بعد عرض موسيقي للثنائي المغربي مصطفى وسنا بقاعة دار الثقافة ابن رشيق ،اختتمت الفنانة فايا يونان حفلات الدورة الثانية للمهرجان العربي للموسيقى الملتزمة الذي التئم بين 1 الى 6 فيفري الجاري والذي نظمته دار الثقافة بن رشيق بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية واشتمل على عروض تونسية وعربية نوعية من فلسطين ، لبنان ، سوريا ، مصر ، المغرب. إضافة الى ورشة في أداء الأغنية الملتزمة ولقاءات فكرية بعنوان « شاهد أنت عليهم .. وعليك الكلمات « شارك فيها عدد من ضيوف المهرجان والشعراء والفاعلين في المشهد الثقافي التونسي كل هذه الفعاليات والعروض تم توزيعها على فضاءات دار الثقافة إبن رشيق ، دار الثقافة إبن خلدون و مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة. افتتحت الدورة الثانية من المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة بعرضين الأول للفنان اللبناني أحمد قعبور الذي عرف بأغنية «أناديكم أشد على أياديكم» والثاني ل»مجموعة أجراس» من تونس بقيادة الفنان عادل بوعلاق. كما التقى جمهور المهرجان بمجموعة «ديما ديما» التونسية للفنان الملتزم ياسر الجرادي وتعرف على فرقة «اسكندريلا» المصرية التي شاركت في إنجاح الدورة الأولى للمهرجان وتابع عرض مجموعة «عيون الكلام «ومجموعة «البحث الموسيقي «بقابس و فرقة عمر ونجم التي قدمت عرض «أنخاب». وكان من بين افضل ما قدم في المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة العرض الفلسطيني «تريو جبران» يوم الثلاثاء 04 فيفري 2020 بمسرح الاوبرا بمدينة الثقافة، لان الثلاثي قدم طيلة ساعة ونصف للجمهور المتحمس والمتأثر بصفقة القرن وبالواقع الأليم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني والذي سيزداد سوءا بعد صفقة القرن التي رفضتها تونس ونددت بها. هذا العرض واكبه جمهور متنوع من كل الشرائح وان كان عدد الشباب اكبر وتسلطن فيه امراء العود الثلاثي جبران الفلسطيني وتابعته الجالية الفلسطينية وقد استقبلهم سمير جبران بكلمة ترحيبية مؤثرة جدا جاء فيها بالخصوص ان العرض للجمهور التونسي متعة بالنسبة للثلاثي تونس التي يحملها كل الفلسطينيين في قلوبهم.. كيف لا وقد اختلطت دماء التونسيينوالفلسطينيين على ارضها الطيبة وقال : « مازال املنا في استعادة ارضنا وقدسنا قائما رغم المحن ومازلنا نقاوم ونندد بصفقة القرن والظلم الأمريكي الاسرائيلي.» انطلق العرض وسط التصفيق الحار بكلمات الشاعر الراحل محمود درويش شاعر المقاومة العربية « على هذه الأرض ما يستحق الحياة « ثم تتالت الأغاني والمقطوعات الموسيقية وكان اغلبها من آخر إصدارات تريو جبران» المسيرة الطويلة» ومن البوم « مجاز»، علما بان الثلاثي جبران ينهلون في فنهم من قضايا الناس أينما كانوا ومهما اختلفت اعراقهم واجناسهم هم يغنون للحرية وللمساواة . ومن بين ما استمع له الجمهور وتفاعل معه أغاني ومعزوفات «زمن الصناعات « ،» نوار» ، «القمر المعلّق» . إضافة الى اغنية الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ اهواك. كما حظيت مفاجأة العرض بإعجاب الجمهور وصفق لها وتفاعل مع صاحبها العازف على آلة « الكاخون « الإيراني حبيب مفتاح الذي أطرب الحاضرين بموال من التراث الإيراني بصوته الشجي اثر في الجميع. ويذكر ان «تريو جبران «يتكون من ثلاثة اشقاء فلسطينيين متشبثين بهويتهم الفلسطينية وبقضيتهم يحملونها معهم في صدورهم وينشرونها في كل جولاتهم الفنية وقد وصل عدد البلدان التي زاروها قبل تونس 20 بلدا روجوا فيها لألبومهم الجديد « المسيرة الطويلة» الذي صدر في نهاية سنة 2019 . اما حفل فايا يونان التي أصبحت لا تغيب عن الاركاح التونسية لكثرة حب الشباب لها ومتابعهم لجديدها ولحفلاتها على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتوب فقد بداته بكلمات كانت بمثابة السحر الذي حرك مشاعر الجمهور وجعله يتفاعل معها طيلة السهرة قال فايا : «أنا سوريّة ولكنني ابنة تونس، أنا الفايا التي احتضنتني أميرة المتوسّط تونس الخضراء، فشكرا لكلّ الحبّ الذي غمرتموني به دون شرط أو حدّ» . جاء جمهور فايا او بالأحرى غزا بأعداد غفيرة مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة خاصة وانه تم اهداء الحفل لروح الشهيد الرمز المناضل شكري بلعيد بمناسبة احياء تونس للذكرى السابعة لاستشهاده.و قدّمت الفنانة السورية مجموعة من أغانيها القديمة والجديدة بصوتها القوي متعدّد المساحات بالفصحى والعامية السورية وحتى بالعامية التونسية، وغنّت «يا قاتلي» و»حب الأقوياء» و»غنّي إذا أنت غنّي» و»هلاليليا» و»لماذا تحاول في الحب قتلي» و»أحبّ يديك» واغنية الساحرة للفنانة التونسية الراحلة علية «السّاحرة» وهي من كلمات الدكتور جعفر ماجد ومن كلمات آدم فتحي وغناء لطفي بوشناق اختارت فايا يونان ان تغني «ريتك ما نعرف وين». وفي الاثناء وجهت تحية وسلاما لبغداد وحيّت فلسطين و لبنان وبلدها سوريا وكل الأوطان، واهدت للجميع اغنية للشاعر التونسي الراحل الصغير أولاد احمد بعنوان «نحبّ البلاد» واغنية «لي في حلب ورد الأقاح، خدّ من الياقوت والتفاح» وقد تفاعل معها جمهور مسرح الأوبرا وصفق لها واقفا واثنى على حضورها المتميز طيلة السهرة وعلى ذوقها الرفيع ورقتها في تعاملها معه وعلى حسها الفني العالي ونجاحها في احتيار كلمات اغانيها على أساس اعلاء القيم الإنسانية النبيلة . وانتهت هذه الدورة المتميزة والنجاحة بشهادة من تابع اغلب عروضها على أمل تنظيم الدورة الثالثة بامكانيات مادية اكبر. ع.ب.ن