تحدّث، اليوم الاربعاء، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني عن تدخلات الوحدات الأمنية والحماية المدنية، مساء أمس، على إثر تهاطل كميات كبيرة من الأمطار في عدد من الولايات وخاصة ولايتي تونس وأريانة والذي تزامن مع غلق الطريق على مستوى حي المستقبل من قبل عدد من المحتجين ما تسبب في توقف حركة المرور في الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين تونس وأريانة وبنزرت. واشار الحيوني إلى أنّ غلق الطريق وتزامنه مع وقت ذروة عودة المواطنين إلى منازلهم مع تهاطل كميات كبيرة من الأمطار تسبب في تسجيل كثافة مرورية وأنّ غلق الطريق اعاق وصول وحدات الحماية في الابان للقيام بعملية الانقاذ والاجلاء وإزاحة السيارات التي علقت في المياه والاستجابة لاستغاثات المواطنين رغم تفعيل مخطط في الابان من قبل لجنة مجابهة الكوارث بوزارة الداخلية، مُؤكّدا أن تدخل كافة الوحدات التابعة لوزارة الداخلية كان بإمكانيات الوزارة. تفريق المحتجين وحول عدم التدرج في استعمال القوة لتفريق المحتجين بحي المستقبل، قال الحيوني إنّ من أغلقوا الطريق هم في حالة استثنائية وفي حالة نفسية صعبة خاصة بعد ان غمرت المياه منازلهم وتسببت لهم في خسائر هامة ولم يكن من الممكن استعمال القوة لتفريقهم، مُضيفا أنه وفي اطار تفعيل الامن الجمهوري وتفهم الوضعية النفسية كذلك تنزل تحاور الوحدات الأمنية مع المحتجين. كما قال انّه وإثر تفهم الوضع والاقتناع تم فتح الطريق من قبل المحتجين لتعود بذلك الحركة المرورية بصفة تدريجية وباشرت الوحدات عمليات التدخل، مُعبّرا عن "تفهم احتجاجات المواطنين ولكن في ظرف مثل الذي عاشته العاصمة البارحة فإنّ الاحتجاجات تزيد في تأزيم الأوضاع"، وفق قوله. وفي نفس السياق، قال الحيوني إنّه ومباشرة وبتدخل وحدات الحماية المدنية تم شفط المياه التي تسربت الى منازل محتجي حي المستقبل والتي فاقت ال180 صم في عدد منها وفي ظرف وجيز بلغ منسوب المياه في المنازل 10 و5 صم. وواصل الحيوني بالقول إنّ وحدات الحماية في عدد من المناطق بأريانة تدخلت لشفط المياه وانقاذ مواطنين وازاحة سيارات وواصلت عملياتها إلى ساعة مبكرة من صباح اليوم، وهي حاليا بصدد ازالة الاوساخ والاوحال في عدد من المناطق المتضررة. حقيقة "البراكاجات" وردّا على ما تمّ تداوله بخصوص تسجيل عمليات "سلب" و"براكاجات" على مستوى الطريق الوطنية رقم 8 إثر توقف حركة المرور، أكّد أنّ الوضع كان تحت السيطرة وأن الوحدات الأمنية تمركزت على مستوى الطريق منذ بداية الاختناق المروري وقامت بتأمين المواطنين العالقين، مُكذبا ومفندا بذلك ما تم تداوله. كما أفاد أنّ جميع الوحدات الأمنية وبمختلف اختصاصاتها تعهدت بمهامها وقامت بايجاد مسالك بديلة وعملت على توجيه المواطنين العالقين وتأمينهم إضافة إلى تأمين المحتجين والتفاوض معهم لإعادة فتح الطريق.