ألقى عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، بتكليف من رئيس الجمهورية، كلمة تونس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والسبعين، يوم 29 سبتمبر 2020، عبر تقنية الفيديو. وبخصوص الوضع الدولي بالغ الدقة بسبب انتشار وباء كوفيد – 19، لفت وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج الانتباه إلى الحاجة الملحّة لتعزيز التعاون الدولي والتضامن الإنساني، وتفعيل العمل متعدّد الأطراف بشكل أكثر نجاعة، لتطويق تأثيراتها ووضع استراتيجيات جماعية استباقية تُنزّل الإنسان جوهرَ العمل الدولي والأممي، بالنظر إلى التحدّيات غير المسبوقة، والتداعيات الجسيمة للوباء على الأمن والسّلم الدوليين، وعلى الاقتصاد والأوضاع الاجتماعية في العالم. كما أكّد على حرص تونس، في إطار تحمّل مسؤولياتها صلب مجلس الأمن، على الإسهامِ الفاعلِ في الجهود الجماعية لتوطيد مقوّمات السّلم والأمن الدوليين، وتكريس الدبلوماسية الوقائية ودفع مسارات التسوية السياسية للأزمات والنزاعات وتخفيف حدّة المآسي الإنسانية، ودعم الجهود الدولية في مواجهة مختلف التحدّيات القائمة والمخاطر المحدقة بشعوبنا. وفيما يتعلّق بالأوضاع على الساحة العربية، استعرض عثمان الجرندي موقف تونس الثابت تجاه القضية الفلسطينية العادلة، باعتبارها أولوية ملحّة والمدخلَ الرئيسيَ لإعادة الأمن والسلم إلى المنطقة والعالم. كما أكّد التزام تونس الثابت بمواصلة بذل قصارى جهدها لمساعدة الأشقّاء الليبيين على التوصّل إلى تسوية سياسية شاملة عن طريق حوار ليبي – ليبي جامع تحت رعاية الأمم المتّحدة، مجدّدا ترحيب تونس باتفاق وقف إطلاق النار الأخير، مؤكّدا في نفس الوقت على خطورة الخيارات العسكرية والتدخلات الأجنبية التي لا تزيد إلا في تعقيد الأزمة وتعميق معاناة الشعب اللّيبي، وتهدّد الأمن والاستقرار في ليبيا وكامل المنطقة. وعلى الصعيد الإفريقي، جدّد عثمان الجرندي دعم تونس لمبادرة "إسكات البنادق في إفريقيا"، باعتبارها مسارا متواصلا يتطلب المزيد من الدعم الدولي حتى تصبح القارة الإفريقية خالية من النزاعات، وتتمكّن شعوبها من التفرغ إلى البناء والإعمار والتطوير، لافتا إلى عزم تونس على مواصلة الانخراط في الجهد المشترك مع الأشقاء الأفارقة والشركاء الدوليين لتحقيق التنمية الشّاملة والمستدامة والمتضامنة في القارة ومواجهة التحدّيات التي تواجهها. وفي الختام، نبّه وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج من تفاقم التطرف العنيف والإرهاب، رغم التقدّم الهام الذي تحقّق في محاربته بفضل تضافر الجهود المبذولة وطنيا وإقليميا ودوليّا، باعتباره تهديدا يحتّم على المجموعة الدولية مضاعفة الجهود على كافّة المستويات وتطوير التعاون للتصدّي لمخطّطات التنظيمات الإرهابية والتيارات المتطرّفة وتحصين مجتمعاتنا من تأثيراتها، ولا سيّما فئة الشباب.