خسائر فادحة تكبدتها تونس جراء توقف مصنع المظيلة "1" لانتاج سماد "ثلاثي الفسفاط الرفيع" المصنع الوحيد الذي ينتج هذه المادة في بلادنا وإنتاجه موجه بصفة كلية تقريبا نحو التصدير، هذا ما علمت به "الصباح نيوز". حيث علمنا من مصدر مطلع أن مصنع توقف عن النشاط منذ 25 نوفمبر الماضي 2020 بعد غلق "فانة" ضخ المياه الصناعية التي تشغل المصنع من قبل المعتصمون المطالبون بالشغل في الحوض المنجمي، ما أدى ليس فقط إلى تعطيل نشاط هذه المؤسسة وخسارة الاسواق الخارجية والداخلية بل ايضا هذا التوقف كانت له تداعيات كبيرة على توازناته المالية. ونتيجة التوقف عن النشاط لم يتجاوز إنتاج معمل المظيلة 1 بولاية قفصة من سماد "ثلاثي الفسفاط الرّفيع" خلال السنة الماضية، 113 ألف طنّ مسجلا بذلك أسوأ حصيلة له خلال الفترة الممتدّة من 2010 إلى 2020، في حين أنه كان من المنتظر أن ينتج خلال العام الماضي 217 ألف طنّ من السماد أي بفارق سلبي بنسبة 48 بالمائة وذلك على خلفية تدني تشغيلية مختلف وحدات هذا المعمل في سنة 2020 حيث لم تتجاوز 39 بالمائة. ويُعدّ معمل المظيلة 1 التّابع للمجمع الكيميائي التونسي، المعمل الوحيد في بلادنا المُختصّ في إنتاج سماد ثلاثي الفسفاط الرّفيع ، بمعدّل إنتاج سنوي كان لا يقلّ عن 460 ألف طن إلى حدود سنة 2010 ، إلاّ أن الإضطرابات الإجتماعية واحتجاجات واعتصامات طالبي الشغل على وجه الخصوص بجهة قفصة عموما وبمناطق إنتاج الفسفاط تحديدا، تسبّبت في تواتر تعطيل نشاط هذه المنشأة الصناعية التي تعتمد في نشاطها على تحويل الفسفاط إلى سماد كيميائي وبالتالي في تراجع مؤشراتها وخاصة من حيث الإنتاج والتصدير. والصعوبات الكبيرة التي يلاقيها هذا المعمل لاستئناف عمله حالت دون ايفاء تونس بتعهداتها تجاه ما تبقّى له من حرفاء أجانب. واستغرب مصادرنا من تخاذل الجهات الرسمية في اتخاد قرارات حاسمة حتى يسأنف المعمل نشاطه لا سيما وأن بلادنا قد خسرت تقريبا كل اسواقها من دول أوروبية والبرازيل وأمريكا اللتينية، وأبرز انه حتى وبعد عودة نقل الفسفاط على مختلف وحدات المجمع الكيميائي التونسي بقيت هذه الوحدة معطلة ببسب غلق "فانة" ضخ المياه الصناعية. وإلى حدود سنة 2010 كانت تونس تحتلّ المرتبة الرابعة على الصعيدي العالمي من بين منتجي ثلاثي الفسفاط الرّفيع.، ويشغل معمل المظيلة 1 حوالي 811 موطن شغل لفائدة إطارات وأعوان، كما أنّه يُوفّر أجور 2400 عون وإطار أخرين بشركات البيئة والغراسة بعدد من معتمديات الولاية. حنان قيراط