تونس الصباح المطرب اللبناني وليد توفيق وفي اوج الحرب الاسرائيلية المجرمة على الفلسطينيين في غزة قدم اغنية بعنوان «فكوا الحصار».. هذه الاغنية اشتغل عليها مع شاعرها وسجلها في اقل من 48 ساعة.. والواقع ان المطرب وليد توفيق لم يكن وحده من بين الفنانين العرب الذين شمروا على ساعد الابداع وتفاعلوا مع مأساة غزة في ابانها وعملوا على ان يكونوا حاضرين «بما يستطيعون» من اجل اما التشهير بالجريمة الاسرائيلية او شد ساعد الشعب الفلسطيني في محنته والتغني ببطولات ابنائه في مواجهة هذا العدوان الهمجي الاسرائيلي.. فهناك غيره من الفنانين العرب ممن غنوا لغزة.. او قل انهم لم يتأخروا في الغناء لغزة وللشعب الفلسطيني ولشهدائه من المقاتلين الرجال او من المدنيين من النساء والاطفال.. الفنان العراقي كاظم الساهر مثلا كان ايضا من بين الفنانين العرب الذين ضربوا الحديد وهو ساخن وتفاعلوا سريعا مع حرارة دم الشهداء في غزة الصامدة قبل ان يبرد هذا الدم وقدم اغنية بعنوان «صباح غزة» وكذلك فعل راغب علامة وماجدا المهندس الذي قدم بدوره اغنية عنوانها «يا غزة لا تبكي» وثامر حسني وراشد الماجد وشعبان عبد الرحيم وغيرهم.. وربما ايضا هناك من بين الفنانين الجزائريين من غنى لغزة بل وربما هناك حتى من بين الفنانين الاتراك او ربما الفينيزويليين من فعل ذلك!!! فلماذا اذن وحده المطرب التونسي هو من يتخلف عن اداء هذا الواجب الابداعي؟.. لماذا لم نستمع لاغنية واحدة لفنان تونسي عن غزة؟ كانوا حاضرين طبعا، نحن نقدر جيدا ان غالبية المطربين والفنانين التونسيين كانوا على امتداد ايام العدوان الاسرائيلي الاجرامي على غزة حاضرين في قلب تظاهرات وحتى مظاهرات المساندة والتنديد بالحرب الاسرائيلية على غزة.. كما تقدر ان اغلب فنانينا هم من ذوي الحس الوطني والعروبي والقومي ولا نشك لحظة في انهم قد عاشوا على امتداد اسابيع العدوان الاسرائيلي الاجرامي على غزة لحظات ألم قصوى وهم يشاهدون معاناة وماسي وجرائم هذه الحرب في حق اخواننا الفلسطينيين في غزة.. لذلك نحن نستغرب حقيقة ألا تشهد الساحة الفنية في اوج هذه الحرب ظهور اغنية تونسية يسجل من خلالها احد فنانينا شهادته على هذه الحرب الجريمة اغنية تصور بفنية وشاعرية احاسيس التضامن والتفاعل والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في محنته.. ألم يكن مثلا بامكان الثنائي لطفي بوشناق بوصفه فنانا ومطربا وادم فتحي بوصفه شاعرا غنائيا ان يطلعا على الساحة الفنية بأغنية من هذا القبيل؟ نحن ندرك انه كان بامكانهما ذلك.. كما انه كان بامكان غيرهم من المطربين والشعراء.. ففنانونا وشعراؤنا الغنائيون لا تنقصهم لا الموهبة ولا القدرة على ان يضطلعوا بكفاءة بهذا الواجب الفني.. الفنان صلاح مصباح نعتبره قادرا وبامتياز على ان يفعل ذلك وكذلك مقداد السهيلي ومحمد الجبالي وغيرهم.. فلماذا اذن لم يفعلوا؟! أم تراهم فعلوا وانما نحن الذين لم نطلع بعد على انتاجاتهم الغنائية هذه...