هل هناك من حركة أو مبادرة تستحق الثناء أكثر من تلك الموجهة لطفل مريض؟. في هذا الاطار يتنزل العرض المسرحي المبرمج بالمسرح البلدي بالعاصمة في سهرتي الجمعة والسبت من هذا الاسبوع. والتحية تأتي من ممثلة كبيرة متعددة المواهب ومؤمنة بجدوى الاعمال الابداعية التي تقع صياغتها خصيصا للاطفال. الامر يتعلق بالممثلة الفرنسية آني ديبيري أما المسرحية فهي تحمل عنوان "أوسكار والسيدة روز" للكاتب الفرنسي إيريك إيمانيال شميت (Oscar et la dame Rose). لاقت المسرحية منذ عروضها الاولى بفرنسا نجاحا هاما. وقد استعادت الممثلة الفرنسية المعروفة آني ديبيري هذا العمل المسرحي مؤخرا حيث تقدم الشخصيتين الاساسيتين في المسرحية. فهي في الان نفسه الطفل أوسكار وسيدة مسنة تدعى "السيدة روز". أوسكار يبلغ من العمر 10 سنوات لكن المرض بلغ به مبلغا حتى صار غير قادر على التواصل مع عالم الكبار. الاستثناء حصل مع "مامي روز". ومامي روز التي تحيلنا من خلال الاسم والملابس الوردية إلى عالم الطفولة الذي هو في من المفروض أن يكون عالما ورديا تحاول أن تفتح العيون على مسألة حساسة تتمثل في أن الطفل المريض في حاجة إلى خطاب خاص لكسب ثقته ومساعدته على جعل جسمه الصغير يقوى ولو نسبيا على تحمل علته. العالم الوردي المفقود والممثلة آني ديبيري ليست غريبة عن الجمهور التونسي. فهي بالاضافة إلى أعمالها السينمائية والمسرحية قدمت عديد الاعمال التلفزيونية لعل أبرزها سلسلة "عائلة مثالية". وهي فنانة تتحلى بالخبرة الكافية لتقديم عمل موجه للاطفال بالاساس بشكل حرفي ومقنع. ويعد هذا العمل أن يكون مثيرا للفضول خاصة أن آني ديبيري تؤدي كما سبق وذكرنا شخصية الطفل المريض والسيدة الطيبة في الان نفسه. مع العلم أن هذه الممثلة هي أيضا كاتبة ولديها بعض المؤلفات من بينها ما هو موجه للاطفال. فيما يخص الكاتب إيريك إيمانيال شميت فهو أيضا لا يقل أهمية عن الممثلة ديبيري. وقد سبق أن دعاه معرض تونس الدولي للكتاب كأحد ضيوف الشرف في الدورة الاخيرة (2008). ويعتز الفرنسيون بهذا الكاتب الذي تحظى مؤلفاته بالقبول في الخارج حيث تمت ترجمة كتبه إلى عديد اللغات. وهو صاحب انتاج غزير خاصة في مجال الكتابة المسرحية. في الموسيقى وكذلك الضحك شفاء ويندرج العرض المسرحي في إطار تظاهرة شاملة للمعهد الفرنسي للتعاون يتونس وتحديدا في إطار التعاون مع بعض الاطراف والهياكل التونسية في مجال تنظيم الانشطة التي تجمع بين البعدين الثقافي والاجتماعي. وتنطلق التظاهرة التي تحمل عنوان الطفل والمستشفى اليوم وتتواصل إلى غاية 20 نوفمبر الجاري. وبالاضافة إلى العرض المسرحي يقع تنظيم لقاء إعلامي يوم الجمعة بكلية الطب بتونس حول دور المحيط الخارجي في حياة الطفل المقيم بالمستشفى تليه دورة تكوينية لفائدة المهنيين من إطارات طبية وشبه طبية حول نفس الموضوع. مع العلم أن هناك تركيزا في الاعوام الاخيرة من قبل الاطباء والباحثين حول موضوع الاحاطة بالمريض خلال فترة العلاج كأحد الاسباب الهامة المساعدة على التخفيف من المرض أو حتى الشفاء منه. وإذ أثبتت بعض الاساليب في العلاج على غرار العلاج بالموسيقى نجاعتها في علاج بعض الامراض فإن الاتجاه يسير نحو تأكيد دور الضحك في التخفيف من حدة آلام المريض. وهو ما يفسر مساهمة الجمعية الفرنسية المدافعة عن الضحك كأحد الاساليب المساعدة على العلاج في هذه التظاهرة. ويسعى المعهد الفرنسي للتعاون من خلال هذه المبادرة إلى توجيه الانشطة الثقافية نحو أهداف يقع تحديدها مسبقا ضمن محاور محددة خاصة منها ما يتعلق منها بالمجال الاجتماعي وذلك وفق ما وعدت به مديرة المعهد مؤخرا خلال اللقاء الاعلامي الذي تحدثت فيه عن الجديد بهذه المؤسسة الفرنسية التي تعمل في إطار التعاون بين تونس وفرنسا حيث تم التوقف بالخصوص عند مسألة توسيع الجماهير التي تستهدفها الانشطة الثقافية.. مع العلم أن المعهد وبالتوازي مع الانشطة الجديدة حافظ على بعض الفقرات القارة لعل أبرزها التظاهرة المشجعة على المطالعة " القراءة في احتفال " التي تتواصل بتونس وهي مناسبة تجمع بين المواهب الشابة في الكتابة ومجموعة من الكتاب والادباء الراسخين من تونس وفرنسا.