوات وقد أكد لنا بلقاسم السحباني ان المشكل تفاقم وليس له ولجيرانه من حل سوى مياه العين من الجبل القريب آو انتظار منة من احد المناطق المجاورة..
تلوث البئر.. فبقي السكان دون ماء
كأنه لم تكف البلالمة من معتمدية غزالة مشاكل المسالك الرديئة والمنازل المتداعية فانضافت مشكلة التزويد بالماء الصالح للشراب التي كانت تؤمنه بئر عميقة تسببت أمطار الشتاء الماضي في تلوثها مما حدا بالمندوبية الجهوية للفلاحة بالتنسيق مع ادراة حفظ الصحة لغلقها وبقيت المنطقة بلا مياه صالحة للشراب طوال شهور ثم تم مد البلالمة السفلى بقنوات المياه أما البلالمة العليا وهي في منطقة جبلية وعرة فلم يتوفر حل إلى الآن مثلها مثل مناطق المراسنة من عمادة سيدي عيسى والسومرين من عمادة العرب التي أنهك متساكنيها جلب المياه من الوديان القريبة لشربها رغم الأخطار الصحية..
هل ينقذ مشروع المحاور الأرياف..
رغم الصورة القاتمة ومعاناة السكان خاصة في الوسط الريفي بولاية بنزرت من ندرة او الغياب الكلي للماء الصالح للشراب فان مشروعا طموحا تقوم به "الصوناد" قد يحي أملا في حصول كل بيت على ما تحتاجه من المادة الثمينة.. مشروع المحاور تتمثل مرحلته الأولى في انجاز محاور لجلب المياه وتقريبها من القرى والتجمعات الريفية ومن ثم تزويد أكثر من 20 قرية وتجمع ذات أولوية بماء الشرب بكلفة 71 مليون دينار، أما المرحلة الثانية فتتمثل في تزويد بقية التجمعات عند توفر الاعتمادات اللازمة لكن هذه المشاريع سوف تكتمل في افق سنة 2025، إضافة إلى المشاريع المتواصلة في مناطق عديدة من الولاية كزازة من معتمدية العالية والبريك من غار الملح بني عمر وبئر مسيوغة وحموش من معتمدية بنزرت.
ساسي الطرابلسي

الموارد المائية السطحية
يبلغ معدّل الأمطارالسنوية التي تنزل على البلاد التونسية 230 مم. يتميز نظام هطول هذه الأمطار بالتغير حسب الفصول والمناطق حيث إن مصادر المياه السطحية في أقصى الشمال تمثل 36 % من الموارد السطحية الجملية رغم أن هذه المنطقة لا تمثل إلاّ جزءا ضئيلا من مساحة البلاد (3 %). أمّا عن باقي مصادر المياه السطحية بالشمال التونسي فهي تمثل 46 % أي ما يقارب 1230 مم3 في السنة من جملة الموارد. وهي متأتية من أحواض "مجردة" و"الوطن القبلي" و"مليان". أمّا عن أحواض الوسط والممثلة بأحواض "نبهانة" و"مرق الليل" و"زرود" والتي تمثل 62% من المساحة الجملية للبلاد فإن الموارد الصادرة عن هذه المناطق لاتتجاوز 12 % من الموارد المائية السطحية أي ما يعادل 320 مم3بالسنة. أمّا منطقة الجنوب التي تبلغ مساحتها حوالي ثلثي مساحة البلاد فإنها تمتاز بمحدودية مواردها المائية السطحية بمعدل لايتعدى 6 %من الموارد الجملية أي حوالي 190 مم3 سنويا.
وتعتبر نسبة 2700 مم3 كمعدل موارد سطحية تمّ إحتسابه بعد 50 عاما من رصد الكميات التي سجلت في هذه الفترة، ويمكن تعبئة 2170 مم3 من المعدل أي ما يساوي 85 % من جملة الموارد. وقد توصلت حاليا الخطّة العشرية لتنمية الموارد المائية من تعبئة 1800 مم3 وذلك بإستكمال إنجاز السدود الكبرى والسدود الجبلية والبحيرات الجبلية.
ع.زايدي

منوبة: توزيع المياه.. تخوّفات متواصلة
مع إرتفاع درجات الحرارة وإقتراب فصل الصّيف أخذت هواجس إنقطاع الماء تراود المواطنين لتؤرقهم وتذكّر الكثير منهم بقساوة ما عانوه خلال الصائفة الماضية، فقد تركت إنقطاعات الماء الحاصلة آنذاك أسوء الذّكريات خاصّة وأنّها تكرّرت بإستمرار على مدى أيّام متتالية.
الطّاهر البجاوي القاطن بالمحاجر من معتمديّة طبربة أبدى تخوفه من تكرار سيناريو السّنة الماضية حيث عانى ومجموعة من جيرانه صعوبة وصول الماء إلى مناطق سكنهم المرتفعة وبذلك إنقطاعه بشكل متكرّر في اليوم الواحد، وينسحب الوضع نفسه على متساكني الدّريجات وغيرها من معتمديّة برج العامري حيث تجاوزت الحاجة مقدرة تعبئة الخزّانات لتأثّر سلبا على التّوزيع بالمعتمديّات الأخرى كالبطان والمرناقيّة وتتسبّب في فقدان الماء من حين لآخر الأمر الّذي شكّل كابوسا عاشه المواطنون ولم يتخلّصوا منه إلاّ وقد فعل فعله فيهم فتأجّلت الأعمال كالبناء وتأخّرت الخدمات وإضطربت مراسم بعض المواعيد كالأعراس، هذا دون الولوج في موضوع عدم توفّر الماء الصالح للشّرب أصلا في بعض المناطق الّتي تشكو حرمانا تامّا.
أمام هذه التّخوّفات الّتي بدأت تصدر من هنا وهناك وما يتعلّق بها من تصوّرات مزعجة لما يمكن تكرّره من إنقطاع للماء للموسم الصّيفي القادم إتّصلت "الصّباح" بنور الدّين السّالمي رئيس إقليم "الصّوناد" بمنوبة الّذي صرّح بأنّ هنالك برامج متكاملة وقع إقرارها والمضيّ في جزء منها منذ فترة على أن يقع البدء في إكمال الجزء المتبقى خلال الفترة القريبة القادمة وأهمّها إنهاء ربط القناة المتأتّية من بني مطير على مستوى برج العامري وجهة الفجّة للتّرفيع في كميّات المياه الّتي يقع ضخّها في الخزّانات كما سيقع تدعيم تزويد مدينة طبربة عن طريق البطان خلال شهر من الآن للتّقليص من إمكانيّة الإنقطاعات مستقبلا زد على ذلك إنهاء قَََصَّة وادي مجردة في ما يسمّى بالخرض الموجّه وبالتّالي ربط المناطق المجانبة له بقنوات الماء.. وحسب ما إستقيناه من معطيات إضافيّة ومن أطراف ذات صلة فإنّ الوضع قادم على التّحسّن خلال هذه الصّائفة لكنّ الحلول لن تكون نهائيّة ولن تقطع مع النّقائص إذا ما لم يقع التّرشيد في الإستهلاك وحسن إستغلال ما يتوفّر من مياه صالحة للشّرب في إنتظار إنجازات أخرى قد تكون كفيلة بضمان توفّر الماء على مدى أشهر السّنة وأهمّها بناء خزّانات جديدة وهو عمل يتطلّب إعتمادات وعزم وجب توفّرهما فقد كثر الحديث منذ السّنة الفارطة على إنجاز خزاّن جديد في منطقة برج العامري إلاّ أنّ ذلك لم يتمّ إلى الآن.. فأيّ حال ستكون عليها مياه الشّرب هذه الصّائفة؟
عادل عونلي

تطاوين: خوف من الانقطاعات واحتياطات عبر «المواجل»
يتوجس المواطن في ولاية تطاوين وخاصة منهم متساكنو الريف من انقطاع المياه خلال فصل الصيف حين تشتد الحرارة كما في المدن حين تتعدد المناسبات العائلية التي لا تسمح بغياب هذا المرفق الاساسي في هذا الوقت وفي كل وقت.
شبكة الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه تتسع باستمرار في كل الاتجاهات داخل الارياف كما في المدن واصبحت المزود شبه الرئيسي لمختلف الجمعيات المائية التي تزود التجمعات السكنية والقرى بمياه الشرب لكن رغم ذلك ظلت بعض القرى دون ماء.
ويبدو ان وضع العام افضل مما عاشه المواطنون في الصائفة الماضية حين انقطعت المياه في عدة مناسبات ومواقع نتيجة الاعطاب وايضا نقص التزويد الذي مس عدة مواقع خاصة عليا بحكم نقص المياه المنتجة من الابار المحلية وايضا من مياه الجنوب التي تاتي من الزاس بين مدنين وقابس. ورغم محدودية الموارد فقد واصلت الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه ربط المزيد من الحرفاء في شبكتها كان اخرها قرية شنني التي طالب متساكنوها ايضا بربط القاطنين في الجانب الشرقي من شنني القديمة ( حوالي 45 عائلةّ).
ومن التجمعات السكنية التي تزودت مؤخرا عن طريق الهندسة الريفية التي ربطت القرية بقناة لشركة " الصوناد" اكثر من مائة عائلة في خمسة تجمعات بمنطقة راس الوادي من معتمدية تطاوين الجنوبية بكلفة جملية بلغت مائة واربعة وستين الف دينار. وتضمن البرنامج الجهوي للسنة الماضية 2012 الاستجابة لواحد وسبيعن طلبا اغلبها في معتمدية تطاوين الشمالية بكلفة جملية قدرات بحوالي مائتي الف دينار يساهم المنتفعون فيها باقل من عشرة بالمائة خاصة وان معدل الكلفة الفردية قدرت بقرابة خمسة الاف دينار أي ضعف الكلفة الفردية في برنامج سنة 2011.
وإجمالا في غياب ظاهرة البناء العمودي فان اغلب المتساكنين ينجزون ما يعرف بالفسقية او الماجل في مبانيهم لتكون خزانات ضرورية لجمع مياه الأمطار للشراب عند ارتفاع نسبة الملوحة في مياه "الصوناد" او للغسيل وغيرها عند استساغة المياه الموزعة كما يتجلى في عديد المناسبات اعتماد الناس على المياه المعلبة المعدنية في الشراب ويقتنون بكميات كبيرة قبيل فصل الصيف. وتبقى هذه الخزانات خير وسيلة لمواجهة النقص او انقطاع المياه صيفا خاصة في المواسم الممطرة.
محمد هدية

الموارد المائية الجوفية
حسب تقييم سنة 2000 تبلغ نسبة الموارد المائية الجوفية 2125 مم3 منقسمة إلى 745 مم3 متأتية من الخزّانات السطحية و1380 مم3 من الخزانات العميقة مع العلم أن 650 مم3 من الموارد المائية الجوفية العميقة غير متجددة.
أمّا عن نسب الموارد الجوفية حسب المناطق الطبيعية للبلاد فتحتوي منطقة الشمال أكثر من النصف (55 %) من الطبقات القليلة العمق أما في الوسط فهي لا تتجاوز هذه النسبة 30 % ويحتوي الجنوب على 15 % منها، وبالنسبة للموارد الجوفية العميقة فإنها توجد خاصة في منطقة الجنوب حيث تمثل 58 % من جملة الموارد.
وتبلغ نسبة إستغلال الموارد الجوفية القليلة العمق في سنة 2000، 780 مم3 يقع استغلالها عن طريق ما يقارب 90.000 بئر سطحية مجهزة بمحركات حرارية أو كهربائية. وتبلغ نسبة إستغلال الموارد الجوفية العميقة 1100 مم3 عبر أكثر من 3500 بئر عميقة مستعملة في عدّة قطاعات خاصة منها القطاع الفلاحي وقطاع الماء الصالح للشراب.
ع.زايدي

قابس: رغم التطمينات لا تزال التخوفات
شكل انقطاع المياه في السنوات الأخيرة وعلى وجه الخصوص في الصائفة الماضية على بعض المناطق في ولاية قابس على غرار الحامة، منزل الحبيب، المطوية، غنوش جعل المواطنين في هذه المناطق يبدون استيائهم حيال هذه الوضعية خاصة وأنها تتزامن مع حرارة فصل الصيف أين يكون المواطن في أمسّ الحاجة لقطرات من الماء ليروي بها عطشه أو يقضي بها بعض شؤونه المنزلية لكن لا طالما وجد نفسه في وضعية يحسد عليها جراء فقدان الماء "الصباح" تحدثت إلى بعض المواطنين عما عانوا منه في الصائفة الماضية جراء عملية انقطاع الماء والبداية كانت مع ماجد الذي أن منطقتهم عانت كثيرا الصائفة الماضية من عمليات الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشراب خاصة عند اشتداد حرارة الطقس وبحسب رأيه فان ذلك يعود إلى عدم صيانة شبكة القنوات وكثرة تعطلها من جهة وعدم قدرة المخزون المائي على تلبية الحاجيات والطلبات المرتفعة من قبل المواطنين.
عبد السلام احد متساكني منزل الحبيب هو الأخر أبدى تذمره من الحالة الكارثية حسب وصفه لحالة انقطاع المياه بمنطقتهم المعروفة بشدة حرارتها صيفا في حين أضاف علاء الدين أن معاناتهم الصيف المنقضي فاقت التوقعات لا سيما في شهر رمضان ما اقلق راحة المواطنين وتعكير صفوهم.
الإدارة تطمئن..
حملنا تذمرات وتشكيات المواطنين وتوجهنا صوب إقليم شركة توزيع واستغلال المياه بقابس أين التقينا بحبيب الذوادي رئيس مصلحة استغلال المياه هناك والذي لم ينف حصول بعض الصعوبات في الصائفة الماضية لكنه أكد أن اغلب الحالات التي وقعت كانت خارجة عن نطاق نفوذ الشركة فمعتمدية منزل الحبيب وبالتحديد جهة السقي التي عانت من انقطاع المياه لمدة طويلة هي ليست تابعة إداريا لمرجع نظرنا بما أن القنوات مرتبطة بولاية قفصة بحكم قربها من هناك كما آن الجمعية المائية بالجهة فشلت في تلبية حاجيات المتساكنين في حين ان باقي الانقطاعات تعود بالأساس إلى تكرار انقطاع التيار الكهربائي عن المضخات ما تسبب في توقف تدفق المياه وعن الإجراءات والاحتياطات التي تم اتخاذها لتلافي وتفادي الإشكالات التي وقعت الصيف الماضي أكد لنا حبيب الذوادي أن إقليم قابس لتوزيع واستغلال المياه اتخذ كل التدابير اللازمة لذلك، وذلك من خلال تشخيص مكامن الخلل في مرحلة أولى ثم إعداد الخطة اللازمة لتجاوز ذلك ففي منطقة منزل الحبيب على سبيل المثال تم التفاهم مع المجمع المائي هناك لإعادة تامين احتياجات المتساكنين. كما أن معتمدية غنوش وقع تجديد عديد الشبكات بما سيسمح بتجاوز إشكاليات انقطاع الماء الصالح للشراب كما كان الاقتراح بالتدخل في جهات مارث، شنني وقابس الغربية لكن يبدو أن الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه أجّلت توفير الاعتمادات.
التحلية هي الحل..
الاستهلاك الضخم من الماء الصالح للشراب في ولاية قابس والتي تصل إلى 2.8 مليون متر مكعب سنويا من خلال تامين حاجيات أكثر من 100 ألف مشترك الذين يستهلكون 55 ألف متر مكعب يوميا بمعدل 640 لتر في الثانية يضاف إليها حاجيات المنطقة الصناعية التي تصل إلى 25 ألف متر مكعب يوميا بمعدل 300 لتر في الثانية وحاجيات المنطقة الفلاحية بالحامة كذلك والتي تصل إلى 10 ألاف متر مكعب يوميا بمعدل 120-150 لتر في الثانية. كل هذه الكميات الضخمة المستهلكة تجعل مصير المائدة المائية بولاية قابس محل خطر محدق لو لم يتم التعجيل باستغلال الحل الأنسب والأيسر حسب ما أوضح لنا حبيب الذوادي وذلك من خلال مشروعي تحلية مياه البحر الأول بمنطقة الزارات والدراسة قد انطلقت والأشغال ستكون في النصف الثاني من سنة 2014 وهو مشروع سيوفر في حدود 40 ألف متر مكعب في اليوم أي ما يقارب ما يستهلكه مواطني ولاية قابس حاليا أما المشروع الثاني فهو يهم المنطقة الصناعية والتي تلتهم ربع ما توفره المائدة المائية بولاية قابس حاليا ورغم الإمكانات المالية الضخمة للمجمع الكيميائي فان انجاز المشروع تأخر لأسباب مجهولة فالدراسة موجودة ولم يتبق سوى الانجاز.
ياسين بوعبدالله

المنستير: تدعيم الشبكات وتجهيز محطة ضخ
بين صادق الهاني أنه وحتى لا تكرر ازمة الماء الصالح للشراب التي عشناها سابقا وجب على المسؤولين في القطاع القيام بالإجراءات اللازمة قبل حدوث الازمة وذلك بإعلام المواطنين بموعد انقطاع ضخ الماء حتى يتمكنوا من اخذ جميع الاحتياطات اللازمة على الاقل.
أما محمد الحيزم استاذ جامعي اشار بالقول"انه طالما ان الشركة الوطنية تحتكر توزيع الماء الصالح للشراب فهي تحتكر ايضا المسؤولية في تصريفه فيما ينفع الناس دون الاخلال بهذه المسؤولية، ولذلك فهي مطالبة بمقتضى العرف والقانون بتوفير ما جعلت مسؤولة على توزيعه.
من جانبه أكد ثامر الغزي (استاذ جامعي) ان موسم الصيف موسم ذروة استهلاك المياه ولذلك لابد من ان تفكر الجهات المسؤولة في البحث عن موارد جديدة داعمة للمائدة المائية الاخذة في التقلص على غرار السعي الى تركيز محطات لتحلية مياه البحر وتشجيع السكان على انشاء فسقيات في منازلهم تكون رافدا مما يساعد على التقليص من استهلاك مياه الصوناد.
اما عادل كعبية (مدير مؤسسة) فقد اوضح ان ما وقع في الصائفة السابقة من انقطاع في المياه والتيار الكهربائي راسب من رواسب التخلف لا يقع في بلدان متحضرة رغم ارتفاع مستوى العيش فيها، حيث ان الماء ليس للشراب اساسا بل ما وقع يعتبر تحقير وتقزيم للعنصر البشري لا غير وذلك بدون تفسير التأثيرات المباشرة على الاقتصاد فاعتبرها مشاكل تخلف وغير حضارية. وهنا علينا دراسات عميقة للمشاكل والاستعانة بأصحاب الكفاءات في هذا الميدان المعروف باسم "هيدروليك".
الموارد المائية المتاحة قليلة ونادرة في العالم بصفة عامة ذلك ما بينه عبد السلام بسباس(استاذ)، اما في البلاد التونسية فالمشكلة عويصة جدا باعتبار وجودنا في منطقة معطشة"النطاق شبه الجاف" وتصنف البلاد التونسية ضمن البلدان "تحت عتبة الفقر المائي" أي اقل من 1000 متر مكعب للفرد في السنة كمعدل للاستهلاك المائي، وقد بلغ استغلال الموارد المائية المتاحة الدرجة القصوى أي ما يقارب 90 في المائة وتشكو بعض المناطق السياحية في الجنوب التونسي ضغطا مائيا خطيرا مثل جزيرة جربة وواحات الجريد. وهنا لا بد من طرح هذه المسائل ومناقشتها بكل جدية لايجاد الحلول الناجعة والجذرية.
رئيس اقليم شركة المياه يوضح..
اكد رئيس اقليم شركة المياه بالمنستير الازهر الفريقي انه بالنسبة لاقليم المنستير الذي يحتوي على7 معتمديات وهي على التوالي المنستير والوردانين والساحلين وبنبلة وجمال وزرمدين وبني حسان فان النقص الذي حصل الصائفة الفارطة قد اقتصر فقط على منطقة المزاوغة المليشات ومنطقة منزل النور(المناطق العلوية فقط)وذلك نتيجة نقص جلب مياه الشمال والقيروان الى الساحل بسبب قطع الكهرباء في اوقات الذروة على محطة التصفية ببلي التي تنتج ما يقارب 4 متر مكعب في الثانية لسد حاجيات الوطن القبلي وسوسة والمنستير والمهدية وصفاقس.
اما بالنسبة للاحتياطات التي قامت بها الشركة لتفادي النقص في المنطقتين المذكورتين الراجعة بالنظر لاقليم المنستير فقد تمت برمجة تدعيم الشبكة في مزاوغة والمليشات وذلك بوضع 2.800متر خطي من القنوات قطر200(اشغال منتهية) مع تجهيز محطة ضخ خلال شهري ماي وجوان 2013 لتقوية الضغط في اوقات الذروة، كذلك الشان بالنسبة لمنطقة منزل النور أي بتدعيم الشبكة بوضع 300 متر خطي قطر 160 مليمتر واعادة تجهيز محطة تقوية الضغط بالمنطقة العلوية خلال شهري ماي وجوان2013 أي قبل فترة الذروة، اضافة للأشغال الكبرى التي تقوم بها الشركة لتدعيم طاقة جلب مياه الشمال التي من اهمها وضع 12كلم قناة قطر1200 مليمتر بالبرجين من ولاية سوسة مع تركيز محطة لتصفية مياه نبهانة قرب القلعة الكبرى(انتاج 300 لتر في الثانية اضافية) وتجهيز محطات الضخ بالمرجين وكركر لتدعيم منسوب المياه الموجهة نحو المهدية وصفاقس وذلك بكلفة جملية تناهز 52 مليون دينار والتي لا تزال اشغالها بصدد الانجاز الى غاية نهاية شهر جوان 2013.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.