سوسة - الصباح: يحتفل العالم في غرّة ديسمبر من كلّ سنة باليوم العالمي لمكافحة مرض السيدا،هذا المرض الفتّاك الذي يذهب بأرواح الملايين في كافّة أصقاع الدنيا. قبل حلول هذا الموعد، نظمت الجمعية التونسية لمكافحة الأمراض التناسلية والسيدا مؤخرا بأحد النزل بمدينة سوسة الملتقى الأول لفروعها بإشراف رئيس الجمعية الأستاذ عبد المجيد الزحاف وكافة أعضاء المكتب الوطني وحضور السيدة فردوس رئيسة جمعية "رحمة " للمتعايشين مع الفيروس والعديد من أعضاء الفروع التسعة وهي صفاقسوتونس ونابل وسوسة ووقابس ومدنين وقفصة والقصرين والكاف وعدد من أعضاء فروع الشباب النشطين، وقد تم خلال هذا الملتقى تدارس وضع الجمعية وطريقة تسييرها والعمل على تطوير وتقويم أنشطتها وضبط حاجيات الفروع وضبط القانون الداخلي للجمعية والتكوين ودور الصندوق العالمي لمكافحة مرض السيدا والمالارايا وحمّى المستنقعات ومدى الاستفادة من برامجه وغيرها من المسائل الهامة خلال جلسات مطوّلة موزعة على يومين دامت أكثر من عشر ساعات. صعوبات الفروع وحاجياتها في البداية تمت مناقشة العديد من المسائل منها تمويل المكتب الوطني ومساهمة الفروع في ذلك وكيفية حصول الفروع على الدعم المالي سواء من الجهات الرسمية أو من جهات خارجية بعد إعلام السلط المعنية، وفي الأثناء التحق بالملتقى كلّ من السيدين أحمد أورير وأيفيون وهما خبيران دوليان لدى "أونيسيدا". السيد أحمد أورير تعرض إلى اعتماد مخطط للدعم الفني في تونس ومنهجية وتخطيط الأنشطة والمبادئ العامة وتساءل عن الصعوبات التي تعاني منها الجمعية وفروعها، فتعرض البعض إلى وجود صعوبات في التصرف والتخطيط والحاجة إلى الدعم الفني، ولعل أبرز هذه الصعوبات الاستعداد للمستقبل وحاجة المتعايشين مع الفيروس إلى الغذاء، فضلا عن حاجة الفروع إلى أدوات للتنفيذ، وأكّد رئيس الجمعية على أنّ التكوين يعدّ من أبرز الحاجيات وأولوياتها باعتبار ظهور تقنيات جديدة في عالم حديث متغيّر، فضلا عن التخطيط للعمل المستقبلي، وتحدث البعض عن ضرورة التخطيط قبل ضبط الحاجيات واقتراح اعتماد لا مركزية مطالب الدعم المالي والفني والتعرف على الأطفال المتعايشين مع الفيروس ودعمهم ومساندتهم والتعرف على الأنشطة في كلّ فرع وتساءل الحاضرون عن الحاجة إلى طلب وطني أي اعتماد طلب موحد أو اعتماد عدّة طلبات وفقا لحاجيات كلّ فرع واختيار المستفيد الرئيسي وتمّت الدعوة إلى توخي نظرة مستقبلية بعيدة وتمّ الاتفاق على ضبط مشروع في هذا الإطار من قبل الفروع في أقرب الآجال قبل موفى هذا العام. نقاش تم تخصيص جلسة بعد الظهر من اليوم الأول إلى ضبط القانون الداخلي للجمعية، وقد طال النقاش حول بنود هذا القانون وتعددت المقترحات من قبل الحاضرين، فضلا عن تركيز مجلس إدارة للجمعية وتمحورت المناقشات بالخصوص حول علاقة المكتب بالفروع من حيث الإشراف والتنسيق والتمويل والمتابعة والتنسيق مع السلط الرسمية وكيفية تمويل المكتب الوطني والمساهمة في ذلك من قبل الفروع ومطالبة مختلف الوزارات بتقديم الدعم المالي لهذه الفروع ومطالبة الفروع الجديدة بضبط برامج عملها للحصول على هذا الدعم وتبادل الثقة بين المكتب الوطني ومختلف الفروع، وتعرض الحاضرون إلى تركيبة مجلس الإدارة وصلوحياته. ندوة كبرى حول "مكافحة السيدا" في اليوم الثاني انطلقت أشغال الجلسة الأخيرة بحضور الجميع، في البداية تلا الكاتب العام للجمعية القانون الداخلي بعد صياغته، فتمّت مناقشته والاتفاق على مجموعة من البنود. إثر ذلك تمّ المرور إلى عنصر هام هو التكوين فقدمت الآنسة نسرين جلالية من فرع تونس مداخلة حول الموضوع، فكان عرضا تميّز بالوضوح والاختصار تعرضت فيه بالخصوص إلى مسألة التكوين في الجمعيات وتكوين المكوّنين المتخصصين وخلصت إلى الحديث عن اعتماد المسرح في التكوين فهو الذي يطرق المسكوت عنه والمحضور ويمسّ الأحاسيس والمواقف وتطرقت كذلك إلى الجمعيات غير الحكومية ومختلف الهياكل واستراتيجية الاتصال والقيم المضافة في كلّ ذلك وضرورة تقويم المكتسبات عند التكوين، بعدها ألقى أحد الأعضاء النشطين بفرع سوسة للشبان عرضا حول تجربة بنزرت فكان أيضا عرضا هاما ومفيدا. في هذه الجلسة تم التعرض إلى الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة مرض السيدا وذلك بتقديم مقترح يتمثل في التحسيس في برامج تلفزية عبر القنوات الوطنية بتكليف مجموعة من الشبان والشابات من فروع تونسوسوسةوصفاقس للمشاركة في هذه البرامج، وتم الاتفاق على إصدار معلقة موحدة في 500 نسخة وزيّ موحّد يتمثّل في صدار واقتناء 150 وحدة منه أي بمعدل 15 وحدة لكل فرع و10 جداريات بمعدل واحدة لكل فرع والسعي إلى بعث موقع على الأنترنات به روابط للفروع للتعرف إلى مختلف المستجدات بها وإلى أنشطتها وإصدار كتيّب للتعريف بالجمعية وفروعها وقد تم تكليف السيد النجار بنحميدة النائب الثاني للرئيس المكلف بالنشر للقيام بهذه المهمة، وتم الحديث عن الملتقى الثاني للفروع فاتفق الجميع على إقامته بتونس العاصمة في الأسبوع الأول من شهر جانفي من سنة 2009 بتنظيم ندوة وطنية حول " مكافحة السيدا" بمشاركة 36 جمعية ومختلف الهياكل الأخرى وكل من يرغب في المشاركة، هذا الملتقى سيتمّ الاستعداد له منذ الآن، هذا وقد تمّ تكليف الكاتب العام بمتابعة الموضوع والتنسيق مع مختلف الفروع للإعداد لهذه الندوة في متّسع من الوقت من أجل إنجاحها.