جودة عالية لمحاصيل هذا العام تونس - الصّباح: أوشك موسم الحصاد 2008/2007 على الانتهاء بل لعله شرع في قفل أحزمته وطيّ آخر صفحاته بالنسبة لمزارع القمح اللين التي فاقت عملية حصاده 96% فيما اختتمت مزارع الشعير موسمها ببلوغها نسبة 100%. كما تقدم موسم حصاد القمح الصلب بخطى سريعة نحو الاختتام ببلوغه 90% ولم تتبق سوى المناطق التي تم بذرها متأخرا مثل سيدي نصير وفرنانة لإستكمال حصادها. وفي رصد للمؤشرات الرسمية لتقدم عمليات جمع الحبوب تفيد المعطيات المتحصل عليها أنه إلى حدود يوم 13 جويلية الجاري بلغت الكميات المجمعة 3,944 مليون قنطار مقابل 4,172 مليون قنطار خلال نفس الفترة من السنة الماضية. الحصيلة تبدو كما تلوح أرقامها الرسمية وكما ردّدته بعض الجهات الفلاحية المهنية سابقا متواضعة للغاية وحتى ببلوغ 5 مليون قنطار كهدف مرسوم إلى موفى 30 أوت فإنه سيكون أدنى بكثير من حصيلة الموسم الماضي والذي سجل تجميع 7 مليون قنطار. وهكذا تنطبق مقولة تسير الرياح بما لا تشتهي السفن على موسم الزراعات الكبرى هذا العام... موسم رغم ما خص به من اجراءات وما أقرت له من قرارات وحوافز لمزيد دفع الانتاج والرفع من الانتاجية والترفيع في أسعار الحبوب عند الانتاج حالت العوامل المناخية القاسية دون بلوغ الأهداف المنشودة بسبب شح الأمطار بل وانحباسها عند أشد الحاجة إليها. ليكون عنصر الطقس العامل الأساسي وراء تراجع الانتاج سيما أن الأيام الممطرة طوال الموسم لم تتجاوز 100 يوم بمعظم المناطق علما وأن 1,400 مليون هكتار من المساحات الجملية التي تم بذرها هذا العام والبالغة 1,500 مليون هكتار هي بالأساس زراعات مطرية ومن الطبيعي تأثرها بانحباس الأمطار. ...بعيدا عن التطفّل ويبقى السؤال المطروح متعلقا بمدى قدرة القطاع والعاملين فيه والمشرفين عليه على تجاوز هذا المعطى المناخي باعتباره عنصرا أساسيا في المنظومة الفلاحية منذ الأزل لا هو بالجديد عليها ولا هو بالمتطفل أو الدخيل على المشهد الزراعي... طالما تعايش معه الفلاحون وتأقلموا مع تقلباته... لكن إلى أي حد يمكن تخطي عتبة هذا العامل الخارج عن النطاق وماذا عن تداخل بقية العوامل في ضعف الصابة ونقصد بذلك الحزمة الفنية والتمويل وتراكم الديون والمشاكل العقارية وغيرها من المعضلات التي يشكوها القطاع؟. مجمل هذه العوامل سنحاول تناولها في مساحة لاحقة اعتمادا على رأي المهنة وتحديدا جامعة منتجي الزراعات الكبرى التابعة للاتحاد الفلاحي. الجودة والأسعار متابعة لرصد صابة 2008 تشير بيانات وزارة الفلاحة الى أن جودة الحبوب هذا العام أمر واقع بتسجيل جودة عالية جعلت مستوى الأسعار المعتمد عند تسليم المنتوج وتعييره مرضيا بالنسبة للمنتجين ولم تسجل على ضوء ذلك اشكاليات تذكر عند التعامل بهذا السلم وفق مصادرنا. كما علمنا أن عملية تجميع الحبوب وتسليمها الى مراكز الجمع تسير بنسق عادي على أمل أن تتحسن أكثر مع الاقتراب من موفى شهر أوت.