المقصّ في «النقاط على الحروف» حاضر لهذا السبب غيرة وحسابات وراء زوبعة المحامين نعم تعرضت لتهديدات من إحدى المثقفات منع البرامج بلا مبرّر منطقي مرفوض سلوى بن نعمان وجه إعلامي شدّ إليه الانتباه في الآونة الاخيرة.. امرأة جريئة.. رصيد معرفي كبير.. تتماهى مع اللغة العربية فتطوع أساليبها لتخاطبك بفصاحة فيها إبلاغ وبلاغة.. هذه المحرجة الصريحة جعلتنا نبحر معها في عميق الأغوار لأن سلوى ليست مجرد وجه تلفزي يأتي ليغطّي ساعات من البث وكفى، فهذه الأستاذة لها من نفاذ الفكر وتوقد الذهن ما يجعلها تؤسس فيك احتراما للمواقف التي تصدع بها.. سلوى المتأنية في أجوبتها الرصينة في تعليقاتها.. الموضوعية في آرائها تنزل ضيفة على قراء الاسبوعي لتضع النقاط على الحروف في لغة الضاد.. مع ابن نعمان نلج كواليس الإثارة ودروب الحقيقة. * من هي واضعة النقاط على الحروف والتي نرحب بها في هذا اللقاء؟ - سلوى بن نعمان حرم برهان بسيّس، أستاذة عربية، أباشر في أحد المعاهد التونسية. * كيف انطلقت علاقتك بالإعلام؟ - كانت في البداية علاقة غير مباشرة فزوجي يعمل في الحقل الاعلامي ومن ثمة كنت أتحسس هذا الميدان الشاسع والحافل بالجديد دائما، ثم كان التماهي المباشر عبر مراسلات ثقافية أمنتها لM.B.C ،وكانت تجربة ثرية متنوعة يحف لها تحفز الشباب ثم جاءت بعد ذلك فكرة نقاط على الحروف. * الفكرة إذن مرسومة في ذهنك وجسدتها في فضاء حنبعل؟ - أجل قدمت المقترح الى إدارة القناة وهذا المشروع يندرج في إطار سياسة حنبعل أولا وسياسة البلاد خاصة إذ تؤكد على ضرورة تأسيس فضاءات حوار حرّ ومسؤول. * مدى تدخل برهان بسيّس في عملك؟ - برهام آمن بي ورأى أنني قادرة على إدارة الحوار، هو يسدي اليّ النصائح وبحكم تجربته الكبيرة يسّر لي بعض السبل. * وتدخل إدارة القناة في برنامجك؟ - لا يتدخل أحد في البرنامج فأنا لي هامش كبير من الحرية في العمل. * إذن أنت مرتاحة في شطرانة II؟ - أجل ولو لم تكن حنبعل لما رأى هذا البرنامج النور، فالتشجيع ضمني والمهم أن هذه الفكرة ولدت هنا وتكبر ولم يقع وأدها . * أنت ترين أن العمل في الفضاء الإعلامي الخاص أكثر راحة؟ - هناك إيمان في العالم العربي أن للقنوات الخاصة لمسة خاصة فالخطاب ليس رسميا، فالفضاء الخاص له خصوصياته وتشجيع الدولة الاعلام الخاص إثراء للمشهد الاعلامي في بلادنا. * كيف يقع اختيار المواضيع؟ - الموضوع يختار نفسه ، فالبرنامج انطلق لحسن حظه ولسوء حظ العالم العربي أثناء أحداث غزة إذن كان من الضروري أن نواكب الحدث في أول حلقة فالحدث أكبر من أن نختاره والنخبة المثقفة موجودة فكان الانطلاق وأضيف هنا أنه يقع اختيار الضيوف انطلاقا من المواضيع. وفي حلقات أخرى الضيف هو الذي ينتج الموضوع مثل الحلقة المميزة مع فاروق القادومي. * مع ليلى خالد حضرت الابتسامة والطرافة والنوادر؟ - كانت ليلى تنوي الاتجاه الى دبي بعد زيارتها الى تونس ولكنها لم تجد طائرة الى هناك في ذلك التوقيت فقالت بكل بساطة «لا وجود لأي إشكال بكل بساطة سأختطف إحدى الطائرات وأحول وجهتها الى دبي». * الخطوط الحمراء في النقاط على الحروف؟ - الخط الاحمر الوحيد المرسوم نصب عينيّ هو المسؤولية، أنا أضع الخط الأحمر ، أنا لست هنا لآنتهاك الاعراض أو تجريح الضيوف اذا انعدمت المسؤولية عمت الفوضى والاعلامي النزيه يجب ان يكون شاعرا بالمسؤولية حتى يبعد الاساءة الى نفسه والى عمله والى محاوريه والأهم إقصاء الإساءة الى بلاده. * أين يلعب المقصّ في النقاط على الحروف؟ - هو غائب بالمفهوم المتعارف، هو حاضر لتجميل الحلقة فقط. * ماذا تعيب سلوى على بعض ضيوفها؟ - بعضهم لم يتعود على الرأي الآخر فيجدون ذواتهم في مأزق. * ما هو الحرج الأكبر الذي تتعرضين اليه؟ - بعض المثقفين يرفضون الحضور لحسابات ضيّقة، آخرون يؤكدون الحضور وفي آخر لحظة يعتذرون فأجد نفسي مجبرة على تعويضهم. * النقاط على الحروف ليس من البرامج اليسيرة وقد بلغنا أنك تعرضت الى تهديدات أحيانا؟ - تفكر سلوى بعمق ثم تقول - إحدى الضيفات وهي مثقفة وجامعية بعد أن سجلنا معها اتصلت وطلبت عدم بث الحلقة فاستغربنا الأمر خاصة وأننا لم نتعرض الى ما يمكن أن يثير غضبها وقلنا لها إننا نرفض مثل هذا المنطق فما كان منها إلا أن توجهت الينا بالتهديدات إضافة الى رسائل شديدة اللهجة.. إذن أقول هنا إن بعض المثقفين يضعون خطوطا حمراء لأنفسهم وهنا أقول أنا في خدمة بلادي ولست في خدمة مصلحة أي طرف والنقاط على الحروف دليل على وجود إعلام حرّ في تونس. * ما هي النقطة أو النقاط المشتركة بين التنشيط والتدريس؟ - أنا أنجز حوارا فكريا هنا وهناك، أنا أدرّس النجاح والقضايا الحضارية وهنا يلتقي الاستوديو بالفصل. * قضية الساعة سلوى منع المحامين من إثراء البرامج التلفزية ما هو تعليقك على ذلك؟ - في هذا الامر اختلاط بين الذاتي والموضوعي، فبعض المحامين أثارهم حضور زملائهم هي الغيرة وكذلك الحسابات فالحاضر من رجال القانون حسب أحد المواقف يزداد شهرة وتتكدس القضايا على مكتبه. أنا أرى هنا أنه من الضروري أن ينفتح الاعلام على كل القطاعات ولكل قطاع خصوصياته والفضاء يتسع للجميع، وإذا أساء أحد الاطراف أو أخطأ فوجب التشهير به وتنظيف الساحة، وأنا باعتباري مشاهدة تونسية لا أرى إساءة حصلت في حضور هذا الاسم أو ذاك ثم أذهب الى أبعد من ذلك لماذا نحرم المواطن من استشارة قانونية مجانية أو أن تعالج قضية دون أن تستنزف أمواله ويمتص دمه. * ما هو موقفك من منع بعض البرامج؟ - المنع بلا مبرر منطقي مرفوض. أما اذا أساء البرنامج أو أثار فتنة فوجب إيقافه. * وإذا صادف وأن توقف النقاط على الحروف؟ - اذا تجاوزت حدودي أوقف البرنامج من تلقاء نفسي، وإذا رأى البعض أن المشهد الإعلامي بلا نقاط على الحروف يكون أفضل فهذا أمر آخر. جالسها: نبيل الباسطي