متابعة بال «جي بي آس ل 1400 حافلة بين المدن وأسطول نقل تونس سيزوّد بنفس التقنية خلال 3 أشهر تونس الاسبوعي- التوقيت: عشية السادس من نوفمبر.. المكان: وزارة النقل.. الحضور: وزيرا النقل وتكنولجيات الاتصال والرؤساء المديرون العامون لاتصالات تونس ولديوان الطيران المدني والمطارات ولشركات النقل الوطنية والجهوية.. أما المنتفعون من هذه الجلسة فهم الى جانب الحاضرين صاحب مركزي نداء بقفصةوسليانة. تحميل هذا التقديم يكفي وحده للتدليل على الأبعاد السياسية للمشروع الجديد الذي طرحه السيد عبد الرحيم الزواري وزير النقل والذي سينتقل بالنقل من مجرد «نقل» الى «نقل ذكي».. عبارة قابلة للتحميل ضمنيا لأكثر من معنى من ضمنها أن النقل ورغم ما حظي به من عناية خاصة على امتداد السنوات المنقضية ورغم حلّة الجودة التي أراد الوزير نفسه اكساءها له لم يرتق الى درجة «الذكاء».. ومن ضمنها كذلك أن النقل كان «متخلّفا» ذهنيا طبعا بما أننا نتحدث عن الذكاء رغم الحوافز والتشجيعات المبذولة لتأهيل مختلف القطاعات.. أما الأهم في ما يمكن تحميله هو ما يمكن أن يردده لسان حال المواطن: «يا والله حال.. هو ما كانش ذكي وتعبّنا زعمة كي يتذكّى آش بشيعمل فينا». عودة للوراء اعتقادي الشخصي أنه لن يفعل إلا خيرا إذا ما اعتمدنا الحكم على النوايا في انتظار الأفعال والتطبيق.. لكن قبل ذلك دعونا نعود قليلا الى الوراء والعديد من القرّاء الأوفياء ل «الاسبوعي» يذكرون الافتتاحية التي عنوانها «الجودة القاتلة» والتي جاءت على إثر حادثة الحافلة التي أنطرت نصفين وخلفّت كما تعلمون عددا من الضحايا ما بين قتلى وفي هذه الافتتاحية كتبت عن ضرورة اعتماد التقنيات الحديثة المتوفرة لمتابعة أساطيل النقل من ضمنها تقنية ال «جي بي آس» وهو مطلب كرّرت الدعوة اليه في أكثر من مرّة.. المهم أن في ظهر السادس من نوفمبر رنّ هاتفي ليعلمني الطرف المخاطب أن ما دعوت اليه سيتجسم وأني مدعو لحضور هذا الحدث الذي اكتشفت أنه أفضل مما يمكن أنه تقدمه منتوجات التنظيف والتجميل تسويقا ليس لأنه كما يقال 2 X 1 أي 1 en 2 بل لأنه 1 en 13 كما هو خاضع لعمليات ضرب أخرى بعضها حسابي وبعضها الآخر موجع اضافة لكونه سينظف ويجمّل.. ضارب ومضروب 13 X ...1 وهو لأن 13 شركة جهوية للنقل مع اعتبار الوطنية بين المدن أمضوا على اتفاق مع اتصالات تونس لتزويد 1400 حافلة بتقنية الجي بي آس التي تسمح بالمتابعة الفورية للحافلة ولسرعتها ولتوقفها ولاستهلاكها الوقود على اعتبار احتساب السرعة وسيمكن من معرفة وقت وصول الحافلة التي سيتوفر لدى مركز نداء موجود في سليانة بما يمكن الحريف من الاتصال به ليعرف عبر رقم النداء 1815 موعد وصول الرحلة وانطلاقها ولإبلاغ تشكياته.. مركز النداء سينطلق في العمل خلال شهر من الآن أما كلفة المكالمة فلم تحدد بعد ونتمنى أن لا تكون باهضة فتقبر هذا المشروع في المهد.. وبدخول مركز نداء سليانة على الخط يرتفع حجم المضروب ليتجاوز ال ...13 أما الضرب غير الحسابي فسيشمل كل السواق الذين تخوّل لهم أنفسهم التلاعب.. و«ما أكثرهم».. والعبارة لأحد المسؤولين.. فالتقنية الحديثة ستمكن من الوقوف على مدى احترام السواق لقواعد السير وتعليمات الناقلات وردع المخالفين إذا تم طبعا استغلال ما توفره المعطيات التكنولوجية. نقل تونس على الخط ولئن كان الاتفاق بين المشغل الوطني وال 13 شركة تم دون اعلان طلب عروض في الشأن على اعتبار أن قانون الصفقات لسنة 2007 يسمح بذلك على حدّ تعبير وزير النقل.. فإنّ ما تعدّ له شركة نقل تونس ل 1200 حافلة و196 عربة مترو سيخضع لطلب عروض دولي ومن المتوقع ان يبدأ الناقل الأكبر «حجما ومشاكل» في العمل بهذه التقنية خلال 3 أشهر.. وسيمكّن ما ستعتمده شركة نقل تونس لامن متابعة الاسطول فحسب بل وبالتدخل الفوري لتعديل التصرف فيه لتفادي التعطيلات الناجمة عن حركة المرور وكذلك سيمكّن المسافرين من معرفة مواعيد انطلاق الرحلات عبر سبورات إلكترونية ستركز للغرض في المحطات المركزية والكلام أفادنا به ر م ع نقل تونس شخصيا. تساؤلات أما الاتفاق الاخير فجمع مركز نداء بقفصة وديوان الطيران المدني والمطارات وسيتمكّن بموجبه المركز من تقديم خدمات الاسترشاد التي يوفرها الديوان لكل المطارات.. هذا وقد بلغنا أن بعض مراكز النداء تساءلت إن تم نشر طلب عروض في الغرض خصوصا وأنهم يملكون الخبرة والاستعداد لإنجاز مثل هذه المشاريع.. عموما تبقى قفصةوسليانة في حاجة الى مثل هذه الصفقات في مثل هذا الظرف بالذات ولمسألة احترام شروط الصفقات هياكل مختصة يمكن أن تنظر في مدى صحة ما تم الإقدام عليه.. والمؤكد أن صحة ذلك ستثبت بما أن النقل أصبح ذكيّا بما يمنعه من تجنّب مثل هذه الفخاخ. حافظ الغريبي