بفضل الاف القنوات التلفزية التي تتهاطل علينا ونحن في غرف الجلوس والنوم وفي المكاتب أصبح في امكان الواحد منا ان يختار برامجه المفضلة ..على الاقل بين برامج التسلية والضحك ..والافلام ..بحكم التشابه الكبير في المادة الاخبارية .. وخلال شهر رمضان المعظم تحديدا تتنافس مئات الفضائيات التجارية والعمومية العربية في كسب ثقة المشاهد العربي ..قبل الافطار وبعده .. لتمرير صفقاتها في عالم الاعلانات ..وهو من حقها.. ( "واللي ما عجبوش يبدل ").. وفي قناتي تونس الوطنية (قناة 7 ) والشبابية ( قناة 21) وقناة حنبعل الخاصة والقنوات الاذاعية كانت المادة الهزلية والفقرات الضاحكة ناجحة ..بل لقد برزت " الكاميرا الخفية " قبل حوالي 20 عاما طريفة ..مع الزميل القدير رؤوف كوكة وفريقه .. وكان طبيعيا أن نجدد ..وأن تعطى الفرصة لغيره .. لكن بصراحة ..ومع التقدير الكبير لمجهود الزملاء والاصدقاء الذين تعرض برامجهم " الهزلية " و"الدرامية" خلال شهر رمضان هذا العام فان اغلبها لا يضحك ..ولا يبكي .. خاصة منها تلك التي حاولت تقليد برامج " الكاميرا الخفية " العالمية .. والنتيجة أني سمعت من كثير من الاصدقاء في المقهى وفي صفوف الاقارب أنهم بعد اذان صلاة المغرب وابتهالات الافطار اصبحوا يتنقلون بين الفضائيات العربية ..خاصة ان بعضها يقدم برامج عربية وغربية طريفة من الكاميرا الخفية المضحكة ..والمسلسلات المشوقة .. وليس التهريج .. و" مرجان " مواطن طيلة حصة كاملة بكل الطرق ..وتقزيمه ..و" تقريده " ..ثم تبرير بث البرنامج بقبلة أو بسؤال يلقى عليه بعد " البهذلة " وحصة ايهام بكونه سيحصل على مال :" هل توافق أن يبث هذا التسجيل معك في رمضان "؟؟ فياخذ الملاحظ الاجنبي من تلك البرامج أن التونسي " طماع " أو " جبان "..؟؟ بعض ما يعرض علينا ..لا يضحك ..والجمهور يريد أن يضحك ..أو على الاقل أن يبتسم .. فان تعذر هذا وذاك فلا داعي ل"تنغيص " الجلسة العائلية الرمضانية ..التي يحرص الجميع على صبغتها التونسية .. فلا بأس من دورات تدريب لكاتبي السيناريو وبعض معدي البرامج " الهزلية " التونسية ..لان فن الكتابة والانتاج التلفزي اصبح احترافا وعملا.. فقدرا أكبر من الاحترام لملايين المتفرجين للقنوات التونسية .. رجاء .. حتى يربط شهر رمضان الصلة بينهم وبين تلك القنوات مجددا طوال العام.. مع فائق التقدير لمجهودات كل القائمين على المؤسسات التلفزية والاذاعية العمومية والخاصة ..