لم ينتظر جمهور مهرجان قرطاج الدولي في دورته الجديدة طويلا كي يكون اللقاء مع الفنان السينغالي الاصل العالمي الشهرة يوسوندور. ثلاثة عروض تلت سهرة الافتتاح ليكون الموعد أخيرا مع هذا الفنان الكبير الذي يحظى بالاحترام على المستوى الافريقي والدولي لفنه أولا ثم لمواقفه الانسانية ثانيا. يوسوندور سفير الاغنية السينيغالية والافريقية إلى العالم يقدم عرضا بمسرح قرطاج الاثري الليلة 16 جويلية. موعد نخال الجمهور لن يترك هذا الحدث الفني يمر دون أن يكون طرفا فيه خاصة وأن يوسوندور يؤكد دائما أن العرض لا يتكون فقط من الفنان والفرقة المرافقة له بل يلعب الجمهور دورا في تحديد نسق العرض ونسبة النجاح الذي يحققه. وقد جدد يوسوندور التأكيد على هذا الامر صباح أمس خلال اللقاء الصحفي الذي انتظم بالعاصمة حول سهرة الليلة. وقال أنه يعول على الجمهور التونسي كي يبث الحرارة اللازمة بالمسرح ما من شأنه أن يزيد في حماسة الجماعة على الركح لتقديم أفضل ما لديهم. من جهته يعد يوسوندور جمهور مهرجان قرطاج الدولي بعرض متكامل فيه الموسيقى والغناء وفيه الرقص وفي أجواء احتفالية كما يتمناها الجمهور. الاغاني المقترحة حسب قوله ستجمع بين القديم والجديد. الفن والمواقف الانسانية أما المواضيع المطروقة فهي وكما هومعروف عن يوسوندور تتعلق بالقيم الانسانية كالمحبة والصداقة والسلام أما أبرز ميزة خاصة بهذا الفنان العالمي فهي تشبثه بجذوره الافريقية. فقد أهدى الكثير من أغانيه إلى بلده السينيغال كما أنه لا يفوت الفرصة دون أن يغني لافريقيا ومن أشهر الاغاني في هذا الباب نجد أغنية " افريقيا انهضي " باللغة الانقليزية. ويغني يوسوندور باللغة الفرنسية إلى جانب الانقليزية كما يؤدي باللهجات الافريقية المحلية على غرار "الولوف". رغم تحقيقه لشهرة عالمية يتمسك يوسوندور بالعيش بالسينيغال وهوصاحب مواقف فيما يخص العمل على تحقيق النهضة الافريقية في جميع المجالات. حول التبادل الثقافي بين البلدان الافريقية شدد الرجل على أنه دون المستوى وهو يرى أنه ليس من المعقول أن يتواصل الامر على ماهوعليه ذلك أنه لايمكن لفنان من دولة افريقية أن يقدم عروضا له بدولة مجاورة افريقية وأن كل فنان افريقي غير معروف بالخارج لا يمكن له أن يحقق الانتشار افريقيا. لا بد حسب رأيه من المرور بباريس أونيويورك حيث تحقق الشهرة هناك حتى يتم الاعتراف بك بالبلدان الافريقية. وقد دعا في هذا السياق إلى ضرورة تكثيف المبادرات في مجال التبادل الثقافي بين البلدان الافريقية والتنسيق بين شركات الانتاج كذلك تنسيق القوانين لتيسير حركة تنقل الفنانين الافارقة بين البلدان الافريقية. هذه الحركة التي تبقى بطيئة بسبب التكاليف ولغياب المبادرات والتنسيق والحال حسب رأيه أن كل شيء متوفر. هناك الجمهور ذلك أن افريقيا تعتبر سوقا جد هامة بمئات الملايين من المستهلكين وهناك وسائل الاعلام وهناك الفنانون.. السوق الافريقية حسب يوسوندور غير مفتوحة بالقدر الكافي على الفنانين الافارقة وهو يأمل أن يكون حظ الاجيال القادمة من الفنانين الافارقة أفضل في هذا الشأن خاصة إذا ما تم العمل بجدية على مواجهة القرصنة ودعم الابداع وتكثيف التعاون في المجال الثقافي. ثراء الموسيقى وتعدد أشكالها من بين الاهداف التي يناضل يوسوندور من أجلها نذكر مسألة التعريف بثراء الموسيقى الافريقية. فالموسيقى في إفريقيا لا تقتصر على ما هو تقليدي فحسب بل هنالك أصناف عديدة ومن بينها الموسيقى الحضرية وهو يدعو في هذا الشأن إلى ضرورة التمسك بالجذور مع الحرص على التعريف بمختلف الاشكال الموسيقية واقتحام عدة مسالك جديدة ونبه الفنانين الافارقة إلى ضرورة عدم السقوط في فخ الاستسهال وتقديم الصورة المشاعة عن الفن الافريقي وهي صورة في الغالب مغلوطة ومجحفة. الانسان الافريقي حسب يوسوندور يمكن أن يكون انسانا عصريا دون أن ينفي هويته وخصوصياته الثقافية وهو يدعو العالم إلى التعامل مع الافارقة على هذا الاساس. ويجدر التذكير بأن يوسوندور وهو من مواليد 1959 بالسينيغال والذي تعتمده عدة منظمات أممية كسفير للنوايا الحسنة نظرا لتعدد مبادراته في مجال عمل الخير في رصيده ثمانية ألبومات وهوحائز على عديد الجوائز العالمية على غرار الغرامي إيوارد كما سبق له وانتخب مطرب القرن بافريقيا (1999) وأفضل مطرب افريقي (1996) وسبق لمجلة التايم أن صنفته ضمن المائة شخصية الاكثر تأثير في العالم. له بعض المشاركات في السينما وقد صور أيضا بعض الكليبات. يقوم حاليا يوسوندور صحبة فرقته الموسيقية بجولة فنية بالخارج قادته إلى حد الان إلى إيطاليا وفرنسا والمغرب ونيجيريا ويقدم عرضا الليلة بتونس ثم تتواصل الجولة بعدد من الدول الاوروبية لتنتهي بفرنسا مجددا. لم يشأ يوسوندور أن يكشف عن تفاصيل عرض الليلة بقرطاج ولكنه وعد بعرض في مستوى ما يأمله الجمهور خاصة وأنه يشعر كما قال منذ البداية بفرح عارم وهو يغني للجمهور التونسي.