الحلفاوين الصباح: الحدث لم يكن عاديا مساء الثلاثاء الماضي ببطحاء الحلفاوين في قلب المدينة العتيقة.. حيث كان الاحتفاء بمرور نصف قرن على رحيل أحد رموز الاغنية الفكاهية ببلادنا.. الفنان صالح الخميسي.. في الدورة الثامنة لايام الخميسي للأغنية الفكاهية.. غير بعيد عن البطحاء وفي منزل صالح الخميسي الذي يرعاه الاستاذ فريد الخميسي (ابن شقيق صالح الخميسي).. كان لقاء الذكريات مع مسيرة هذا الفنان.. جدران المنزل تحمل صورا لصالح الخميسي في اكثر من موقف.. وهناك غير بعيد الآلات الموسيقية التي كان يستعملها وآلات التسجيل (الحاكي).. وجهاز راديو كان لا يفارق الراحل. هكذا عمل السيد فريد الخميسي على جمع كل مقتنيات وحاجيات صالح الخميسي.. التقى في المنزل عدد من محبي صالح الخميسي ليكون الحديث حول العديدمن الذكريات وخصوصيات وفن هذا الفكاهي الفذ.. صليحة وصليح.. متعة وطرافة غصّت بطحاء الحلفاوين بدايةمن الثامنة والنصف مساء بالجمهور الذي تحلق حول منصة اقيمت في قلب البطحاء لتقديم عرض فني فرجوي فكاهي اعده باقتدار الفنان الكوميدي المنذر الجريدي تحية منه لروح صالح الخميسي في الذكرى الخمسين لرحيله.. اشتمل العرض على العديد من المواقف التمثيلية المستوحاة من الاغاني الفكاهية لصالح الخميسي.. وقد عمل المنذر الجريدي بروحه الخفيفة على توظيف هذه الاغاني في مشاهد جمعت بين الطرافة والتعليق الساخر والنكتة الخفيفة.. وكان لبالي سرور للرقص حضوره الفاعل في «كتابة» هذه الاغاني والمواقف من خلال حركات متناسقة.. متكاملة ومنسجمة.. شدت الانتباه لدى الجمهور الغفير الذي غصت به البطحاء. .. أكد المنذر الجريدي أن «صليحة وصليح» من الاسماء التي سيكون لها شأن كبير في عالم الفكاهة ببلادنا وهو الذي يتوفر على تجربة متميزة سواء في التلفزة من خلال سلسلة «كاشي كاشو» و«سنين دايمة» او في المسرح من خلال مشاركات متنوعة في اعمال كوميدية خفيفة. هل يتم تأسيس متحف صالح الخميسي؟ تصبّ الجهود حاليا الى التفكير بجدية في اقامة متحف خاص بالفنان الكوميدي الراحل صالح الخميسي الذي اصبح له حضوره البارز في ذاكرة كل «الحلفاوين وباب سويقة» من خلال «أيام الخميسي للاغنية الفكاهية» التي بلغت الآن عامها الثامن.. واصبح في اعتقادنا انه من الضروري العمل على تطوير هذه الايام حتى لا تقتصر على تقديم اغان ومواقف هزلية لتتعدى ذلك الى التأسيس لمسابقات في التأليف الفكاهي في مختلف فنون الابداع والبحث عن السبل الكفيلة باعادة الحياة الى الاغنية الفكاهية التي فيها موقف وحكاية بشكل طريف.