تونس الصباح: هي دعوة صريحة لتسليم قدر العالم إلى كفي امرأة أو هذا ما تعنيه على الاقل الصورة المجسمة لموضوع الدورة الرابعة عشرة لمهرجان المبدعات العربيات بسوسة الذي نجدها على غلاف الكتيب الخاص ببرنامج الدورة الجديدة للمهرجان. الصورة التي تظهر يدين ناعمتين تحملان بين أناملها الرقيقة بحذر شديد وكأنها تخشى عليها من الوقوع شريطا من الصور يروي قصة تعاقب الحضارات بالعالم لا تخلو من طرافة وتختزل كل الكلام الذي يمكن أن نصوغه حول دور المرأة في الحوار الحضاري. إنها حارسة للتنوع ووصية على ذلك. وعلى أمل أن تكون المداخلات العلمية التي يبلغ عددها حوالي 25 مداخلة في بلاغة الصورة وفصاحتها فإن الدورة الجديدة لمهرجان المبدعات العربيات بسوسة تخوض في موضوع من وحي أحداث الساعة. كان ذلك السبب الرئيسي الذي قدمته السيدة نجوى المنستيري الشريف مديرة المهرجان التي عقدت لقاء صحفيا صباح أمس بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة للتعريف ببرنامج الدورة الجديدة والاسماء المشاركة بها. السبب الرئيسي لاختيار هذا الموضوع ليكون محور اهتمام جمع من النساء العربيات تمثلن 15 دولة هي على التوالي وإضافة إلى تونس، مصر وسوريا والاردن والعراق والامارات وقطر والسعودية وفلسطين وليبيا والمغرب والجزائر وذلك خلال الايام الثلاثة التي يستغرقها المهرجان وتحديدا فيما بين 16 و18 أفريل الجاري بمدينة سوسة. السيدة نجوى المنستيري التي كانت مرفوقة بأعضاء الهيئة العلمية للملتقى شددت على أهمية الخوض في هذا الموضوع في ظرف دولي مطبوع بالنزاعات والحروب لكن وبما أن موضوع حوار الحضارت شاسع فإنه تم الاقتصار بالمناسبة على جانبي الاداب والفنون. مشاركة فرنسية وتركية وخطوة أولى لتدويل المهرجان وخلافا لما يمكن أن يدل عليه موضوع الملتقى فإن المتدخلات لسن كلهن من الباحثات الاكاديميات ومن القادمات مباشرة من مراكز البحوث العلمية المختصة في دراسة حوار الحضارات ولان نقرأ في السيرة الذاتية المرافقة لموضوع المداخلة أن أغلب المشاركات من الجامعيات ومن أصحاب شهدات الدكتوراة وغيرها من الشهادات العليا فإن هناك نسبة من المشاركات من أهل الفن والادب. مطربات وموسيقيات وممثلات مسرحيات وسينمائيات وقاصات وروائيات وهن بالتالي تقدمن مداخلات من وحي ممارستهن للفن وما ينجر عنه منطقيا من دعوة للتخاطب مع الآخر. بالنسبة للمشاركات التونسيات مثلا هناك على الاقل أربع مداخلات لفنانات وبالتالي فإن مداخلاتهن تحمل بصمات الفنان الذي يتكلم عن تجربة لكنها تجربة واعية. جليلة بكار مثلا الفنانة المسرحية المعروفة تقدم تجربتها المسرحية التي تخللتها عديد الاسفار وبالتالي فهي بحكم عملها وأسفارها في علاقة متواصلة مع الآخر. سنيا مبارك وعبير النصراوي أيضا تنطلقان من تجربة عملية قبل أن تكونا من الدارسات المتخصصات. أما آمال سفطة فهي صاحبة تجربة فنية متنوعة وهي شاعرة أيضا. تشارك كذلك في هذا الملتقى اعلاميات وناقدات للفن والادب وكاتبات وغيرهن بالاضافة طبعا إلى الباحثات الاكاديميات. يتوق المهرجان حسب السيدة نجوى المنستيري للانفتاح أكثر فأكثر على المحيط الخارجي والدولي. وقد تمت استضافة مبدعة من فرنسا ومبدع من تركيا لانه لا يمكن الخوض في موضوع حوار الحضارات بدون حضور ممثلين عن حضارات أخرى حسب عبارت مديرة المهرجان. الامر له علاقة كذلك بالرغبة في توسيع مجال هذه التظاهرة التي لم تنف مديرة المهرجان امكانية تحولها إلى تظاهرة دولية. لا يمكن أن ينعقد ملتقى حول حوار الحضارات دون أن يكون للاستاذ حسين فنطر رئيس كرسي بن علي لحوار الثقافات والاديان مشاركة بارزة. وسيكون له بالمناسبة شرف افتتاح سلسلة المداخلات الخاصة بالدورة الرابعة عشرة لمهرجان سوسة للمبدعات العربيات من خلال محاضرة حول حوار الحضارات: المفهوم والمنهجية. ومن المنتظر أن يتولى السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث افتتاح الدورة الجديدة للمهرجان حيث تنعقد الجلسة الافتتاحية مساء الخميس القادم. البرنامج الموازي الذي يقع اعداده مع كل دورة جديدة للملتقى يشتمل على سهرات موسيقية وعروض أزياء بتشريك طلبة المعهد العالي للموضة بالمنستير وزيارت للمعالم الاثرية بسوسة العتيقة ومعارض للفنون التشكيلية. ويتم كذلك بتنظيم مائدة مستديرة حول نفس الموضوع أي حوار الثقافات مساء الخميس بداية من الثامنة ليلا. المسألة لها علاقة على ما يبدو باستغلال أكثر ما يمكن من المساحة الزمنية خلال هذه التظاهرة لتحصيل أكثر ما يمكن من الفائدة العلمية.