احتضن يوم السبت الفارط أحد الفضاءات السياحية بجهة بنزرت فعاليات ورشة عمل خصصت لموضوع : «ما يتمتع به المتعايش مع فيروس السيدا من حقوق في المجتمع». وقد توزعت أشغال هذا اللقاء الذي نظمته الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات بالتنسيق مع المكتب الجهوي للجمعية الوطنية لمكافحة الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا ببنزرت بين اضاءات على ظروف الإصابة بهذا الصنف من الفيروسات مع تقديم لمؤشرات على نسق تطور مجموع المتعايشين معه في تونس والعالم... هذا وقد تم بالمناسبة التطرق لمشاغل ثلّة من المتعايشين مع فيروس السيدا والاطار القانوني والانساني لحق عدم التمييز بالنسبة للمصابين بهذا الصنف من الأمراض السارية في تونس. وفي تقديمه لفقرات هذا الموعد الذي واكبه عدد هام من الاطارات الجهوية ورؤساء الجمعيات ومن السلك الطبي وشبه الطبي من ولاية بنزرت ومن عدد من الجهات الاخرى على غرار: صفاقسسوسة... أوضح السيد عبد المجيد الزحاف رئيس الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات بأن التئام مثل هذه التظاهرات يندرج في اطار سلسلة الندوات التحسيسية التي أقرها الصندوق العالمي لمقاومة السيدا و«المالاريا» و«السل» في اطار خطته الخماسية بتونس (2007 2011) والهادفة لمساعدة حاملي فيروس السيدا على العلاج وأيضا مراجعة السلوكيات الخاطئة تجاههم. 70 حالة جديدة المداخلة العلمية الأولى تمحورت حول اشكاليتي طُرق انتقال الفيروس ووسائل الوقاية المثلى من هذا المرض فلاحظ السيد منصف الخلفاوي رئيس قسم الأمراض المعدية بالمستشفى الجهوي بمنزل بورقيبة ان ظروف انتقال الفيروس تبقى كما هو متعارف عليه ثلاثة أولا: العلاقات الجنسية ولا سيما غير الشرعية لتصل بذلك الى نسبة (70 الى 80٪) من مجموع عوامل انتقال هذا الصنف من الفيروسات. ثم من الأم الى الطفل قبيل الوضع (20 30٪) وأخيرا عبر نقل الدم من شخص الى آخر... مشيرا في ذات السياق الى أن آخر الاحصائيات تشير الى مجموع 40.3 مليون حالة اصابة بالعالم بفيروس: «SIDA/HIV». وبخصوص نسق تطور الاصابة بهذا المرض في تونس أورد المحاضر أنه منذ تسجيل أول الحالات في سنة 1985 الى حدود أواخر شهر ديسمبر 2009 ناهز مجموع المصابين 1568 شخصا حيث لا يزال منهم على قيد الحياة ما يقارب 1000 مريض وأعرب الدكتور منصف الخلفاوي في ذات الصدد ان كل عام يقع تسجيل 70 حالة جديدة... كما أفادتنا مصادر عليمة أن عدد المتعايشين مع الفيروس بجهة بنزرت 28 من مجموع 53 حالة معلنة. حقوق... وإطار قانوني حقوق الانسان وحقوق مريض السيدا بالأحرى المتعايش مع الفيروس في المجتمع كان الموضوع الأبرز لباقي المحاضرات المبرمجة حيث بالمناسبة تدارس تداعيات ما يُعرف بالتمييز في معاملة هؤلاء المرضى. وقد أكد الاستاذ راشد بوشداق «أن قانون 72 المؤرخ في 27 جويلية 1992 قد ضبط حقوق المريض بصنف الأمراض السارية ككل ومنها حاملو فيروس السيدا حيث أقر بصورة واضحة حق عدم التمييز الصحي والوقاية والعلاج منه، وبأن قانون 2004 أقرّ بدوره مثل هذه الامتيازات وضمن كذلك حق حماية المعطيات الشخصية الصحية بالنسبة الى الإطار الطبي رغم اقراره بالمقابل الحق في الحصول على المعلومة للمريض والإشعار بالاصابة من الطبيب للهياكل الأخرى ذات العلاقة... كما توقف المحاضر عند باقي أصناف الحقوق المتعارف عليها الأخرى كالحق في الزواج والانجاب والحضانة. الخطأ والاصابة وقد تم بالمناسبة الوقوف دقيقة صمت ترحّما على روح المريض حمدة البقلوطي مع تقديم شهادتين للمريضتين (م.ع) و(م.ر) المتعايشتين مع الفيروس منذ سنوات حيث تمت إثارة إشكال عدم توفّر الدواء في بعض الفترات علاوة على ما يسمى مجموعة الدعم التي لا تزال دون صبغة قانونية... وردّا على مختلف الاستفسارات أوضح السيد عبد المجيد الزحاف رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا بأن إقرار وجوبية اجراء تحاليل على المريض من نوع HIV تبقى من المسائل الحساسة بالنظر الى تباين مختلف ردود الفعل تجاه الاجراء الطبي. وقد أضاف بأن أهم مصدر لتمويل الجمعيات هي أساسا التبرعات.. هذا ولاحظ المحامي راشد بوشداق ان الاساءة او الاشهار العلني لمريض السيدا يمثل جريمة ويدخل في باب الثلب والقذف كسائر الجرائم الأخرى وبأن التبرير القانوني لطرد الأجير هaو خطأ فادح ويتخذ صبغة تعسفية في بعض الأحيان.