سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القبول بمشاركة كل الطلبة في مناظرات مدارس الهندسة الفرنسية.. لكن المنح لن تسند إلا للمتميّزين.. وضعاف الحال انتهاء أزمة طلبة المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بالمرسى:
تونس-الصباح: بعد اضراب تواصل لمدة أسبوع تقريبا،انتهت ما يعرف ب«أزمة طلبة المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بالمرسى» بما يأمل فيه الطلبة وأولياؤهم حيث تقرر صلب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي القبول بمشاركة جميع طلبة السنة الثانية في المناظرات الخاصة بمدارس الهندسة الفرنسية بعد ان كان القرار الأولي يقتصر على مشاركة30 % فقط من هؤلاء الطلبة في المناظرات الفرنسية ومشاركة البقية في المناظرات الوطنية الخاصة بدخول الى معاهد وكليات الهندسة. وانطلقت «أزمة» طلبة المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بالمرسى هذا العام بعد ان نشرت ادارة المعهد قائمة بمشاركة كل طلبة السنة الثانية وعددهم 157 طالبا في المناظرات الفرنسية ثم ما لبثت أن تراجعت عن ذلك لتسحب القائمة وتعلن عن قائمة ثانية لا تتضمن سوى 53 طالبا من حقهم المشاركة في المناظرات الفرنسية. وقد دخل طلبة السنة الثانية في مرحلة أولى في اضراب ثم اعتصام ليلتحق بهم بعد ذلك طلبة السنة الأولى باعتبار أن المسألة والاجراءات الجديدة ستشملهم بدورهم في السنة القادمة. وقد أقرت وزارة التعليم العالي خلال هذا الأسبوع مشاركة كل طلبة السنة الثانية في مناظرات الدخول الى المدارس الفرنسية مع تحمل تكاليف مصاريف الاختبارات الكتابية للمناظرات بالنسبة لكل المترشحين على أن لا يسمح لأي طالب الترشح لإجتياز أكثر من مناظرتين وفق ما نص عليه المنشور عدد 08/46 المؤرخ في 2 جوان 2008 والذي ينص كذلك على أن تتكفل الوزارة بتحمل نفقات تنقل التلاميذ المنحدرين من عائلات ضعيفة الدخل دون سواهم لإجتياز المناظرات الشفاهية بفرنسا (ضرورة الإستظهار بالوثائق المدعمة). وتتحمل الوزارة نفقات الإقامة بفرنسا بالنسبة للتلاميذ المتميزين والتلاميذ المنحدرين من عائلات ضعيفة الدخل على أن لا يتجاوز عدد المنتفعين بهذا الإجراء نصف عدد المترشحين على أقصى تقدير . ويبدو أن طلبة المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بالمرسى ورغم معارضتهم لفحوى المنشور الذي ضيق من امكانيات حصولهم على المنحة مقارنة بالسنوات الماضية، فانهم رضخوا للاجراءات الجديدة ووقعوا على التزامات بذلك وخاصة فيما يتعلق بالتمتع بالمنحة الجامعية والتي أكد المنشور على أنه لا يمكن أسنادها إلاّ للطلبة الذين تم قبولهم بإحدى المدارس الهندسية المؤهلة لمنحة والتي وقع ضبطها والإعلان عنها مسبقا من طرف الوزارة، على أن لا تتجاوز نسبة الممنوحين30 % من عدد المترشحين. ويلتزم الطالب المرشح للحصول على منحة وطنية لمتابعة دراسته بإحدى مدارس الهندسة الفرنسية،بالتوقيع على وثيقة التزام يتعهد فيها بالعمل بمؤسسة تونسية إثر تخرجه لمدة 10 سنوات، أو بإرجاع مبالغ المنح التي أسندت له في صورة عدم إيفائه بهذ الإلتزام. وقد التزم أولياء الطلبة بالتوقيع على وثيقة تعهد بالتضامن مع منظوريهم. كما أن دليل التوجيه الجامعي لسنة 2008 تضمن نص المنشور بصفة خاصة. ويبدو أن الاتفاق الذي تم مؤخرا بين الوزارة والطلبة وأوليائهم والذي حل الاشكال القائم تمثل في قبول الوزارة مشاركة كل الطلبة في مناظرات مدارس الهندسة الفرنسية مقابل عدم تحملها للمنح الا في حدود الشروط المنصوص عليها بالمنشور المذكور. وكانت وزارة التعليم العالي فرضت المشاركة في المناظرات التونسية على كل التلاميذ كشرط أساسي لإجتياز المناظرات الفرنسية وأكدت على أنه وعند عدم إحترام هذا الشرط لا يستفيد الطالب بالمشاركة في المناظرات الفرنسية والتمتع بالمنح. ويقوم المجلس العلمي للمعهد بتوزيع التلاميذ على ثلاث مجموعات من مدارس الهندسة الفرنسية وفق ترتيبها الأكاديمي السنوي مع الأخذ في الإعتبار المستوى العلمي للتلاميذ ونسب حظوظهم في الإلتحاق بهذه المدارس. وتم فرض هذه الاجراءات حتى يمنع على الطلبة المشاركة في مناظرات مدارس فرنسية غير مشهود بكفاءتها وبمستواها العلمي والبيداغوجي، وحتى يتم ضمان عودة الطلبة الى بلادهم بعد انتهاء تكوينهم وذلك للاستفادة من خبراتهم ومن مستواهم العلمي. ويذكر أن تكلفة دراسة الطالب في مدارس الهندسة الفرنسية طيلة السنوات الثلاث في حدود ال 40ألف دينار تونسي.