مقترحات لتعديل مناظرة «الكاباس»... وتوفير موطن تربّص لكل خريج جامعي بالمؤسسات العمومية مباشرة بعد التخرج تونس الصباح عديدة هي الاشكاليات المتعلقة بالحياة المدرسية والجامعية أثارها ثلة من التلاميذ والطلبة خلال منتديات الحوار مع الشباب التي أقيمت مؤخرا في
مختلف ولايات الجمهورية أو عبر شبكة الانترنيت وهي تتعلق خاصة بمستقبلهم الدراسي وبرؤاهم لكيفية دعم النجاح والحد من ظاهرة الرسوب والانقطاع المدرسيين.. وتعد معضلة تراجع مستويات التلاميذ والطلبة مقارنة بما كان عليه الحال في سنوات خلت من بين المسائل التي تؤرق الشباب وفي هذا الصدد كانت منتديات الحوار مع الشباب فرصة للحديث عن هذه المعضلة.. إذ تمت الاشارة إلى أن الكثير من الجامعات مثلا تنتدب أساتذة متعاقدين لم يحصلوا بعد على شهادات الدكتوراه.. ونجد الكثير من هؤلاء الطلبة الباحثين يدرّسون طلبة السنة الرابعة تعليم عال.. واقترح الطلبة على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا توظيف أساتذة أكفاء ومقتدرين لان ذلك سيساهم في تحسين مستويات الدارسين العلمية والمعرفية وتطوير جودة التعليم العالي.أما التلاميذ فقد اقترح شق منهم تقسيم أقسام المدارس والمعاهد حسب مستويات التلاميذ ونبوغهم أو ضعفهم كأن يكون القسم "أ" للتلاميذ المتميّزين، والقسم "ب" للمتوسّطين والقسم "ج" للاقلّ استيعابا، واعتبروا أن هذه الطريقة ستحسن من مردودية المؤسسات التربوية لانها ستيسر طريقة تعاطي المربين مع تلاميذهم خاصة بعد توجيه المدرّسين الاكثر خبرة على فصول التلاميذ الذين يشكون ضعفا في بعض المواد. ولكن في المقابل اعتبر شق آخر من التلاميذ أن مثل هذا الفصل هو تمييز.. وتساءل أحدهم " كيف سيكون شعور المُصنَّف في فصل "ج" أو "ب"؟ أكيد أنه سيكون محبطا وقد يسبب مثل هذا التمييز قطيعة وعداوة بين التلاميذ". واعتبر عدد منهم أن المعاهد النموذجية كفيلة بجمع شمل التلاميذ الممتازين.. تأزم العلاقات من المسائل الاخرى التي استرعت انتباه المشاركين في منتديات الحوار مع الشباب تردي العلاقات بين المربين والتلاميذ.. وفي هذا الصدد يقول أحد الشبان: "إن ما نلاحظه اليوم في علاقة التلميذ بالمربي أو العكس في علاقة المربي بالتلميذ هي أنها علاقة لا تنبني على الاحترام المتبادل والتقدير بل العكس.. وكثيرا ما يحدث أن تجد التلميذ جالسا على مقربة من أستاذه في نفس المقهى ولا يهتم لذلك كثيرا".. ومن الاسباب التي أدت إلى توتر العلاقات في الاوساط التربوية تحدث عدد من التلاميذ عن الغيابات المدرسية بسبب الطرد والاقصاء مما يؤدي إلى حرمانهم من متابعة الدروس بنسق طبيعي.. ويتساءل أحدهم قائلا "لماذا بطاقات الطرد من المعاهد كل يوم ؟ لماذا توجه دعوات للاولياء حتى لاسباب تافهة ؟ ولماذا يعاقب التلاميذ على ذنوب لم يقترفوها متعمدين؟".وبالاضافة إلى إشكاليات تراجع المستوى المعرفي للطلبة والتلاميذ وتأزم العلاقات بينهم وبين أساتذتهم اعتبر الكثير من الطلبة أن مناظرة "الكاباس" تعد عائقا كبيرا أمام خريجي الجامعات بل عقبة تخيفهم كثيرا.. وبات من الضروري مراجعة هذا النظام.. وتعددت المقترحات لتعويض المناظرة بسنة دراسية تأهيلية يتمكن على إثرها المترشح من مباشرة مهامه.كما دعا الطلبة إلى دعم توسيع الخارطة الجامعية على جميع الولايات واستشراف متطلبات سوق التشغيل الداخلية والخارجية والربط بين الاختصاصات الجامعية والحاجات الحقيقية لسوق الشغل مع السعي إلى إيجاد آليات وحوافز تشجع المؤسسات المشغلة على إبرام عقود شراكة وتشغيل أو تبني على غرار ما هو معمول به بالدول المتقدمة.وطالبوا بخلق أكبر عدد ممكن من فرص العمل وتجاوز عائق الخبرة المهنية بتوفير سنة تربص لخريج الجامعة بالادارات العمومية في نفس الاختصاص الذي أحرز فيه على شهادته العلمية وذلك إثر التخرج مباشرة.