لو أن السادة القراء تمعّنوا مليّا في المقالات التي نشرناها في الآونة الأخيرة وتأمّلوا جيّدا في محتوياتها ودقّقوا النظر في مضمونها بقراءة متأنّية لتسنّى لهم أن يلاحظوا أننا عمدنا أو - على الأصح - تعمّدنا حذف كلمة «محترفة» كلما تحدثنا عن بطولة الرابطة المحترفة الأولى أو بطولة الرابطة المحترفة الثانية، بحيث أننا أصبحنا نقتصر في كتاباتنا على ذكر الرابطة الأولى أو الرابطة الثانية. ...ولكن لماذا تعمّدنا حذف كلمة «محترف» من قاموسنا؟ والجواب: - لأننا وبكل بساطة نكره الخداع!! - ولأننا نرفض الإنسياق في لعبة قائمة على المغالطة!! - ولأننا أيضا نبغض النفاق!! - لأننا في كلمة واحدة وباختصار شديد نريد تسمية المسميات بأسمائها ، في حين أن «الاحتراف» هو اسم بلا مسمّى سواء في الرابطة الأولى أو من باب أولى وأحرى في الرابطة الثانية!! فهل أن ما نمارسه يا سادتي الكرام هو احتراف؟!! طبعا لا أحد يتجرّأ على الإجابة بنعم، لأن ذلك لا يكون إلا من باب المغالطة والخداع والتجنّي على الحقيقة!! هذه الحقيقة الساطعة التي تقرّ علنا أن الاحتراف غير موجود عندنا لا في عقلية اللاعبين ولا في طرق التسيير ولا في عمل الرابطة والجامعة ولا أيضا وبالخصوص في التصرّف المالي للأندية، حيث أننا نصطدم هنا بواقع مرير ومحزن يحيلنا على ممارسات غريبة وعجيبة وأحيانا خبيثة تتمثل في التعامل بالصكوك بدون رصيد وتكبيل الأندية بالديون وجعلها تتخبّط في أزمات مالية حادة، بلا حسيب ولا رقيب، إذ كثيرا مام يذهب رئيس الجمعية في حال سبيله تاركا النادي الذي كان يرأسه غارقا في أوحال الديون دون أن يخشى أن يكون عرضة للمساءلة أو الحساب!! فهل هذا احتراف؟!! إن الاحتراف الذي نمارسه اليوم هو عبارة عن تمثيلية سخيفة، ولأن الأمر كذلك ولأن قول العكس هو من باب السذاجة لا غير، فقد رأينا لزاما علينا أن نحذف كلمة «احتراف» من قاموسنا، فذاك أضعف الإيمان! أليس كذلك؟