تفتحٌ اليوم 6104 مؤسّسة تربوية عمومية وخاصة ابوابها لاستقبال ما يقارب مليونين و147 الف تلميذ "جددوا العهد" مع مقاعد الدراسة، لتعلن هذه المدارس افتتاح السنة الدراسة 2019-2020. هذا الموعد الاستثنائي او "المقدس" لدى غالبية الاسر التونسية بالنظر الى الاستعدادات الحثيثة التي ترافق انطلاق هذه المحطة التعليمية الهامة حتى تكون كل ظروف النجاح مٌتوفّرة. فلا هاجس للأولياء اليوم سوى الانكباب على تامين كل المستلزمات والمتطلبات التي تقتضها العملية التعليمية –مهما كانت التكاليف- بهدف الارتقاء والتدرج في سلم العلم والمعرفة. ويتوزع عدد التلاميذ السالف الذكر والذي سجّل هذه السنة زيادة ب 56 الف تلميذ مقارنة بالسنة الماضية كالاتي : 63 ألفا تلميذ في التحضيري ومليون و177 ألفا في المرحلة الابتدائية و933 ألفا تلميذ موزعون بين الإعدادي والثانوي. ويبدٌو أن أجواء العودة هذه السنة ستكون "هادئة" بعيدا عن سياسة التعنت ولي الذراع والتجاذبات وخاصة استعمال التلميذ كرهينة، بعد ان تم "امتصاص" الاشكال، من خلال تسوية الاتفاقيات العالقة بين الطرف الاجتماعي والحكومة وهو ما كشفه مؤخرا وزير التربية حاتم بن سالم خلال الندوة الصحفية الاخيرة التي عقدتها الوزارة بخصوص العودة المدرسية حيث اورد الوزير في معرض تصريحاته الاعلامية ان منحة العودة المدرسية والتي تعتبر من ابرز النقاط الخلافية قد ارتفعت بنسبة 75 بالمائة . خطوة كان لها وقعها على الاسرة التربوية لا سيما الاولياء الذين ثمّنوا مثل هذا الاتفاق وهم الذين "اكتووا" على مدار سنتين خلت بنار الخلافات والتجاذبات... من جهة اخرى جدير بالذكر ان العودة المدرسية هذه السنة قد اعطيت اشارة انطلاقتها بعد تأخير دام يومين عن موعد انطلاقتها الفعلي بالنظر الى الاستحقاق الرئاسي الذي عاشت على وقعه البلاد الاحد الماضي وهو ما يفضي الى التساؤل بالحاح عن مدى جهوزية مؤسساتنا التربوية لاستقبال ابنائها . وفي هذا السياق يؤكد مصدر مسؤول من وزارة التربية في تصريح ل "الصباح" امس ان جميع المؤسسات التربوية جاهزة لاستقبال التلاميذ اليوم مشيرا الى ان جمع اللجان الجهوية قد استكملت اشغالها بما يؤشر الى عودة جميع الامور الى نصابها مؤكدا جهوزية غالبية المؤسسات التربوية لاستقبال تلاميذها. اما بخصوص بعض الأشغال او مشاريع التوسعة التي ما تزال قيد الانجاز ببعض المؤسسات التربوية فقد اوضح المصدر ذاته ان اشغال الصيانة والتهيئة التي انطلقت خلال العطلة الصيفية قد انتهت باستثناء اشغال التوسعة التي تتطلب 4 اشهر حتى يتسنى استكمالها. وفسر محدثنا في هذا الاطار انه تم عزل هذه الاشغال عن معابر التلاميذ بطريقة محكمة لا تؤثر مطلقا على سير العملية التربوية داخل القسم. جدير بالذكر ايضا ان العودة المدرسية هذه السنة ستصاحبها قرارات جديدة ستدخل حيّز التنفيذ بداية من السنة الدراسية 2019 - 2020 من بينها منع و تحجير اصطحاب الهواتف الجوالة بالنسبة لتلاميذ المرحلة الابتدائية وفقا لما اعلن عنه مؤخرا وزير التربية. وفسّر بن سالم ان الوزارة قد اتخذت قرار تحجير اصطحاب الهواتف الجوالة لتلاميذ الابتدائي تماما و على امتداد كامل السنة فضلا عن تحجيرها ايضا اصطحاب الهاتف الجوال في فترات الامتحانات (خلال الاسبوع المغلق) بالنسبة لتلاميذ الإعدادي والثانوي فضلا عن ان كل هاتف سيتم حجزه سيقع اتلافه على اعتبار ان الهاتف الجوال يساهم في تشتيت تركيز الطفل داخل القسم كما انه يفضي الى بعض الممارسات على غرار قيام بعض التلاميذ بتسجيل ما يدور داخل القسم. انتدابات جديدة امّا على المستوى البيداغوجي والتربوي فتتميز السنة الدراسية الحالية بالشروع في تدريس اللغات الأجنبية الفرنسية والانقليزية على التوالي ابتداء من السنتين الثانية والرابعة ابتدائي عبر محامل الكترونية علاوة على الترفيع في ضارب مادة الإعلامية إلى 1,5 بالنسبة لتلاميذ الثانية الثانية ثانوي اختصاص علوم وآداب واقتصاد وخدمات. وفي محاولة لتعزيز مواردها البشرية قررت وزارة التربية تعزيز العودة المدرسية 2019 - 2020 بتعيين 2574 متحصلا على الاجازة التطبيقية في علوم التربية والتعليم وانتداب 2356 من طلبة الماجستير المهني في علوم التربية و2645 معلما في اطار انتداب الدفعة الثالثة من المعلمين النواب ومع ذلك تسجل الوزارة نقصا ب 11 الف مدرس في المرحلة الابتدائية. وضعية ستتداركها قريبا سلطة الاشراف من خلال سعيها الى التّعاقد مع المعلمين النواب على أساس قاعدة البيانات التي يجري تحيينها حاليا. اما بخصوص النقص الحاصل في صفوف العملة (اعوان التنظيف والحراسة) في بعض المؤسسات التربوية فقد تعززت بعض المدارس هذه السنة ب ادماج 61 عون "بستنة" صلب المؤسسات التربوية بولاية تطاوين على ان تتولى سلطة الاشراف لاحقا مضاعفة هذا العدد في مناطق اخرى. تجدر الاشارة الى 155,400 الف اطار تربوي يؤمن سير العملية التربوية خلال هذه السنة الدراسية (78 الفا و800 في المرحلة الابتدائية و76 الفا و600 موزعون بين المرحلة الاعدادية والثانوية) في حين تم تخصيص قيم واحد لكل 100 تلميذ وهي نسبة تعتبر محترمة مقارنة بباقي المنظومات التربوية وفقا لما اكده حاتم بن سالم خلال الندوة الصحفية التي التامت مؤخرا بمقر الوزارة حول العودة المدرسيية. جدر بالذكر ايضا ان الاطارات التربوية السالفة الذكر قد باشرت امس عملها بمؤسساتها الأصلية. هذه السنة الدراسية التي اعطيت اشارة انطلاقتها اليوم تختتم بانجاز الامتحانات الوطنية حيث ستجرى الدورة الرئيسية لامتحان البكالوريا أيام 10 و11 و15 و16 و17 جوان 2020. في حين تلتئم امتحانات شهادة ختم التعليم الاساسي العام والتقني أيام 22 و23 و24 جوان 2020. في حين تجرى امتحانات مناظرة الدخول إلى المدارس الاعدادية النموذجية أيام 25 و26 و27 جوان 2020، لتختم منظومة الامتحانات بدورة المراقبة لامتحان البكالوريا أيام 30 جوان و1 و2 جويلية 2020 . منال حرزي