أهم رسالة استنكار لجرائم الاعمال الارهابية التي شهدتها منطقة مومباي الهندية كانت تظاهر نحو 6 الاف من العلماء المسلمين والمسيحيين ومن ديانات هندية متفرقة.. انتهزوا فرصة تنظيم مؤتمر حوار فكري سياسي ديني واسع ليقولوا بصوت واحد: "لا للتطرف.. لا للارهاب".. وليتبرأوا من جريمة الاعتداء على السياح والمدنيين الابرياء من قبل بعض الميليشيات.. وان رفعت شعارات سياسية ودينية مثل "وضع حد للممارسات المعادية للاقلية المسلمة".. التي تصدر من حين لاخر هنا وهناك.. خاصة في بعض مناطق تنتشر فيها ميليشيات "هندوسية" متطرفة.. ان بشاعة الجريمة الاولى لا تبرر ارتكاب الثانية.. ومهما قيل عن المضايقات التي تلقاها الاقلية الهندية المسلمة فلا بدّ من الاعتراف بان في الهند مئات الملايين من المسلمين الذين يعيشون مع ممثلي مئات الاديان والطوائف والاقليات في سلم وسلام نموذجيين.. بل ان النسبة الاكبر من العلماء والمثقفين المسلمين الذين تالقوا عالميا في مختلف الاختصاصات بدءا من امريكا واوروبا هم من ابناء الهند والدول التي تأسست في العقود الماضية.. بعد انفصالها عنها مثل باكستان وبنغلاديش.. ومن اكبر الاخطاء التي يمكن ان يتورط فيها الشعب الهندي وجيرانه الباكستانيون والبنغال افتعال تناقضات داخلية جديدة.. والدخول في صراعات دامية اضافية.. بسبب بعض الخلافات السياسية.. وفي كل الحالات فان ادانة القيادات السياسية والدينية والعلمية الباكستانية والهندية لجرائم مومباي رسالة ينبغي أن تصل العالم اجمع.. حيث تداخلت الاوراق منذ سبتمبر2001 بين المسلمين والارهاب.. لاسباب عديدة من بينها تصريحات زعماء الميليشيات المتطرفة المحسوبة على الاسلام في افغانستان ومواقع توتر عديدة.. بينهم ايمن الظواهري وزعماء تنظيمات "القاعدة" وحلفائها.. والحل طويل المدى كان وسيبقى تعميق الحوار مع شباب العالم الاسلامي وفهم مشاغله ومشاكله واسباب توتره.. مثلما دعت الى ذلك الندوة التي نظمت بتونس هذا الاسبوع وافتتحها رئيس الدولة زين العابدين بن علي شخصيا في قصر الرئاسة بقرطاج بحضور ممثلين عن علماء الدول الاسلامية.. شرق وغربا.. وكفاءات شبابية وعلمية تونسية مرموقة.. ورئاسة المنطمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم الايسيسكو..