موسيقى الانطلاق والصخب والكهرباء والبرماجيات انطلقت صافرتها في قلب الصحراء بمدينة نفطة لا تحتاج الى آلات موسيقية تقليدية. هنا في منطقة عنق الجمل لا طبل ولا مزمار ولا دف ولا دربوكة ولا مغني يطلق أصواتا طربية أو يصدح بمواويل وبما أن صخب هذه الموسيقى فيه من التجديد الكثير ومن اللمسات العصرية السحر الجميل لا يتطلب من الجمهور الرقص الشرقي أو الرقص على المزود أو حتى الرقص الصوفي بل رقصا من نوع آخر يشبه التمايل والقفز الى الأعلى أحيانا في حركات سريعة لا تعرف البطء. أمواج بشرية حضرت فاق عددها 5 آلاف أغلبهم من الشباب، عبرت الحواجز الأمنية بكل هدوء بين تفتيش الحقائب اليدوية وتفقد السلسلة التي توضع في اليد كرمز لدفع معلوم المشاركة وتوجيه من ليده بعض الأسئلة، تشكيلة من الأمنيين والعسكريين حرصت أن يكون التنظيم دون اخلالات خاصة مع كبر عدد الحضور واختلاف لهجاتهم وحتى لغتهم بين الفرنسية والأنكليزية والايطالية والاسبانية. تقول شيماء بالزاوية أن التنظيم كان محكما وأنها قدمت خصيصا من فرنسا الى هذه التظاهرة لعيش تجربة نوم ليلة في الصحراء داخل الخيام وليس الغرف بين الجدران وقضاء ساعات دون توقف في الرقص على أنغام الموسيقى الالكترونية، مبينة أن هذا اللون الموسيقي تحبه لكنها لم تعشه من قبل بين الكثبان الرملية في الهواء الطلق. جيروم أحد الحاضرين الذي جاء من فرنسا ذكر أنه سعيد بدعوة أصدقائه التونسيين له لهذه التظاهرة وأنه لم تخب توقعاته ووجد الموسيقى والمكان كما وصفوه له بل أكثر جمالا وأن جمال الصحراء لا يقل صخبا من صخب الموسيقى. أنيس الوافي الذي أتى من الحمامات أفاد أنه لم يندم عن القدوم وأن نهاية هذه الأسبوع له كانت بعيدة عن الملل والروتين والأماكن المغلقة وأنه وجد كل ما يحتاجه من تجديد لطاقته. جمهور حول ارتعاشة البرد التي أصابت جسده الى دفء. بالرقص أو الى جلسة بدوية داخل الخيام فوق الوسائد تقيه من لفحات النسيم القارصة. التصدي للتحرش في التظاهرة ولأن الظلام ترافق مع الموسيقى والاكتظاظ فانه وقع نصب خيمة مهمتها رصد رصد حالات التحرش واستقبال من تريد سرد تجربتها أو الابلاغ عن المُتحرّش وتقول سارة ناشطة في منظمة "أصوات نساء" لتمثيل حملة "أنا زادة" وهي حملة وطنية ضد التحرش أن مجموعتها المتواجدة في التظاهرة وزعت صفارات للبنات من الجمهور الحاضر حتى في صورة تعرضهم للتحرش يطلقون أصواتا من الصفارة فيجدون الدعم منهم أو من الجمهور الحاضر. 8 آلاف زائر للتظاهرة نجاح الجمهور والتنظيم خاصة وأن الفعاليات استمرت ل 30 ساعة موسيقى متواصلة أثثها 30 فنانا وأنه في الدورات القادمة ستكون الفعاليات أقوى وأكثر تنوعا. وكان وزير السياحة روني الطرابلسي من بين الحضور حيث أفاد ل "الصباح الأسبوعي" أن 100 سائح أجنبي قضوا نهاية الأسبوع في النزل دون احتساب من فضلوا البقاء في الخيام وأنه يعتبر أن التظاهرة نجحت تنظيميا وجماهريا، وأن منطقة عنق المال مكانليس للتظاهرات فقط بل أيضا للسياحة الثقافة أين صورت فيه مؤخرا العديد من الأفلام العالمية والمسلسلات على غرار مسلسل "ممالك النار" الذي يعرض حاليا على شبكة netflix وقناة mbc وزيارة العديد من الممثلين العالمين.