قبل افتتاح السنة الجامعية الجديدة وما يجري من استعدادات لها على كافة المستويات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي كان ل«الصباح» لقاء مع السيد محمد المجاطي المدير العام للشؤون الطالبية، حيث طرحت عليه جملة من الأسئلة حول كافة مشاغل الطلبة واستعدادات الوزارة، فأدلى لنا بالحوار التالي: * ما هي ملامح التكوين في الجامعة؟ يمكن حوصلة ابرز ملامح المشهد التكويني في الجامعة التونسية لهذه السنة في جملة من النقاط هي تعزيز الدراسات الهندسية في مختلف الاختصاصات وذلك من خلال الرفع من طاقة استيعاب الاقسام التحضيرية الموجودة أو بعث أقسام تحضيرية جديدة داخل كليات العلوم وذلك استشرافا لتسديد حاجيات البلاد في الاختصاصات الاستراتيجية والتي لها قيمة تنموية مضافة تعميم الدراسات التحضيرية الهندسية على الأغلبية المطلقة من الاقطاب الجامعية الداخلية فتح آفاق الاندماج في مستويات متقدمة من الدراسات الهندسية امام حاملي الاستاذيات العلمية والتكنولوجية في عدد كبير من الماجيسترات المهنية المضي بأكثر ثبات في انتهاج البناء المشترك للاجازات التطبيقية مع أهل الاختصاص وقطاعات الانتاج مزيد تفعيل النسيج التكويني الذي بدأ يتشكل منذ بعض السنوات في جامعتنا التونسية خاصة في الدراسات المطبقة في الانسانيات والفنون والحرف والفنون التطبيقية وتطبيقات الاعلامية.. انسجاما مع توجهات الدولة الرامية الى تطويق الآثار السلبية لتضخم عدد المتخرجين من المسالك التقليدية مثل الاقتصاد والتصرف والآداب والعلوم الانسانية تدعيم الاقطاب الجامعية الداخلية من خلال الرفع من طاقة الاستيعاب المفتوحة في المؤسسات الراجعة لها بالنظر وكذلك من خلال تكثيف الانتدابات الموجهة للتدريس في هذه المؤسسات الناشئة والارتقاء بالاعتمادات المرصودة للاستثمار في هذه الجهات على مستوى المبيتات والمطاعم الجامعية والفضاءات الثقافية والترفيهية. * وماذا عن منظومة «امد» والتطورات الحاصلة بشأنها؟ استقرار منظومة التعليم العالي بصورة نهائية من خلال استكمال آخر مراحل الاصلاح الذي شمل في سنته الثالثة والأخيرة مجمل مسالك التكوين في الجامعة التونسية، باستثناء الدراسات الطبية والصيدلة وطب الاسنان والمراحل التحضيرية للدراسات الهندسية والهندسة المعمارية نظرا لخصوصيتها تدعيم مقروئية (visibilité) المستويات الاشهادية في التعليم العالي وبروز انسجامها بأكثر وضوح بحيث تم توحيد عدد سنوات الدراسة في كل الاختصاصات والمؤسسات الجامعية: اجازات تدوم الدراسة فيها 3 سنوات اما بملمح تطبيقي أو بملمح أساسي: اجازات تطبيقية في اختصاصات عادة ما تكون دقيقة وممهننة مفتوحة على سوق الشغل، تفعّل فيها الأبعاد التكوينية التطبيقية والمستويات العلمية ذات العلاقة بواقع المهن ومقتضياته وخاصة الجديدة منها اجازات أساسية تعطي أولوية للتكوين العلمي والأكاديمي العام، عادة ما يختار الالتحاق بها الطلبة الجدد الذين تتوفر لديهم مؤهلات صلبة واستعدادات مقنعة في المواد الدراسية الاساسية (مثل الرياضيات، الفيزياء والاعلامية بالنسبة للاجازات العلمية والتكنولوجية واللغات في اجازات الآداب والعلوم الانسانية)، كما يمكن القول أن مجالات البحث العلمي وهندسة التكوين في مختلف المستويات الدراسية أساسي وثانوي وعال، تكون مفتوحة اكثر امام حاملي الاجازات الاساسية مقارنة بالاجازات التطبيقية. هذا ونشير ايضا الى أن نظاما متكاملا من المعابر وقع سنه لاضفاء أكثر ما يمكن من المرونة على منظومة التعليم العالي في ظل اصلاح «امد» ويتمثل في امكانية المرور في نهاية السداسي الثاني من الاجازات التطبيقية الى الأساسية والعكس، بناء على مقاييس وضوابط تحددها الجامعات. * نأتي الآن الى أهم ما يشغل بال أولياء الطلبة والطلبة أنفسهم: التوجيه وإعادة التوجيه، فكيف تسير الأمور؟ في هذا الخصوص أقول أن الجائزة الأممية التي أحرزتها تونس من منظمة الأممالمتحدة والتي تسلمها وفد تونسي رسمي يوم الاثنين 23 جوان 2008 في مقر الأممالمتحدة بنيويورك تتويجا لتجربة التوجيه الجامعي عن بعد شكلت مؤشرا ايجابيا على تقدم بلادنا في مجال استخدام تكنولوجيات الاعلام والاتصال وتوظيفها في دعم شفافية الخدمات الادارية وسرعة الاستجابة الى مطلب المواطنين. لقد شكل هذا التتويج الأممي الجديد دفعا معنويا قويا لنا في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا حتى نستثمر هذه التجربة البناءة ونستمر في تطوير خدماتنا وجعلها منسجمة مع المعايير الدولية في هذا المجال. * التوجيه وإعادة التوجيه؟ إن عمليات التوجيه الجامعي هذه السنة تمت كلها عن بعد وفي أوقات قياسية مقارنة بالسنوات الفارطة، اذ انتهينا من آخر دورة للتوجيه يوم 8 أوت 2008، تم على اثر الدورة النهائية توجيه ما لا يقل عن 90 ألف ناجح جديد في الباكالوريا (أي من الناجحين في الباكالوريا بدورتيها) وانطلقنا اثر ذلك مباشرة في معالجة مطالب إعادة التوجيه والتي تنقسم الى أصناف عديدة ومتنوعة نذكر منها بالخصوص: مطالب إعادة توجيه أو نقلة يتم النظر فيها بصورة آلية على قاعدة مقارنة مجموع نقاط الراغبين في إعادة التوجيه بمجموع نقاط آخر موجه في شعبة معينة، بصفة عامة أي طالب جديد مجموع نقاطه يساوي أو يفوق مجموع نقاط آخر موجّه يمكن من الالتحاق بالشعبة المرغوب فيها في حدود طاقة الاستيعاب المتاحة والمحافظة على التوازن العام بين الشعب، وهذه الشريحة تشكل الأغلبية المطلقة من المطالب. ومطالب ذات طابع اجتماعي تتم دراستها حالة بحالة والمقياس الأساسي المحدد في قرار إعادة التوجيه أو النقلة بالنسبة الى هؤلاء هو مدى جدية وموضوعية الوثائق الرسمية التي ترفق بالمطالب التي ترد على مصالح الادارة العامة للشؤون الطالبية. ومطالب صحية متضمنة لملفات طبية سرية تحال الى لجان مختصة بوزارة الصحة العمومية للنظر في مصداقية هذه الملفات والبت فيها طبيا قبل معالجة الاختيارات التي يعبر عنها الطالب في مطلبه. مطالب خاصة يتقدم بها طلبة جدد يتمتعون بمواهب معينة (خاصة في مجالات الابداع الفني مثل الموسيقى والمسرح والفنون التشكيلية والسينما والتنشيط..) لكن يشترط أن تتضمن الملفات نماذج من الابداعات او المشاركة في فعاليات مهرجانات ومسابقات.. لاثبات الكفاءة وتأكيد الدافعية. حالات الطلبة المتزوجين حالات الطلبة ذوي الاحتياجات الخصوصية (السعي الى تمكين هذه الشريحة من الطلبة من الشعب التي تتلاءم أكثر ما يمكن من طبيعة إعاقاتهم حتى يواصلوا تحصيلهم العلمي بأقل ما يمكن من الصعوبات والعراقيل). هذا وتتولى مصالح الادارة العامة للشؤون الطالبية في نفس الوقت معالجة مطالب التوجيه الجامعي التي ترد من الطلبة التونسيين المحرزين على باكالوريات أجنبية بعد معادلتها. أخيرا نشير أن ادارة الشؤون الجامعية وصلها 2500 مطلب إعادة توجيه تمت الاستجابة ل70% منها، وستعلن النتائج على الأنترنات ابتداء من يوم 29 أوت الجاري على مدى أيام، ولا داعي للتردد على الادارة، فمن لم يجد الجواب عن طلبه اليوم سيجده غدا انطلاقا من التاريخ المذكور آنفا، علما أن ادارة الشؤون الجامعية تعمل كخلية نحل، ناهية أننا أجرينا هذا الحوار يوم الأحد حيث وجدنا معظم الاطارات من كواهي مديرين وغيرهم يعملون على مدار الساعة، وحتى ساعات متأخرة من الليل ليسير العمل وفق ما خطط له، ولعله من المفيد أن نحث الطلبة على الاقبال على الأنترنات لمعرفة كل ما يهمهم بدل التردد على المكاتب وما يصحبه من اكتظاظ واهدار الوقت سواء للطالب أو للموظف.