من الواضح أن مهمة رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي في تشكيل الحكومة الجديدة ستكون صعبة حيث سيحاول فيها استيعاب كل التصورات والرؤى المقدمة إليه وبعث رسائل تجابه هذا الوضع غير المسبوق. تونس- الشروق : هذا الوضع غير المسبوق في مشاورات تشكيل الحكومة أفرزته بالأساس نتائج الانتخابات التشريعية التي لم تفض إلى إي أغلبية برلمانية مطلقة بإمكانها إدارة العملية السياسية ، وبدرجة ثانية تحفظات الأحزاب السياسية واللاءات التي يتمسكون بها ومن أهمها اعتراض حزب حركة النهضة على مشاركة الحكم مع حزب قلب تونس. وإزاء هذا الوضع المتشعّب، وفي شوط المشاورات الأول يسلك الحبيب الجملي نهجا تشاوريا قصد البحث عن مشتركات بين مختلف الرؤى والتصورات التي تبلغ أحيانا حد التناقض وتلوّح بفرضية عرقلة الوصول إلى الحل، حيث يسعى الجملي في مرحلة أولى إلى بعث جملة من الرسائل والإشارات التي يريد من خلالها تبليغ فهمه لطبيعة المرحلة. أولى هذه الرسائل عبر عنها امس الجملي من خلال لقاء تشكيلات سياسية تحظى بتمثيل برلماني لا يتجاوز حدود 6 في المائة من المجلس النيابي والحال أن جميعها عبر عن عدم حصوله لتفويض شعبي يخول له دخول الحكومة اوان يكون معنيا بمسار تشكيلها، وبالتالي فان الجملي اراد من ذلك الاشارة الى ان الحكومة التي يريد لها الجميع ان تكون حكومة نتائج تعني كل الاطراف السياسية بغض النظر عن وزنها وحجمها وما ان كانت تنوي التموقع في المعارضة أو في الحكم. ولعل الجملي ايضا اراد الايحاء بامكانية تنفيذه لمقترح عبر عنه سابقا يخص مشاركة اطراف في الحكم من خارج مربع الاحزاب والائتلافات الفائزة بالانتخابات، حيث أن نتائج الانتخابات التشريعية الماضية قلصت في تمثيلية بعض الاحزاب على غرار مشروع تونس غير أن ذلك لا ينفي فرضية وجود افكار ناجعة لديه يمكن الاستئناس بها. الرسالة الثالثة التي يمكن استخلاصها من توسيع الجملي للمشاورات التي طالت احزاب صغيرة وامتدت الى مفكرين ومثقفين هي مجاراة صعوبة المهمة بأدوات من جنسها فالجميع يدرك ان حركة النهضة فازت في الانتخابات التشريعية دون اغلبية ولها القدرة على المناورة قياسا بتماسكها وبالتالي لم يعد للجملي هامشا كبير من التحرك سوى محاولة بناء حكومة نتائج ومصلحة وطنية عبر الاستفادة من قاعدة ''أدعم ولا اشارك'' التي عبرت عنها احزاب عديدة على غرار التيار الديمقراطي وقلب تونس. في المحصلة ستتواصل مشاورات تشكيل الحكومة اياما اخرى بهذه الطريقة التي رسمها الحبيب الجملي والتي يعتمد فيها على الاستماع اكثر من القول عله يجد خيطا ناظما بين كل ما تطرحة التشكيلات السياسية المختلفة، غير أن الخروج بتوليفة حكومية من هذه التناقضات السياسية تعد مهمة صعبة للغاية. محسن مرزوق:ليس لنا تفويض للحكم لكننا معنيون بمساره قال رئيس حزب مشروع تونس محسن مرزوق اثر لقاء وفد عن حزبه رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي أنهم ابلغوا الجملي ان الحزب لم يتحصل على تفويض شعبي للحكم وهو بالتالي غير معني بالحكومة أو المشاركة فيها غير أنه معني بالمسار الحكومي في مستوى التفاعل مع ما يطرح من برامج. وأضاف محسن مرزوق أن تشكيل حكومة على قاعدة التشظي الحاصل في المشهد البرلماني والاختلافات العديدة داخله لن يكون في رأيه أمرا ايجابيا لافتا الى أنه من الافضل تكوين حكومة كفاءات متجانسة بعيدا عن منطق المحاصصات تُفرض بقوة شخصية رئيس الحكومة لضمان سبيل النجاح الوحيد. علي الحفصي: ليس لنا رغبة في مشاركة الحكم قال الامين العام لحزب نداء تونس علي الحفصي اثر لقاء وفد عن حزبه رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي انهم ابلغوا الجملي أنّ حزبه ليس له رغبة في المشاركة في الحكومة، لكن في حال تمت دعوته لحقيبة وزارية ما فإنه سيدرس الموضوع. واضاف الحفصي انهم قدموا لرئيس الحكومة تصورهم في إرساء حكومة كفاءات وإصلاحات لافتا الى منح نواب حركة نداء تونس الثلاثة الثقة للحكومة المقبلة في البرلمان، مرتبط بتركيبتها وبالكيفية التي ستكون عليها، ملاحظا أنه لمس في رئيس الحكومة المكلف الاستقلالية والإرادة للعمل والإلمام بالشأن العام. سعيد الجزيري:موقعنا المعارضة وسنشارك إن دُعينا للحكم قال رئيس حزب الرحمة سعيد الجزيري اثر لقاء وفد عن حزبه رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي أنّ حزبه سيكون في المعارضة لكن سيشارك بصفة إيجابية اذا ما دُعي الى ذلك، قائلا أنه لمس في خطاب رئيس الحكومة اقرارا بالمسؤولية و فهما لتطلعات الشعب. وأضاف الجزيري أنّ حزب الرحمة معني بوزارة الصحة،وتابع بالقول: إذا تمت دعوتنا للمشاركة رسميا في الحكومة سنشارك، ونحن لدينا كفاءات، ليس لدينا فيتو ضد أي حزب وليس لدينا تحالفات داخل قبة البرلمان. لقاءات جانبية الى جانب استقباله لوفود عدد من الاحزاب السياسية التقى رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي امس نقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري والمحلل السياسي صلاح الدين الجورشي، حيث صرح البغوري اثر اللقاء المذكور انه وجد التزاما كاملا من الجملي بدعم حرية الصحافة وحماية الصحفيين. المرايحي غاضب رفض رئيس حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي امس الادلاء بتفاصيل لقائه برئيس الحكومة المكلف واكتفى بالقول غاضبا:" كان الله في عوننا وعون تونس، هذا كل تصريحي ،على الأقل رئيس الحكومة "شربنا كاس تاي وفرح بينا وضحك في وجوهنا". "