الدربي السادس بعد المائة بين الترجي والافريقي بعثر أوراق الإطارالفني للترجي وكذّب الأحكام المسبقة. لم تكن مقابلة ذات مستوى فني رفيع وانما كانت تكتيكية بدرجة أولى قبل كل شيء ويبدو واضحا للجميع أن الضغط كان مسلطا على الترجيين أكثر من منافسهم، الانهيار الذي انقاد إليه وليد التايب وزملاؤه يعود بالأساس إلى هشاشة نفسانية بسبب النقص في الإعداد النفساني من قبل الإطار الفني، هذا طبعا الى جانب أسباب أخرى تجمعت و«تحالفت» ضد الفريق لتجبره على الانقياد الى هذه الهزيمة في فترة حساسة كهذه بعد تراجع مردوده في الجولتين الأخيرتين، على عكس النادي الإفريقي الذي نجح في تجاوز مصاعبه. في هذه المباراة لعب أبناء عبد الحق بن شيخة بذكاء وبعزيمة كبيرة وإصرار أكبر وقد ساعدهم الهدف الأول الذي حققه زهير الذوادي على التحرر من الضغط المسلط عليهم على عكس الترجيين الذين زاد الضغط عليهم لاسيما بعد قبول الهدف الثاني، وقد بدا واضحا للعيان أن المشكل لا يكمن في تغيير الحارس حمدي القصراوي بزميله العربي الماجري وهي أحد الأخطاء التي ارتكبها الاطار الفني وقد لاحظ كل من تابع اللقاء أن الذوادي نجح في تحقيق الهدف الأول عند اختراق كرته ظهري كل من وسام العابدي والعربي جابر وتبعا لذلك تحققت الأهداف الثلاثة بسبب غياب التغطية في الخطوط الخلفية للترجي، ولم ينجح وليد التايب ومايكل اينرامو وهنري بيانفوني وأسامة الدراجي ويوسف المساكني في اختراق خط دفاع الافريقي لسببين رئيسيين هما خضوعهم الى رقابة صارمة وكذلك صلابة خط دفاع الافريقي في وجود كل من خالد السويسي ومحمد الباشطبجي في المحور بالاضافة الى وجود ثلاثة لاعبين من الافريقي قريبين في أغلب الحالات من وسط الميدان وهم أسامة السلامي ووسام يحيى وزهير الذوادي مما ساهم في ارغام الترجي على عدم الصعود بكثافة خوفا من الهجمات المعاكسة التي يشنّها الأفارقة من حين إلى آخر اعتمادا على سرعة الذوادي والمسعدي في أغلب الأحيان، ومن أسباب انهيار الترجيين وقبولهم ثلاثة أهداف كاملة اعتمادهم على الكراة الطويلة مما يجبرهم على ترك المساحات التي حاول الافارقة استغلالها ونجحوا في ذلك، والحال أنه كان ينبغي لهم اعتماد أداء جماعي منسق يجنبهم مثل هذه الهنات وهذه الهفوات، واثر قبول الهدف الثاني خرج لاعبو الترجي من المقابلة «ورموا المنديل» وكان بإمكان الإفريقي اضافة أهداف أخرى.. وفي الحقيقة فان امكانات لاعبي الترجي أفضل من ذلك بكثير والدليل أنهم حاولوا الضغط على منافسهم في الربع ساعة الأخير لكن الوقت قد فات آنذاك أمام منافس صلب وذكي عرف كي يحافظ على تقدمه بثلاثية بفضل تماسك خطوطه الثلاثة وبرودة أعصاب لاعبيه واصرارهم على كسب نقاط الفوز واهدائها الى مدربهم الذي يمر بفترة حرجة بعد وفاة والدته في نهاية المطاف، ان كان الترجي قد انهزم في هذه المقابلة فانه لم يخسر الرهان على اللقب الذي أصبح الحصول عليه مهمة عسيرة بالنسبة الى ثلاثي المقدمة: الافريقي والترجي والنجم لتكون بذلك نهاية هذا الموسم مشوقة ومثيرة... محمد القبي