لن تقتصر الوصفة الطبية التي يقدّمها الأطباء للمرضى في تونس على مجرد صرف الأدوية والعقاقير، إذ سيتمّ قريبا إدراج الأنشطة البدنية لأول مرة ضمن وصفات العلاج لفائدة المرضى من أجل وقايتهم من الأمراض وتحسين حالتهم الصحية، وفق ما أكدته ل(وات) وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ. وقالت بالشيخ على هامش عرض تقرير اللجنة الوطنية متعددة الأطراف حول الوقاية الصحية عبر الرياضة، اليوم الاثنين، بكلية الطب بتونس، إنه سينطلق العمل بإدراج الأنشطة البدنية ضمن الوصفة الطبية بعد ثلاثة أشهر من المصادقة لاحقا على تقرير اللجنة من قبل خبراء في المجال الصحي والرياضي وتحديد الأنشطة البدنية التي تتماشى مع طبيعة كل مرض. وحدّدت اللجنة الوطنية، التي انطلق نشاطها في أكتوبر 2019، قائمة ب14 مرضا سيتم العمل على معالجتها أو الوقاية منها عبر إدراج النشاط البدني ضمن وصفات العلاج مثل مرض السكري وضغط الدم والسمنة والمفاصل وهشاشة العظام وأمراض السرطان. وتقول بالشيخ إنه سيصبح بإمكان الأطباء وصف أنشطة بدنية لمرضاهم تتماشى ووضعهم الصحي. وأكدت الوزيرة أن هذا التمشي سيساهم في رفع الوعي بضرورة ممارسة الرياضة للتوقي من الأمراض والاعتماد على ممارسة النشاط البدني كجزء هام من مسار العلاج، مشيرة إلى تسجيل تراجع ملحوظ في ممارسة الأنشطة الرياضية لدى التونسيين حيث لا تتجاوز نسبتها 4 بالمائة من مجموع السكان. وقالت رئيسة اللجنة متعددة الأطراف للوقاية الصحية عبر الرياضة كاترين الجزيري ل(وات) إن إدارج الأنشطة البدنية ضمن الوصفات الطبية لفائدة المرضى يعتبر الأول من نوعه في الدول العربية والإفريقية، متوقعة أن يساهم إدراج الأنشطة البدنية في الوصفة الطبية في النهوض بالصحة العامة والوقاية من الأمراض وخفض تكاليف العلاج. كما أشارت الجزيري وهي رئيسة قسم الطب الفيزيائي بمستشفى القصاب بالعاصمة إلى أن ترسيخ العلاج عبر إدراج الأنشطة البدنية في الوصفات الطبية سيساهم في خلق مواطن الشغل بالنسبة إلى مهنيي قطاع الرياضة.
