تونس الصباح: بعد مغادرة الزميل عز الدين العامري لقناة حنبعل وتخليه عن ادارة وتنشيط برنامجه الحواري الناجح «المسكوت عنه».. وعلى الرغم من كل محاولات «سد الفراغ» التي عمدت اليها ادارة القناة فانها لم تفلح في الواقع في التعويض او في التغطية على المكانة التي تركها هذا البرنامج الحواري الجريء الذي كان يمثل في وقت من الأوقات واحدا من الانتاجات البرامجية التلفزيونية النوعية و«المثيرة» والشجاعة التي صنعت لقناة حنبعل نجاحها وتميزها.. صحيح أن الشبكة البرامجية لقناة حنبعل لا تزال تضم عناوين اخرى لبرامج وحصص مختلفة تحاول أن تكون حوارية ولكنها ولاسباب متعلقة ومثيرة بقلة خبرة القائمين عليها في ادارة الحوار وعدم امتلاكهم ل«الكاريزما» اللازمة على مستوى الحضور التلفزيوني فانها بقيت في اغلبها عبارة عن جعجعة» و«لمّة» ليس الا !!! نقاط على الحروف في سهرة أمس الأول، ومن خلال برنامج جديد يحمل عنوان «نقاط على الحروف» تقدمه سلوى بن نعمان بدت بارقة امل حقيقية تنبئ بان قناة حنبعل قد تكون وفّقت اخيرا في انتاج برنامج حواري جديد بامكانه ان يكون معوّضا بامتياز لبرنامج «المسكوت عنه» الشهير الذي كان يقدمه عز الدين العامري.. ففي اطار ديكور بسيط ولكنه موح توسّطت الوجه الجديد سلوى بن نعمان ضيفيها السيد احمد الاينوبلي الأمين العام للاتحاد الديموقراطي الوحدوي من جهة والروائي والصحفي حسونة المصباحي من جهة اخرى لتدير بينهما حوار بدا أقرب الى المناظرة الفكرية والسياسية بين شخصيتين لكل منهما قناعاته الفكرية والسياسية التي تتناقض تماما مع قناعات الآخر.. ففي حين بدا السيد أحمد الاينوبلي وفيا لقناعاته العروبية والقومية المنتصرة بالكامل لحق الشعب الفلسطيني في ان يناضل بمختلف الوسائل بما فيها العسكرية من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة وتحرير ارضه وتطهيرها من الاحتلال الاسرائيلي.. بدا السيد حسونة المصباحي في مواقفه مروّجا لمقولات فكرية وسياسية تصبّ في خانة الدعوة الى السلام و«التعقّل السياسي» والى «الواقعية» والى ضرورة قراءة الاوضاع الاقليمية والدولية «قراءة ذكية» و«عقلانية» بعيدا عن الشعارات والمواقف الغوغائية واللامسؤولة سياسيا التي لا يمكن ان تزيد اوضاع الفلسطينيين المعيشية والأمنية في ظل الاحتلال الاسرائيلي الا سوءا ومأساوية..» نحن لا نريد ان نسترسل في بسط الافكار والمواقف التي عبر عنها كلا السيدين أحمد الاينوبلي وحسونة المصباحي في سياق الحوار بل قل المناظرة الفكرية والسياسية التي جمعتهما في اطار برنامج «نقاط على الحروف» على قناة حنبعل.. فهذا ليس موضوع ورقتنا هذه انما نريد خاصة أن نسجّل بعض المصطلحات التي تخص هذا البرنامج الحواري الجديد وأداء القائمة على ادارة الحوار فيه الوجه الجديد سلوى بن نعمان. * أولى الملاحظات تخص مقدمة البرنامج سلوى بن نعمان التي يمكن ان نقول عنها بأنها تمثل اكتشافا بل وموهبة جديدة تنضاف الى جملة الاكتشافات التي قدمتها قناة حنبعل للساحة الاعلامية السمعية البصرية في تونس.. فهذه الشابة بدت من خلال ادارتها للحوار التلفزيوني والدفع به (الحوار) الى تخوم الاثارة والعمق بالمعنى الاعلامي الراقي وانما ايضا ذات حضور تلفزيوني مقبول حتى لا نقول ذات كاريزما فضلا عن المامها باغلب تفاصيل محور الحصة الذي كان يدور حول الحرب الاسرائيلية الوحشية والمجرمة على الفلسطينيين في قطاع غزّة.. * ثاني الملاحظات تخص طبيعة الحصة ذاتها التي تبدو لا فقط حوارية بل وايضا «تناظرية» وهو ما يحتم على القائمين عليها ان يجتهدوا ما أمكن في اختيار ضيوفها من جهة وفي ان تكون محاور مواضيعها الاسبوعية محيّنة وذات صلة بجديد الاحداث على الساحة الوطنية والدولية وذلك حفاظا على مستوى الحصة الفكري من جهة وجعلها تبدو محيّنة و«سخنة» من جهة اخرى ..