انطلقت أمس الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للشاعرات المبدعات التي تحتضنها بنزرت حتى غدا الأربعاء . وفود من عدد من البلدان العربية كانوا في الموعد : فلسطين، الأردن، سوريا، الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، العراق ، الجزائر، المغرب ، ليبيا وتونس. كان الافتتاح بعد ظهر امس بأحد النزل السياحية من قبل والي بنزرت محمد قويدر الذي رحب في كلمته بالوفود المشاركة وثمن جهود المنظمين ، ونوه بالشعار الذي اختير لهذا الدورة ، وهو "المرأة والوطن في الشعر العربي " ، مؤكدا أن "المراة" و"الوطن" هما أغلى كلمتين في الوجود ؛ فلولاهما لما كان لنا وجود في الحياة، وختم كلمته بتمني النجاح لهذه الدورة . ومن جهته توجه المندوب الجهوي للشؤون الثقافية ببنزرت شكري التليلي بالشكر للوالي لإشراف على المهرجان ، ورحب بالضيوف والضيفات، وعبر عن أسفه لعدم حضور بعض المدعوين بسبب التأشيرة. وبعد الكلمة الترحيبية لسميرة الشمتوري رئيسة الجمعية الدولية للقصيد الذهبي تناولت المصدح الشاعرة الفلسطينية رانيا حاتم فثمنت هذا اللقاء العربي الذي يؤسس بالشعر لوطن عربي بدون حدود. ثم أهدى الشاعر الأردني ورئيس المثلث الذهبي شوكت البطوش قصيدة إلى الماجدات العربيات ، قبل أن تتولى الشاعرة الأردنيةالعراقية وصال الصقار رئيسة مهرجان الشعر الشعبي والنبطي الأول بالأردن الذي لا يختلط بالفصيح ، توجيه تحية إلى هذا الملتقى الذي يسهم في الارتقاء بالشعر والتعريف بالشعراء والشاعرات العرب وتجاربهم الشعرية المختلفة. ثم تناولت الكلمة الأستاذة حوراء البوش رئيسة شبكة الرائدات العربيات : من أجلهن ، ورئيسة المجلس الدولي للتراث الدولي، فبينت دور مثل هذه الملتقيات في إبراز دور الشعر في وصلنا بتاريخنا وجذورنا وتأصيلنا في هويتنا وتراثنا ، إنه جسر التواصل المستمر بين مبدعات اليوم ومبدعات الماضي كالخنساء ورابعة العدوية وولادة وغيرهن ، وأكدت أنها وإن لم تكن شاعرة فهي تعشق الشعر ، ودعت الحاضرين والحاضرات إلى الحرص على أن يكون الشعر حاضرا في جميع المنتديات والملتقيات الفكرية ، مؤكدة تقديرها للرجال الذين يرسمون البسمة على وجوه النساء ويحرصون على إسعادها ؛ لأن المرأة هي التي تصنع الأوطان وتمنح الحب . إثر ذلك تطرق الشاعر الجزائري توفيق ومان إلى العلاقة الوشيجة بين تونسوالجزائر، وتولى عن جمعية الشعراء الشعبيين من الجزائر والمغرب العربي تكريم والي بنزرت بوسام رسمي من وزارة المجاهدين بالجزائر يتمثل في ميدالية أول نوفمبر ، وتكريم المندوب الجهوي للشؤون الثقافية شكري التليلي ورئيسة جمعية القصيد الذهبي سميرة الشمتوري بدرع الاستحقاق الثقافي. وبعدما تحدثت العصامية السورية بديعة صوفي عن تجربتها في نحت الكيان وبناء الذات بعيدا عن بلادها ، وليس لها في حقيبتها سوى بطارية الطاقة التي لا تؤمن بالمستحيل، ولا من ظهر غير المبادرة والشجاعة والثقة بالله والنفس ، تولت المندوبة الفلسطينية للثقافة بجنين تكريم الوالي محمد قويدر، وتوزيع الشالات الفلسطينية على الحاضرين والحاضرات. ومن جهته عبر رئيس اتحاد الجمعيات العربية بالسويد ورئيس مؤسسة النور للثقافة والإعلام الدكتور أحمد الصايغ عن سعادته لمواكبته هذا المهرجان منذ انبعاثه، وأشاد بالدور التنظيمي الرائع مؤكدا أن بنزرت تستحق أن تكون عاصمة الثقافة العربية، نظرا للجهود التي تبذل ، والحراك الثقافي الكبير الذي تشهده الولاية في جميع المجالات، وتعهد بتوسيع النشاط الثقافي السياحي بين بنزرت والسويد، مقترحا تأسيس توأمة بين مدينتي بنزرتالتونسية ومالمو السويدية. وإثر ذلك تم تكريم الأديبة التونسية حياة بالرايس، والشاعرة الإمارتية عائشة حسن التي تعذر عليها الحضور، ونابت عنها مواطنتها الشاعرة كلثم عبدالله ، علما أن الدورة تحمل اسمي هاتين الأديبتين. وتوالت بعد ذلك عمليات التكريم ، قبل أن يفسح المجال للقراءات الشعرية التي أثثها كل من سعيدة الباش طبجي وجميلة القلعي ووهيبة قوية وهندة السميراني من تونس وكلثم عبدالله من الإمارات ونبيلة سنجاق وتوفيق ومان من الجزائر وحسين نهاية من العراق ، وشوكت البطوش ووصال صقار من الأردن وشفوق العنان من السعودية وسندس الطرابلسي من ليبيا وحسين نهاية من العراق. وأما بالنسبة إلى المداخلات العلمية فقد تم تأجيلها إلى اليوم نظرا لكثافة مادة البرنامج امس.