إحصائية صادمة: 270 حالة زواج عرفي يوميا في هذا البلد    رضا الشكندالي: ضمان الزيادة في الأجور مرهون بقدرة الدولة على تعبئة مواردها المالية    "رويترز": ترامب أمهل مادورو حتى الجمعة ليغادر البلاد وفرض الحظر الجوي بعد رفض الأخير    فرنسا: منزل الرئيس الأسبق هولاند يتعرض للسرقة... التفاصيل    هندوراس تتهم ترامب بالتدخل في انتخاباتها الرئاسية    طقس اليوم: ضباب كثيف صباحاً وأمطار ببعض الجهات    سيدي حسين: تفكيك شبكة خطيرة لترويج الأقراص المخدّرة ومواصلة الحرب على الجريمة المنظمة    غار الدماء: انطلاق وحدة الإسعاف والإنعاش المتنقلة لخدمة المواطنين    نيجيريا: استقالة وزير الدفاع بعد موجة من عمليات الخطف    وزارة الثقافة تنعى صاحب دار سحر للنشر الأستاذ محمد صالح الرصّاع    كارثة الفيضانات في إندونيسيا: مقتل 613 ونزوح مليون شخصا    البرلمان يرفض مقترح "قرض المساعدة على الزواج".. وفاطمة المسدي توضح دوافع المبادرة وخلفيات إسقاطها    تفاصيل جلسة يوم الاثنين: البرلمان يقرّ 12 فصلًا إضافيًا ضمن مشروع قانون المالية 2026    "لا نريد أحدا منهم".. وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية تقترح حظر سفر كامل على بعض الدول    مباريات اليوم الثلاثاء في كأس العرب 2025: قمة مغربية ومواجهة مصرية واختبار سعودي–عُماني    الدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية تكشف عن قائمة المسابقات الرسمية لسنة 2025    شراكة دوليّة لتحسين رعاية مرضى الهيموفيليا    المهدية ...في إطار البرنامج الوطني للتّرويج للمواقع التاريخيّة.. يوم سياحي بقصر الجم الأثري    الباحث والناقد المسرحي الكويتي يوسف الحمدان ...يجب أن يرتفع صوت المسرح دفاعا عن القضية الفلسطينية    بنزرت: مكتبة صوتية لفائدة ضعيفي وفاقدي البصر    كأس العرب: فلسطين تنتصر في أولى مبارياتها امام صاحب الأرض    أولا وأخيرا..«حابسة وتمركي»    البنك المركزي: استقرار معدل الفائدة في السوق النقدية عند 7،49 بالمائة للشهر الثالث على التوالي    الحرارة تصل 4 درجات هذه الليلة..    غدا.. اولى جلسات الاستئناف في قضية انستالينغو (تفاصيل).. #خبر_عاجل    عدد السيارات الكهربائية التي تم ترويجها في تونس منذ بداية العام..#خبر_عاجل    عدد المتعايشين مع السيدا والخاضعين للعلاج في تونس يبلغ 2236 شخصا الى حدود ديسمبر 2024    نسق بطيء لترويج السيارات الكهربائية في تونس    الاكتئاب الشديد يعفي من قضاء الصلاة؟ التفاصيل هنا    عاجل: منخفضات قطبية تضرب المغرب العربي    كأس العرب: التعادل يحسم الشوط الأول لمواجهة تونس وسوريا    وسائل إعلام: الولايات المتحدة تريد جمع بيانات طبية من الدول الإفريقية    "الحكمة العملية وغليان الراهن" موضوع ندوة دولية للاحتفاء باليوم العالمي للفلسفة    القصرين: تقدّم بطيء في جني صابة الزيتون وسط نقص اليد العاملة وتراجع الأسعار (الإتحاد الجهوي للفلاحة)    الكاف: تزويد الجهة بكميات جديدة من البذور الممتازة وتوقعات بالترفيع في نسق التزود بالمواد الكيميائية    عاجل/ أكثر من 1000 قتيل جرّاء فيضانات اجتاحت هذه الدول الآسيوية    بالأرقام..عدد السيارات الشعبية التي بيعت خلال الأشهر العشرة الأولى من 2025..    منطقتك معنية؟: قائمة الطرقات المُبرمجة للسنة القادمة    إنتخاب سامي العوني رئيسا جديدا للجامعة التونسية للتايكواندو    كأس العرب 2025: مواجهة قوية بين السعودية وعمان في افتتاح مباريات المجموعة الثانية    هام/ تعرف على أنسب الأوقات لشرب الماء خلال اليوم…    اليوم العلمي الاول حول علم المناعة يوم 4 ديسمبر 2025 بكلية العلوم بصفاقس    عاجل: أسوام الأبقار في تونس ترتفع إلى مستويات قياسية..قداش وعلاش؟    عاجل/ تفاصيل روزنامة المراقبة المستمرة بالمدارس والمعاهد الثانوية..    سعد لمجرد يواجه أمام القضاء على خلفية اتهامات ب''سلوك لا أخلاقي''    هل تخلّت وزارة الثقافة عن اتحاد الكتّاب التونسيين وهو يحتضر...؟!    وزير الشباب والرياضة يُشيد بدور الجالية التونسية بقطر في تعزيز الروابط بين البلدين    مصر والكويت في اختبار جدّي لافتتاح مشوارهما ضمن المجموعة الثالثة لكأس العرب قطر 2025    تاريخ المواجهات: تونس وسوريا 11 لقاءً قبل اليوم    أموال أكثر في خزينة الدولة: المحلل المالي بسام النيفر يكشف هذه التفاصيل    هام/ مناظرة انتداب تلامذة ضباط صف لجيش الطيران..انطلاق التسجيل..    عاجل/ البرلمان يصادق على فصلين للزيادة في أجور الموظفين بالقطاعين العام والخاص والمتقاعدين..تفاصيل جديدة..    ابدأ الامتحانات بثقة: دعاء يحفظ المعلومات في عقلك وذاكرتك    باجة: اختناق عائلتين بسبب تسرب الغاز... التفاصيل    البرنامج الوطني للترويج للمواقع الأثرية: يوم سياحي لزوار من عدة جنسيات بقصر الجم    أولا وأخيرا .. نحن أفسد الفاسدين    استراحة الويكاند    التعامل مع صحيح البخاري كتابًا «فوق الدّراسة والبحث» غيّب الكثير من الجهود العلمية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد التورط في الكاستينغ الحزبي.. الجملي في مأزق والجلاصي يلوح بالبديل..
نشر في الصباح يوم 27 - 11 - 2019

في محاولة منه لاضفاء اكبر الضمانات البرلمانية لتمرير حكومته والمصادقة عليها، يبدو ان رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي قد انتهج طريقا جديدا لاقناع الاحزاب للالتحاق بحكومته.
ووفق ما تسرّب لنا من بعض الكواليس السياسية ان الجملي خير الذهاب الى المفاوضات الموازية والثنائية من خلال عدد من اللقاءات بعيدا عن دار الضيافة وعن اعين الصحفيين المرابطين هناك، وهي محاولة استنجد فيها رئيس الحكومة المكلف بإغراءات المناصب لاقناع هذا الطرف او ذاك.
محاولات الجملي تتعارض مع ادعاءات بعض الاحزاب وتصريحاتها برفضها للمحاصصات السياسية والواقع ان نقاشاتها الحكومية ارتبطت اساسا حول تقسيم السلطة لا على مستوى الوزارات فحسب بل ايضا على مستوى الولاة والمعتمدين وغيرها من وظائف الدولة.
وتشير الوقائع والكواليس أيضا الى الفشل الواضح لرئيس الحكومة المُكلّف ، في تقريب ابرز طرف في البرلمان والمتمثل في قلب تونس وذلك بسبب حالة الرفض الواسعة التي يواجهها حزب القروي سواء من النهضة او غيرها من الاحزاب.
مماطلة وابتزاز ..
الواقع السياسي والمواقف المعلنة كشفت عدم رغبة حركة الشعب في الحكم رغم التسهيلات التي قدمها رئيس الحكومة المكلف لجلب الاستثمار في حكومته سياسيا وبرلمانيا الامر الذي دفعه دفعا للبحث عن بدائل غير تقليدية واساسا تلك المتعلقة بالأحزاب غير الممثلة في البرلمان مما أعطى انطباعا ان حلم تشكيل الحكومة قد لا يرى النور بعد حالة البرود الواضحة في التصريحات.
فقد غادر مثلا الأمين العام لحزب الإتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي قصر الضيافة بقرطاج غاضبا حيث قال في تصريح إعلامي مقتضب اثر اجتماعه برئيس الحكومة المُكلف الحبيب الجملي " كان الله في عوننا وعون تونس".
وأضاف "على الأقل شربنا كاس تاي وفرح بينا وضحك في وجوهنا". المرايحي أكّد كذلك في لقاءات اعلامية تلت هذا اللقاء أن رئيس الحكومة لا يحمل أي رؤية مستقبلية وهو فقط يستمع الى برامج وتوجهات الاحزاب،قائلا " كنت أتمنى أن اجد شخصا له رؤية جاهزة قابلة للتعديل أو مشروع صادقت عليه النهضة، الحزب الذي رشحه، لكن تفاجأت انه لا يملك أي رؤية شخصية وينتظر برامج السياسيين المقدّمة للإطلاع عليها"، لافتا "النهضة هي الحزب الفائز في الانتخابات وهي من تختار الشخصية التي تراها مناسبة لرئاسة الحكومة ولم يكن لديّ أي احتراز".مؤكّدا في ذات السياق أن "تركيبة الحكومة القادمة لا تعنيه وأنه منزعج من التكالب على الوزارات والمناصب أمام غياب البرامج والتصورات الاقتصادية خاصة"
موقف المرايحي تقاطع بالمعنى مع تدوينة الوزير السابق حاتم العش الذي توجه بها الى رئيس الحكومة المكلف وقال " السيد رئيس الحكومة المكلف من حزب حركة النهضة الحبيب الجملي :صدقني لم أفهم المغزى مما تفعله هذه الأيام.ما قالوه لي البعض ممن قابلوك انك تعرف بنفسك وتقضي وقت معتبر لتعرف بنفسك على انك مستقل،في حين انك مساند كليا لحزب النهضة وهو الاول في الانتخابات التشريعية وهذا حقه،وهذا ليس عيبا."
وقد اثار تاخر اعلان الحكومة قلق العش الذي دعا الجملي الى ضرورة الإسراع باعلان التركيبة الحكومية وتجنيب البلاد مزيدا من اضاعة الوقت والا عليه اعلان الانسحاب .
ولَم يكن قلق حاتم العش بمعزل عن القلق الذي انتاب القيادي بإتلاف الكرامة والنائب عبد اللطيف العلوي حيث وصف لقاءات الجملي ب «الكاستينغ» لبرنامج تلفزي وقال العلوي " باركنا هذه المشاورات في البداية لكنّ توسيعها بهذا الشّكل العبثيّ إلى كلّ من لا ناقة له ولا شاة ولا بعير، واقتصارها على حديث النّوايا والشّكليّات دون المرور إلى هندسة البرنامج والتشكيلة الحكوميّة وتحديد الخطّ السّياسيّ لهذه الحكومة وهويّة المشاركين، كلّ ذلك يوحي بأنّها مشاورات ترضية ومجاملات أكثر منها شيء آخر".
حكومة الرئيس .. الخيار القائم
أمام الوضع العام للمفاوضات بشقها الظاهر والمخفي يجد الحبيب الجملي نفسه في "عنق الزجاجة " مورّطا في "كاستينغ الحكومة" المرهق ، حيث لم ينجح الرجل لا في التقدم خطوة او التراجع إلى الوراء وهو ما وضعه تحت طائلة الابتزاز السياسي العميق فحتى حزب الرحمة الذي لا يملك الاّ تمثيلية برلمانية لا تتجاوز 3 نواب بدا متمسكا بوزارة الصحة.
ويرى متابعون ان ما يعيشه الجملي من مباحثات قد لا تعطي أكلها في ظل إصرار رئيس الحكومة المقترح بنزع الجبة السياسية النهضاوية والتي كان يمكن أن تقيه شر المفاوضات العسيرة بما قد يحيل الجميع إلى حكومة الرئيس خاصّة وأنه في ذات السياق ، أفاد القيادي بحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي بأنه في حالة لم تحز حكومة الجملي الثقة في البرلمان فلن تكون نهاية العالم، لأن النهضة ستتخلى عن الملف برمته وترحله إلى رئيس الدولة قيس سعيّد لاختيار الشخصية الوطنية الأكثر قدرة على تجميع مختلف الطيف السياسي وكان هذا الحديث في مداخلة للجلاصي عبر امواج اذاعة "ifm "..
ووصف عبد الحميد الجلاصي هذا الأمر في صورة وقوعه بأنه ليس نهاية العالم ولا بالكارثة داعيا كل الأحزاب إلى عدم التعامل مع الجملي كمرشح للنهضة، التي لا تملك أي خيار سوى ترك زمام التسيير لمرشحها ليعمل كرئيس للحكومة ولا تحت إمرتها.
خليل الحناشي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.