أشرف وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، يوم أمس الاربعاء، بمقر سفارة تونس بواشنطن على حوار تفاعلي مع عدد من ممثلي مراكز التفكير الامريكية ( THINK TANKS) التي تلعب دورا مؤثرا في صنع القرار الامريكي. وحضر هذا الاجتماع ممثلين عن "مركز كارنيغي" و"مجلس الاطلسي" و"مشروع الديمقراطية في الشرق الاوسط" و"المعهد الديمقراطي الوطني" و"المعهد الجمهوري الدولي" و " مبادرة التنمية الشاملة" (IGD) والسفير الامريكي الاسبق بتونس، غوردن غراي، ممثلا عن "مركز التقدم الأمريكي" والسفير الامريكي الاسبق بتونس ،جاكوب والس، ممثلا عن "مركز كارنيغي" وسفيرة الولاياتالمتحدةالامريكية السابقة بتونس، روبن لين رفايال، ممثلة عن "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية"، بالاضافة الى ممثلين عن وزارة الخارجية الامريكية، وفق بلاغ صادر عن وزارة الخارجية. وثمن وزير الشؤون الخارجية ما يحظى به الشأن التونسي من متابعة وإهتمام لدى مختلف مراكز التفكير الامريكية وأهمية الدعم الذي يقدمه ممثلو هذه المراكز لتونس لا سيما من خلال ابراز ما تحققه من نجاحات على مستوى الانتقال الديمقراطي وتسليط الضوء على ما تواجهه من تحديات على كافة المستويات لدى الادارة والكونغرس الامريكيين. وأبرز الوزير أن تونس تسعى منذ فترة إلى تخطي ثلاث عقبات أساسية، تتمثل في مزيد تعزيز الانتقال الديمقراطي بما في ذلك انجاح المواعيد الانتخابية المقبلة المزمع تنظيمها خلال نهاية السنة واستكمال بناء مؤسساتها الدستورية، والتصدي للمخاطر المرتبطة بالارهاب و استحثاث نسق النمو الاقتصادي . وفي رده على أسئلة الحضور، أكد وزير الشؤون الخارجية ى أن تونس تعمل جاهدة على استكمال المسار الديمقراطي وبناء مؤسساتها الدستورية، حيث سيتم اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها، بعد ان تولى سيادة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي التوقيع على الامر الرئاسي الخاص بتنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية في شهري اكتوبر ونوفمبر القادمين. وبخصوص الوضع الأمني في تونس، أوضح الوزير أن عملية مكافحة الارهاب في تونس تعد من ابرز التحديات القائمة، مشيرا الى أن الحكومة التونسية وضعت استراتيجية وطنية لمكافحة هذه الافة ترتكز على مقاربة استباقية ووقائية نشطة بما مكن من تحقيق عديد النجاحات الأمنية لتعقب المجموعات الإرهابية والقضاء عليها. كما عملت تونس على ارساء تعاون في المجال الامني مع الشركاء الدوليين وأبرزهم الولاياتالمتحدةالامريكية قصد التصدي للمخاطر الناجمة عن الارهاب والتطرف العنيف. وفي ما يتعلق بالمجال الاقتصادي، بين الوزير أن عملية انعاش الاقتصاد التونسي مثلت تحديا جديا للحكومات المتعاقبة في فترة الانتقال الديمقراطي ابتداءً من سنة 2011، مشيرا الى أن الحكومة تعمل على التصدي لارتفاع معدلات البطالة في صفوف الشباب التونسي ومواجهة ضغوط التضخم وتقليص العجز في الموازنات الاقتصادية العامة والمالية العمومية. وبخصوص الدور الذي ستضطلع به تونس كعضو غير دائم بمجلس الامن للفترة 2020-2021، أكد وزير الشؤون الخارجية أن تونس ستسعى الى تقديم مقاربات وأفكار من شأنها أن تساهم في الحد من الصراعات والأزمات الدولية وتقريب وجهات النظر عبر ايجاد حلول توافقية بشأن القضايا المطروحة على انظار المجلس. يذكر أن وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي يؤدي من 16 إلى 18 جويلية 2019 زيارة عمل إلى الولاياتالمتحدةالامريكية بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي التونسي الامريكي كما يمثل تونس في أشغال المؤتمر الوزاري السنوي الثاني الذي تنظمه الخارجية الأمريكية يوم 18 جويلية 2019 حول حماية الحريات الدينية.