_ ايطاليا تجاوزت مرحلة الذروة.. والوضع يتسم بالهدوء الحذر أجرت اليوم السبت "الصباح نيوز" حوارا خاصا مع ممثل عن البعثة الطبية العسكرية التونسيةبايطاليا النقيب طبيب هيثم العسكري وهي البعثة التي غادرت الاراضي التونسية صباح يوم السبت الماضي الموافق ل 11 أفريل 2020 لمعاضدة مجهودات الأطباء الإيطاليين في مقاومة تفشى فيروس كورونا . وقد جاءت المبادرة إثر الاتصال الهاتفي الذي اجري بين رئيس الجمهورية التونسية والقائد الاعلى للقوات المسلحة قيس سعيد والرئيس الايطالي سارجيو ماتاريلا Sergio Mattarellaحول الوضع الصحي بين البلدين حيث تم ارسال وفد طبي لمعاضدة مجهودات السلطات الإيطالية في مواجهة جائحة كورونا . وقال النقيب طبيب هيثم العسكري ل"الصباح نيوز" الفريق الطبي التونسي يتكون من عدد من الاطباء والممرضين العسكريين المتطوعين التابعين للادارة العامة للصحة العسكرية بوزارة الدفاع الوطني والمختصين في التخدير والانعاش وفي الأمن البيولوجي واوضح النقيب طبيب هيثم العسكري ان الوجهة الاولى منذ وصولهم كانت مقاطعة لومبارديا شمال ايطاليا وهي المقاطعة الاكثر تضررا من فيروس كورونا. وقال محدثنا :"عندما وصلنا كان عدد المتوفين بالفيروس يتجاوز 19 الف في ايطاليا اكثر من 10 الاف و500 منهم في مقاطعة لومباريا فقط..تم استقبالنا من قبل السفير التونسيبايطاليا معز السيناوي والقنصل العام وكاتب الدولة الايطالي المكلف بالعلاقات الخارجية فضلا عن عمدة مقاطعة لومبارديا وعدد من الاطارات المحلية..توجهنا الى مستشفى ميلانو وهو مستشفى ميداني تم إنشاءه في قصر المعارض ومن المنتظر ان تبلغ طاقة استيعابه الى حدود نهاية شهر افريل الجاري 200 سرير إنعاش ،وجدنا المستشفى في مراحل الانشاء الأولى حيث كان يحتوي على 50 سرير إنعاش فقط وتم التواصل مع السلطات المحلية ورؤساء اقسام الانعاش هناك اين تم توجيهنا الى مستشفى براشيا وهو ثاني اكبر مستشفى في ايطاليا . اما ميدانيا، قال النقيب طبيب هيثم العسكري ان البعثة الطبية التونسية تعمل في أقسام الإنعاش بمستشفى براشيا ، وحسب محدثنا فان الوضع حاليا في ايطاليا يتسم بالهدوء الحذر خاصة وانها تجاوزت مرحلة ذروة انتشار الفيروس وانحصر عدد المرضى كما ان عدد المصابين الجدد في تراجع باعتبار ان الحظر الصحي الشامل صارم جدا في ايطاليا ولكن مازال هناك العديد من المرضى بالمستشفيات وخاصة باقسام الانعاش واخرين بمنازلهم ولكن عموما فان الوضع أفضل بكثير من الثلاث أسابيع الماضية . وحول مدى خطورة الاصابات، اوضح النقيب طبيب هيثم العسكري ان نسبة كبيرة من مرضى الكورونا المقيمين بالمستشفى هي حالات تتعكر بصفة سريعة ومفاجئة الامر الذي يستوجب السرعة والنجاعة في التدخل وبالتالي فان الوضع في المستشفي كذلك يتسم بالهدوء الحذر. وحول المعطيات التي تفيد بان الفيروس أصاب عددا كبيرا من الايطاليين المتقدمين في السن، اكد محدثنا ذلك وأوضح بان فيروس كورونا يمثل خطرا لمن يفوق سنه 50 سنة او اكثر وخاصة من يعانون من امراض مزمنة . وأعلن بان اغلبية الحالات الحرجة هي لاشخاص تجاوز سنهم 50 سنة او ذوي أمراض مزمنة . لم نباشر حالات اصابة لتونسيين وفي سياق اخر، وحول الوضع الصحي للتونسيين المقيمين بالمقاطعة، افاد النقيب طبيب هيثم العسكري ل"الصباح نيوز" بان البعثة الطبية التونسية بمستشفى براشيا لم تباشر منذ وصولها اي حالات اصابة لتونسيين حفل استقبال وتكريم للبعثة بمستشفى برشيا اما عن الاستقبال فقد اكد محدثنا انه كان ممتازا وايجابيا من قبل السلطات الايطالية ومن قبل جميع من هم في تعامل مباشر معهم بالمستشفى. واعلن النقيب طبيب هيثم العسكري في نفس السياق ،انه تم يوم امس الجمعة ،تنظيم حفل استقبال بالمستشفى على شرف البعثة الطبية التونسية حيث تم تكريمهم من قبل السلطات المحلية بحضور القنصل التونسيبميلانو نصر بن سلطانة وكاتب الدولة الايطالي للعلاقات الخارجية وتم تثمين مجهوداتهم . الوضع في تونس ليس كارثيا ونطلب الوثوق في اطاراتنا الطبية وبخصوص الوضع في تونس وما إذا كنا لم نتجاوز فعلا مرحلة الازمة وذروة انتشار الفيروس، قال ممثل البعثة الطبية التونسيةبايطاليا ان الحديث عن الازمة في بلدنا مازال بعيدا خاصة وان تونس قد انطلقت في اخذ جملة من الاحتياطات اللازمة لتجنب الوصول للوضع الكارثي. متابعا "بالنسبة للتدابير المتخذة وحسب ما عايناه وبالنظر الى ما تعانيه بلدان مجاورة من فيروس كورونا فيمكن القول بانها تدابير ناجحة لان عدد الاصابات في تونس والمتوفين لا يعد كارثيا في المرحلة الحالية ولكن ذلك لا يمنع عدم الاخذ بعين الاعتبار ان الوضع يمكن ان ينذر بالخطر في اي لحظة وهو ما يستوجب احترام تعليمات الحجر الصحي الشامل وتطبيق الاساليب الوقائية التي تعتبر مهمة جدا في الحد من انتشار الفيروس .. وعموما فان مدى خطورة الوضع يمكن ان يقيمه الخبراء والكفاءات الطبية التونسية التي تعتبر من افضل الكفاءات في العالم العربي ونحن نثق فيهم ونحث التونسيين على الوثوق في معطياتهم ونصائحهم ايضا ." تجدر الاشارة الى ان مهمة البعثة الطبية التونسية على التراب الايطالي ستنتهي يوم 25 افريل الجاري .